القائمة الرئيسية

الصفحات

الحياة المدرسية وتفعيل القيم
بالوسط المدرسي
إعداد: ذ. خالد البورقادي- مفتش التعليم الثانوي التأهيلي
باحث في علوم التربية والديداكتيك

عناصر العرض
•1 - مفهوم الحياة المدرسية؛
•2 - أهداف الحياة المدرسية؛
•3 - الحياة المدرسية في الوثائق الرسمية؛
•4 - العوامل المتحكمة في الحياة المدرسية؛
•5 - المتدخلون في الحياة المدرسية؛
•6 - الأنشطة المدرسية عنوان الحياة المدرسية؛
•7 - القيم وتنشيط الحياة المدرسية؛
• خاتمة

 الحياة المدرسية
• يقصد بالحياة المدرسية تلك الفترة الزمنية التي يقضيها التلميذ داخل فضاء المدرسة، وهي جزء من الحياة العامة للتلميذ/الإنسان.
وهذه الحياة مرتبطة بإيقاع تربوي وتعلمي وتنشيطي متموج حسب ظروف المدرسة وتموجاتها العلائقية والمؤسساتية.
• وتعكس هذه الحياة المدرسية ما يقع في الخارج الاجتماعي من تبادل للمعارف والقيم، وما يتحقق من تواصل سيكواجتماعي وإنساني.

1ـ مفهوم الحياة المدرسية
*- يمكن تعريف الحياة المدرسية من خلال التعريف الوارد في" دليل الحياة المدرسية" شتنبر 2003 بتعريف ينبني على زاويتين متكاملتين :
*- باعتبارها مناخا وظيفيا مندمجا في مكونات العمل المدرسي يستوجب عناية خاصة ضمانا لتوفير مناخ سليم و ايجابي، يساعد
المتعلمين على التعلم و اكتساب قيم و سلوكات بناءة و تتشكل هذه الحياة من مجