القائمة الرئيسية

الصفحات

                    الأنشطة الاجتماعية التربوية والثقافية

 


 أ ـ الأنشطة الاجتماعية التربوية 

1 ـ الإشكالية

      تعتبر ما اصطلح عليه تسميته بالأنشطة الموازية التكميلية  الأنشطة الاجتماعية التربوية حسب الاصطلاح المعمول به حاليا بوزارة التربية الوطنية " من المجالات التربوية الحيوية ، التي تساهم عمليا في تنمية القدرات و المواهب و المهارات ، بواسطة ممارسة الأنشطة الثقافية و الفنية و الإجتماعية المختلفة ، بهدف دعم العملية التربوية التعليمية ، و الانفتاح على البيئة المحلية و الوسط الاقتصادي و الاجتماعي و مواكبة التطورات التي يعرفها العالم المعاصر في مجال التربية و التعليم .

 

 

2 ـ الوضعية الحالية:

1.2 – الممارسة الجارية :

تتوفر وزارة التربية الوطنية حاليا على هياكل تشرف على الأنشطة الاجتماعية التربوية حسب الأسلاك التعليمية على المستوى المحلي بالمؤسسات التعليمية ، و الإقليمي بالنيابات ،  و المصلحة المركزية ، و تتمثل في ما يلي :

      أ ) قطاع التعاون المدرسي بالنسبة للسلك الأول من التعليم الأساسي و هو يتشكل من :

         - التعاونيات المدرسية بالمؤسسات التعليمية بهذا السلك ، و هي مكونة من التلاميذ تنظم و تسير بواسطة قانون داخلي تحت  إشراف مدير المؤسسة ، و تهتم بتنظيم أنشطة اجتماعية و ثقافية و فنية لصالح التلاميذ

          - جمعية تنمية التعاون المدرسي و فروعها الإقليمية و لجنها الجهوية و الوطنية ، وهي مكونة من رجال التعليم " المفتشون  المديرون ، المعلمون ، و المسؤولون على هذا القطاع بالمصالح المركزية و النيابات ؛ " و تهتم بتكوين المنشطين ، و دعم  المشاريع التربوية للوزارة ، و تنظيم أنشطة إقليمية و جهوية و وطنية ، و المساهمة في الحملات الوطنية  و الإقليمية ذات الطابع التربوي و الاجتماعي ، و القيام بالبحوث   و الدراسات من أجل تنمية مجالات الأنشطة التعاونية و تأهيل المنشطين بهدف إدماجها في الحياة المدرسية ،   و العمل على تفعيل العملية التربوية التعلمية ، و تعميم النشاط التعاوني لفائدة التلاميذ . و تخضع هذه الجمعية لمقتضيات ظهير الحريات العامة الصادر سنة 1958 .

- المصالح الإدارية التابعة لمديرية الدعم التربوي ( قسم الأنشطة الاجتماعية التربوية  و الثقافية ) و من يمثلها بالنيابات الإقليمية .

     ب ) قطاع الأنشطة الاجتماعية التربوية بالسلك الثاني من التعليم الأساسي و التعليم الثانوي ، وهو يشمل :

  - الفروع المحلية لجمعية الأنشطة الاجتماعية التربوية على مستوى المؤسسات التعليمية  و هي مكونة من التلاميذ و الأساتذة ، و ممثلين عن الهيأة الإدارية للمؤسسات، و جمعيات الآباء ، و هي مكلفة بتنظيم الأنشطة المختلفة لفائدة التلاميذ في إطار نوادي متخصصة حسب رغباتهم و هواياتهم و مواد تخصص الأساتذة .

      - الفروع الإقليمية لجمعية الأنشطة الاجتماعية التربوية ، و هي مكونة على مستوى النيابات ، و من مهامها : تكوين المنشطين و القيام بأنشطة على المستوى الإقليمي ، و دعم أنشطة الفروع المحلية ، وتنمية مجالات الشراكة و التعاون ، و المشاركة في الحملات  و التظاهرات الإقليمية .

- جمعية الأنشطة الاجتماعية التربوية على المستوى الوطني ، و هي مكلفة بتنسيق أنشطة الفروع ، و الإشراف على  الأنشطة التي تندرج في إطار الشراكة و التعاون على المستويين الوطني و الدولي ، و المشاركة في الأولمبيادات و المسابقات الفنية و الثقافية على مختلف المستويات .

- الأجهزة الإدارية المسؤولة على المستوى المركزي بمديرية الدعم التربوي ( قسم الأنشطة الاجتماعية التربوية ) و من يمثلها بالنيابات الإقليمية .

و بالرغم من الجهود التي بذلت من أجل خلق هذه الهياكل و تنظيم عملها و تحديد أهداف الأنشطة المختلفة ، فإن الاستفادة منها ظلت محدودة في الزمان و المكان ، و في أعداد الفاعلين من المؤطرين ، و أعداد التلاميذ المستهدفين .

 

2.2 – الصعوبات :

  من أهم الصعوبات التي واجهت هذا القطاع وحدت من نموه :

 - كثافة البرنامج التعليمي .

     - ثقل الغلاف الزمني . 

     - طغيان الجانب النظري في المجال التربوي و الاعتماد على أسلوب التلقين .

     - عدم إعارة هذه الأنشطة الاهتمام المطلوب في العملية التربوية التعليمية و في الحياة المدرسية بصفة عامة .

    - ضعف مصادر التمويل و التجهيز .

    - الاعتماد على التطوع و المبادرة الشخصية .

    - النقص في تكوين المنشطين .

    - قلة الاهتمام بتحفيز المؤطرين و تشجيعهم على روح المبادرة و الاجتهاد.

3.2 – سبل و آفاق تطوير هذه الأنشطة :

     من بين السبل التي يمكن اعتمادها للنهوض بهذا الميدان :

- اعتبار النشاط الاجتماعي التربوي من بين مكونات العملية التربوية التعليمية  و إدماجه في البرامج و المقررات الدراسية .

- مراعاته في توزيع الغلاف الزمني .

- استثماره في مجال الدعم و التقوية و الانفتاح .

- إعطاؤه مكانته في الفضاءات الداخلية و الخارجية للمؤسسات التعليمية .

- تفعيل هياكله و أجهزته و دمقرطتها .

- مده بالإمكانات المادية عن طريق التمويل الذاتي بواسطة الاشتراكات و الانخراطات و المساهمات ، و دعمه بإعانات مادية و بشرية .

- أخده بعين الاعتبار  في برامج التكوين الأساسي و التكوين المستمر لرجال التعليم .

- وضع آليات لتقييمه و تقويمه .

-   تحرير الطاقات الإبداعية لرجال التعليم بإعطائهم قسطا من الحرية في التعامل مع مكونات العملية التربوية التعلمية ( البرامج و المقررات ، الحصص ، الأنشطة  إلخ... ) ، عن طريق إدماجها في الدروس اليومية " التعليم المندمج " و تكثيف الأنشطة الموازية في الوقت الثالث .

 

3 ) الأهداف :

من بين أهم أهداف الأنشطة الاجتماعية التربوية :

- التشبع بقيم التعاون و التكافل و روح العمل الجماعي .

- التمرس على الحياة الديمقراطية و ممارستها في تعاونيتهم و جمعيتهم .

- التدريب على ممارسة العمل الجمعوي استعدادا للانخراط في مكونات المجتمع المدني

- تفعيل العملية التربوية عن طريق إذكاء التعلم الذاتي و التشاركي ، و ممارسة الأنشطة التعاونية المختلفة ( الثقافية ، الفنية ، الاجتماعية ) ... إلخ .

- المشاركة في تدبير شؤون المؤسسة و المحافظة على بيئتها و على ممتلكاتها .

- تنمية الموارد البشرية و المادية للمؤسسة التعليمية .

- ربط جسور التعاون و التواصل بين المؤسسة و الأسرة .

- الانفتاح على الوسط المحلي و التطورات المعاصرة .

- تنمية الشخصية الخلاقة المبدعة و المسؤولة لدى التلاميذ .

- ربط التربية و التكوين بمجالات التنمية المستديمة .

- اكتشاف الكفاءات و القدرات والمهارات و تنميتها استعدادا لولوج عالم الشغل .

 

4) الوسائل :

- كل أشكال التبادل على الصعيد الوطني و الدولي : ( التبادل الثقافي – التبادل التربوي – تبادل الخبرات و التجارب ) ... الخ .

- إقامة التوأمة و الشراكة بين المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني و مثيلاتها على الصعيد الدولي .

- المشاركة في المباريات المحلية و الوطنية و الدولية في مواضيع أدبية و فنية و علمية ( الأولمبياد في الرياضيات ) .

- إشراك السلطات و الجماعات المحلية و جمعيات الآباء .

- الدعم المادي ( حسب ما أشير إليه في الفقرة (2-3) و كذا تأهيل الأطر التعليمية بالتكوين الأساسي و التكوين المستمر .

- تفعيل الهياكل المشرفة على هذه الأنشطة .

-  خلق شبكات للتواصل و التعاون بين الفاعلين و المتدخلين .

 

5 ) الهياكل :

- إعادة تنظيم هياكل الجمعيات حسب التوجهات الجديدة مع فسح المجال لمشاركة أكبر للتلاميذ في إداراتها و تسييرها و تقرير أنواع الأنشطة المناسبة .

- تفعيل دور المجلس الداخلي للمؤسسة و وإعادة تنظيمه .

- إعادة النظر في تكوين جمعيات الآباء وتحديد الأدوار و المسؤوليات بينها و بين المؤسسات التعليمية .

-   إحداث نوادي متخصصة بالسلك الثاني من التعليم الأساسي و التعليم الثانوي في مجال المسرح المدرسي و التربية الموسيقية و الفنون التشكيلية ، و التربية البيئية.

 

6 ) الإجراءات المصاحية :

     العمل على تنمية الأنشطة الاجتماعية التربوية ضمن المحاور التالية مع ترك حرية إدخال كل ما يمكن أن يفيد في هذا الإطار.                                      

  1.6-  في مجال التنشيط الفني : 

- إقامة مهرجانات إقليمية و وطنية للمسرح المدرسي .                                

- طبع و توزيع مجالات متنوعة تهتم بالميادين الثقافية و المعرفية .                    

- إحداث مشاغل للفنون التشكيلية و تنظيم مسابقات و إقامة معارض محلية و إقليمية و وطنية .  

ـ الاهتمام بالتربية الموسيقية بتنفيذ عدة مشاريع ، من بينها : خلق نوادي موسيقية ،و عقد اتفاقيات للتعاون و الشراكة وطنيا و دوليا .

2.6- في مجال التنشيط الثقافي :

- توسيع مجال إنجاز مباريات أولمبيادات و مسابقات و محاضرات و عروض و ندوات أدبية و فنية و علمية .

- تعزيز إقامة التوأمات و عقد الشراكات بين المؤسسات التعليمية وطنيا و مع مثيلاتها على الصعيد الدولي .

- الاحتفال بالأعياد الوطنية و الدينية و الموسمية و المساهمة في تخليد المناسبات و الأيام العالمية ( الصحة و البيئة ،  الغابة ، المرأة ، الطفل ، حقوق الإنسان...)

3.6 - في مجال التنشيط الترفيهي :

- تنظيم الرحلات و الزيارات إقليميا ، وطنيا و دوليا .

- الرفع من الاستفادة من المخيمات الصيفية و الربيعية المنظمة من طرف جمعية المخيمات الصيفية المدرسية ، مع تنفيذ برنامج خاص بالأقاليم الجنوبية .

4.6 - في مجال التربية البيئية :

- تعميم الاستفادة من البستنة المدرسية .

- توسيع الحملة الوطنية للتشجير.

- تنمية أنشطة نوادي التربية البيئية و خلق نوادي جديدة .

5.6 - في المجال الاجتماعي :

- دعم برامج تنمية التمدرس بالوسط القروي عن طريق المساهمة في تزويد التلاميذ بالمحفظات و الأدوات المدرسية .

- المساهمة في تزويد التلاميذ المحتاجين بالنظارات الطبية و آلات تقويم الأعضاء .

- المشاركة في حملات التضامن و التآزر المنظمة على مختلف الأصعدة .

 

ب ـ  حارس الخارجية والداخلية في مجال الأنشطة الاجتماعية التربوية والثقافية داخل المؤسسة التعليمية:

  لقد عرفت المنظومة التربوية تطورات جد إيجابية في العقود الأخيرة ، و أصبح لزاما على المؤسسة التعليمية أن تعكس هذه التحولات من خلال التعامل الذكي معها من طرف الساهرين على التسيير الإداري و التربوي . فالمدرسة المغربية أضحت في  حاجة ماسة إلى دينامية جديدة تفسح المجال إلى مكوناتها للبحث عن كل السبل المؤدية إلى تجديد في أساليب التعليم و طرق التربية و تفعيل مجالات التنشيط التربوي و الثقافي و الاجتماعي و الفني لخلق نوع من الحيوية و الحركية و الإشعاع للتخلي عن سلبيات الروتينية و الرتابة و التقوقع .

    لقد ارتكزت توجهات وزارة التربية الوطنية على اعتبار المؤسسة التعليمية الوحدة الأساسية للتربية و التكوين في نظامنا التعليمي ، و كيفما كانت نوعية تنظيم هذه الوحدة التربوية ، و مستوى الأطر العاملة بها ، و جودة التعليم و التكوين الذي تقدمه ، فإنه لا يمكنها أن تؤدي وظائفها على الوجه الأكمل إلا إذا كانت فضاء متفتحا على محيطها يتفاعل فيه كل شركاء النظام التعليمي . و لكن قبل مرحلة انفتاح المؤسسة على محيطها الاجتماعي و الاقتصادي ، كان لازما أن تطبق استراتيجية محكمة لنشاطاتها المتنوعة و الهادفة داخل فضاءاتها في حدود إمكاناتها و مواردها البشرية و المادية .

     أجل لقد أصبح المسؤولين بالوزارة إقليميا وجهويا و مركزيا يولون أهمية بالغة للأنشطة الاجتماعية التربوية و الثقافية و الفنية داخل المؤسسات التعليمية لكونها تعتبر من الدعامات الأساسية للرصيد المعرفي لدى التلميذ من جهة ، و من جهة أخرى فرصة إضافية لتنمية مؤهلاته العلمية و الفنية و الرياضية ، و صقل مواهبه ، و إذكاء روح التنافس التربوي بينه بين أصدقائه لفرض وجوده و بناء شخصيته .

     أما بالنسبة للمدرسين و أعضاء الإدارة التربوية ، فهاته الأنشطة تحفزهم لدعم العمل الجمعوي والجماعي في جو من التعاون و التآزر ، وتمكنهم من تطوير معارفهم ، و تسيير تطبيق المناهج الدراسية لتحسين جودة التعليم و التنقيب عن المواهب الصاعدة .

       فإذا كان لمدير المؤسسة الدور الريادي في تنمية كل مجالات التنشيط ، فالعمل الجماعي يقضي بأن تكون مساهمة حارس الخارجية أو الداخلية في بلورة هذا التنشيط مساهمة فاعلة  و فعالة لما تفرضه عليه اختصاصات المهنة ، و لكونه أقرب المسؤولين من التلميذ . فهو الساهر على نظامه و مواظبته و اجتهاده و سلوكاته و أخلاقياته داخل المؤسسة ، و هو المشرف بالدرجة الأولى على تأطيره و توجيهه و إرشاده لاستغلال أوقات فراغه بطريقة عقلانية و ممنهجة تمكنه من اكتشاف قدراته الأدبية و العلمية و الفنية و الرياضية و تساعده على اكتساب ثقافة الحوار و التواصل ، ثقافة التعايش و التسامح ، ثقافة المواطنة الحقة . فكيف يا ترى يجب على حارس الخارجية أو الداخلية أن يتعامل مع التلاميذ في مجال التنسيط أو التحفيز ؟  و ما هو يا ترى دورة في إشعاع المؤسسة و تفعيل الأنشطة داخلها ؟ و ما هي الصعوبات التي يمكن أن تواجهه ؟ و ما هي السبل لتجاوزها و التغلب عليها ؟

 

     1– دور حارس الخارجية و الداخلية في مجال التنشيط و التحفيز:

من البديهي التذكير بأن السياسة التعليمية كلها ، و في كل بقاع العالم ، هدفها الأساسي ، هدفها الأول و الأخير هو خدمة التلميذ . و من المفروض أن الذي يخدم التلميذ قبل المدير   و الناظر و الحارس العام هو حارس الخارجية أو الداخلية .

فبحكم التجربة الإدارية التربوية يتجلى أن ما كان يسمى " معيدا " من قبل كان يعتبر في النظام التعليمي القديم بمثابة " عين من عيون الإدارة " ، يعرف الشاذة و الفاذة عن كل التلاميذ  و يبلغ عنهم ، و يتفنن في عقابهم و زجرهم و حتى في ضربهم ، و رغم هذه الخروقات التي كان معمولا بها و متعارفا عليها ، فإن " المعيد " كان له الفضل في تربية التلاميذ و نظامهم و مساعدتهم في الدراسة ، و كذا تأطيرهم في " الأنشطة الموازية " كالأنشطة الثقافية و الفنية و الرياضية و الترفيهية . و لكن عندما أصبح الطابع التربوي يطغى على تسيير المؤسسات و أصبح " المعيد " يحمل إسم حارس الخارجية أو الداخلية ، تغير منظور مهام هذا الأخير ، فاضطر إلى نبذ سياسة العنف و الدركية و السلطوية ، و أصبح لزاما عليه البحث عن مجالات تنشيط التلاميذ و آليات تحفيزهم للمساهمة الإيجابية في تفجير طاقاتهم الإبداعية و تحقيق إشعاع المؤسسة التي ينتسبون إليها داخليا و خارجيا .

فمعاملة التلاميذ أصبحت تخضع إلى مبادئ التربية الحقة المبنية على روح التعاون و التواصل و الحوار البناء و التأطير المستمر و الدعم اللامشروط ، و احترام توجهات الوزارة الجديدة في مجال التنشيط داخل المؤسسات التعليمية لتفعيلها و تحبيبها لدى التلاميذ .

و نظرا لكون نجاح الأنشطة الاجتماعية التربوية و الثقافية مرتبطا بوضع استراتيجية محكمة لإنجازها طوال السنة الدراسية من طرف كل الفاعلين التربويين و الإداريين و حتى الفئات المستهدفة و هم التلاميذ ، طلب من حراس الخارجية و الداخلية وضع أيدهم في يد هؤلاء لتحقيق مشاريع جماعية تعود بالنفع عليهم و على مؤسستهم في مجالات كثيرة كالتنشيط الفني ، و التنشيط الثقافي ، و التنشيط الترفيهي و الرياضي ، و مجال التربية البيئية ، و الصحية ، و السكانية ، و الطرقية ، و المجال الاجتماعي قصد إنجاح حملات التضامن    و التآزر المنظمة على مختلف الأصعدة .

و لتفعيل هذه النشاطات ، أصبح لازما على حراس الخارجية و الداخلية التسلح بالصبر      و التبصر و روح المسؤولية و المبادرة ، و العفوية و الشفافية ، و روح المواطنة الصادقة ، و إعطاء المثل العالي للتلاميذ في الجدية و التضحية و نكران الذات ،و تحمل المسؤولية عبر مراحل ليصبحوا في المستقبل مواطنين صالحين و عناصر فاعلة في تنمية بلادهم اجتماعيا  و اقتصاديا و أخلاقيا .

 

    2 -  الصعوبات والحلول                  

    من الواضح أن حارس الخارجية أو الداخلية سيواجه صعوبات و مشاكل متعددة و متنوعة قد تحد من تنمية قطاع الأنشطة داخل المؤسسة و خارجها ، في القسم الخارجي أو القسم الداخلي ككثافة البرامج التعليمية ، و ضعف مصادر التمويل و التجهيز ، و الاعتماد على التطوع و المبادرة الشخصية ، و النقص في تكوين المنشطين و تفرغهم للتأطير و التقييم و التتبع ، بالإضافة إلى عدم إعارة هذه الأنشطة الاهتمام المطلوب في العملية التربوية التعليمية و في الحياة المدرسية بصفة عامة .

و لكن هذا لا يمنع من مواجهة هذه المعوقات و التصدي لها و محاولة رفع تحدياتها ، لأنه لا مجال للاستسلام و اليأس ، و التقاعس و اللامبالاة ، لأن الضحية الأولى سيكون التلميذ لا محالة . فللتغلب على هذه الصعوبات ، لا بد من الخضوع إلى الأمر الواقع ، فنحن في بلد في طريق النمو ، لازالت تنقصنا البنيات التحتية ، و الوزارة جادة في البحث عن الطريق الناجعة لتوفير الظروف الملائمة للرفع من جودة التعليم و مردودية التلاميذ و تحسين شروط تفعيل المؤسسة من خلال تعبئة كل مكونات المؤسسة التعليمية ، و حتى مكونات المجتمع المدني و شركاء الوزارة لبعث روح جديدة في المدرسة المغربية لا يمكن تهميش الأنشطة بها .

و دور حارس الخارجية و الداخلية ينحصر في :

       + التقرب ما يمكن من التلاميذ و بناء علاقات أخوية معهم .

       + رصد الصعوبات المفروضة للبحث عن وسائل تجاوزها .

       + محاولة إنجاز مشاريع في متناول المؤسسة .

      + استغلال الطاقات البشرية و الإمكانات المادية المتوفرة بطريقة عقلانية و حسن تدبير.

      + العمل في شكل شبكات مع المؤسسات المتواجدة في نفس الجماعة و على صعيد الأسلاك التعليمية الثلاث .

      + البحث المتواصل على دعم الأنشطة من طرف الجمعيات و الهيآت و المنظمات غير الحكومية و خاصة جمعية آباء و أولياء التلاميذ الذين سيلعبون دورا مهما في المجلس الإداري لكل مؤسسة بعد أجرأة ميثاق إصلاح التربية و التكوين .

     + تحسيس كل الفاعلين التربويين و الإداريين و الإقتصاديين بأهمية الأنشطة و الدور الهام و الخطير الذي تلعبه في مسار التلميذ التعليمي و بناء شخصيته ليصبح رجل المستقبل واعيا بمسؤولياته و حقوقه وواجباته ، و متمكنا من صقل مواهبه و تفجير طاقاته الإبداعية .

 

3 -  توجيهات و اقتراحات :   

لكي تحقق قفزة نوعية في السنوات المقبلة ، لا بد للأنشطة الاجتماعية التربوية و الثقافية من الخضوع إلى استراتيجية موحدة تتبنى رسم مراحلها كل مكونات الإدارة التربوية ،  و على رأسها مدير المؤسسة ، و يسهر على تتبعها و تنفيذها كل الذين يطمحون إلى تنميتها و لا سيما حراس الخارجية و الداخلية .

فعلى هؤلاء التجند و التعبئة و الالتزام بالمرجعيات التنظيمية لهذه الأنشطة ، و الوقوف على إشكاليتها ، و وضعيتها الحالية ، و الأهداف المرسومة لها و الهياكل المخصصة لها ، كما عليهم رصد مختلف الصعوبات الطارئة و العمل على إيجاد أفضل السبل لمواجهتها و التصدي لها بكل عزم و قوة و تفاؤل ، و اللجوء إلى كل الوسائل الرامية إلى تنمية النشاط التربوي داخل المؤسسة و خارجها كالشراكة الفاعلة مع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ التي تربطها بالمؤسسة علاقة عضوية و مختلف القطاعات الحكومية و المنظمات و الهيآت غير الحكومية والجمعيات الثقافية و الفنية ذات الاهتمام المشترك التي يمكن أن توفر الدعم الكافي لإنجاح مشاريع المؤسسة التربوية و تحقيق إنجازات هادفة على أرض الواقع.

      ...كما أن إقامة التوأمة بين المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني و مثيلاتها على الصعيد الدولي ، و المشاركة في المباريات المحلية و الوطنية و الدولية في مواضيع أدبية و فنية وعلمية لتعتبر من الوسائل الناجعة لتفعيل الهياكل المشرفة على مجالات التنشيط التربوي و تحفيز التلاميذ لتحقيق الأهداف السامية و التربوية التي ترمي إليها الوزارة من خلال ممارسة الأنشطة الاجتماعية التربوية و الثقافية و الفنية على كل الأصعدة .

                                                      

ج ) بطاقة تفعيل المؤسسة من خلال تعبئة جمعية آباء وأولياء التلاميذ: 

 

1 – الدور الهام للجمعية :

إن مشروع المؤسسة التي تسعى الوزارة إلى تحقيقه من خلال الآليات التي تشكل أطراف هذا الأخير يحتم تفعيل دور جمعية الآباء و أولياء التلاميذ كطرف فاعل لما لها من تأثير إيجابي على سير المؤسسة تربويا و إداريا و اجتماعيا . و هذا يتطلب تجديد مفهوم الجمعية لمواكبة متطلبات المؤسسة و تبني منجزاتها .

 

2 – المشاكل التي تعترض سير الجمعية :

إن معظم المشاكل التي تعوق سير الجمعية آباء و أولياء التلاميذ تكمن في عدم تحديد العلاقة بينها و بين إدارة المؤسسة ، و عدم استيعابها للدور التربوي و الاجتماعي الذي وجدت من أجله ، الشيء الذي يستوجب وضع أسس جديدة للتواصل بين الطرفين مبنية على الحوار و الاحترام و وضوح الاختصاصات و التصور الإيجابي لخدمة الأهداف المشتركة .

و من أبرز المعوقات التي تجسد هاته المشاكل عدم توظيف التعبئة و التحسيس في أوساط أباء التلاميذ و أوليائهم و التقصير في البحث عن شراكة خارجية تعود بالنفع على المؤسسة .

 

3 – مجالات التعاون مع الجمعية :

يعتبر التعاون جوهر العلاقة التي تربط الجمعية بمختلف الأطراف التي تعمل في إطار مشروع المؤسسة و تحقيق أهدافها الذاتية و الخارجية ، و يمكن تحديدها فيما يلي :

1.3 – على صعيد المؤسسة :

   * التلاميذ ، باعتبارهم المحور الأساسي للمشروع  يفرض على الجمعية أن تركز كل مامها لخلق آليات للدعم التربوي و البحث على حلول لمشاكلهم الاجتماعية و المادية ، و المساهمة في الأنشطة الموازية لخلق بيئة مواتية تساعدهم على إيجاد حركية للتجديد و الابتكار و العطاء .

   * الطاقم التربوي ، باعتباره الفاعل في العملية التعليمية و الساهر على تأمين التربية يحتم على الجمعية فتح الحوار معه لربط بينه و بين الأسرة لمواجهة و حل المشاكل التي تعترض التلميذ ؛

   * الطاقم الإداري ، باعتباره المشرف على السير التنظيمي للمؤسسة الساهر على تنفيذ تعليمات الوزارة ، يفرض على الجمعية خلق علاقة مرنة في تعاملها لسد حاجيات المؤسسة المادية كالصيانة ، و ظبط مواظبة التلاميذ و إغناء المكتبات المدرسية ، بالإضافة إلى المحافظة على جمالية ورونق المؤسسة .

2.3 – على صعيد المحيط الخارجي :

إن نجاح أي مشروع مؤسساتي يصعب تحقيقه في غياب تعاون متين مع مكونات المحيط الخارجي ، الشيء الذي يتطلب من الجمعية مد الجسور و فتح قنوات الاتصال مع السلطات المحلية و المجالس المنتخبة و الجمعيات الغير الحكومية ، بالإضافة إلى عقد شراكة مع المنظمات الوطنية و الدولية و إشراك الفاعلين في المجتمع المدني .

 

4 – التدابير :

مراجعة القانون الأساسي لهذه الجمعيات حتى تتلاءم أحكامه و مقتضياته مع التوجهات التربوية و الاجتماعية للمؤسسة التعليمية ؛

وضع ميثاق و آليات بتعاون مع المتدخلين الأساسيين من سلطات محلية و مجالس منتخبة للعمل على احترام تطبيق مقتضيات القانون الأساسي وفق الشروط المحددة للعضوية و تجديد المكاتب ، و ضبط ممتلكات الجمعية و أرصدتها ؛

تحديد و توحيد واجب الاشتراك السنوي بالنسبة للتلميذ مع مراعاة المستوى الاقتصادي للفئات الاجتماعية و الفوارق الموجودة بين العالم القروي و الحضري ؛

مراجعة قانون تأسيس فيدرالية جمعيات آباء و أولياء التلاميذ ؛

إشراك ممثلي جمعيات الآباء في المجالس الإدارية للمؤسسة و تمتين التواصل

 و التعاون معها في مختلف القضايا التي تضمن حسن سير العمل التربوي بالمؤسسة التعليمية .

 

 بطاقة لجرد أهم القضايا الخاصة بجمعيات الآباء:

1 – أهم المشاكل التي تعترض سير هذه الجمعيات :

   * غياب تكوين جمعوي ؛

   * تراجع عامل التطوع لتقديم الخدمات للمؤسسة ؛

   * غياب برنامج واضح للجمعية ؛

   * غياب دمقرطة اختيار المكتب المسير ؛

   * غياب الوعي بالدور الاجتماعي و الثقافي ؛

   *  سوء تدبير الموارد المالية ؛

   * الارتجال في تطبيق و إنجاز المشاريع ؛

   * غياب النزاهة و الموضوعية في التعامل ؛

   * ضعف وسائل العمل ؛

   * انعدام التنسيق مع فعاليات المجتمع المدني ؛

   * انغلاق الجمعية حول نفسها ( لا شراكة و لا توأمة ...) ؛

   * تداخل الاختصاصات و تجاوزها ؛

   * تغييب العنصر النسوي في العمل الجمعوي ؛

   * ضعف التواصل ( نشرات – تقارير ...) .

2 – مجالات التعاون مع هذه الجمعيات :

   * انفتاح الجمعية على محيطها الطبيعي و الاجتماعي ؛

   * إقامة شراكات و توأمات مع جمعيات و مؤسسات لها نفس الأهداف إقليميا و جهويا  و وطنيا و دوليا ؛

   * مد جسور التواصل مع فعاليات المجتمع المدني ؛

   * التنسيق مع إدارة المؤسسة و الهيئة التربوية ؛

   * تفعيل العمل الجمعوي عن طريق إقامة حلقات تكوينية و دورات تدريبية في هذا المجال،

   * وضع برامج و مخططات يراعى فيها جانب الإمكانيات المادية و البشرية ؛

   * البحث عن موارد جديدة لتوسيع دائرة تطبيق المشاريع ؛

   * إشراك جمعية الآباء في تخطيط البرامج و المناهج التربوية . ( الملائمة لخصوصيات كل جهة على حدة ) .

3 – المتدخلون :

   * نيابة وزارة التربية الوطنية ؛

   * مقاطعة التفتيش ( المراقبة التربوية ) ؛

   * مدير المؤسسة ؛

   * هيأة التدريس ؛

   * التعاونيات المدرسية ؛

   * السلطات المحلية ؛

   * المجالس المنتخبة ؛

   * مندوبية وزارة الصحة ؛

   * مصالح وزارة الفلاحة ؛

   * مندوبية الشبيبة و الرياضة ؛

   * جمعيات و منظمات لها نفس الأهداف مثل :

 + جمعية تنمية التعاون المدرسي ؛

 + جمعيات غير حكومية وطنية و دولية ؛

 + فعاليات من المجتمع المدني ؛

 + القطاع الخاص .

4 – التدابير التي يتعين القيام بها لتفعيل أنشطة الجمعيات :

   * التوعية بالدور التطوعي للمساهمة في العمل الجمعوي ؛

   * مراجعة القوانين المنظمة لهذه الجمعيات حتى تساير المستجدات على الساحة التربوية و الاجتماعية لمواكبة التطور الذي عرفه المجتمع المغربي مع الانفتاح على التجارب الناجحة لبعض الدول في هذا المجال ؛

   *وضع برامج و مشاريع تساير التطورات و التحولات التي تعرفها الساحة التعليمية ؛

   * تنظيم هياكل الجمعية لتفعيل عملها ؛

   * تنمية مجالات التواصل عبر قنوات مختلف وسائل الإعلام :

+ التلفزة المدرسية ؛

 + الإذاعة و التلفزة ؛

 + الصحافة ( مجالات ، نشرات ... ) .

 

 

من كتاب قضايا التربية و التعليم '' الجزء الثاني '' ـ الأنشطة الاجتماعية التربوية والثقافية

 سلسلة تكوين أطر وزارة التربية الوطنية ، مديرية الموارد البشرية (قسم استراتيجية التكوين) العدد : 7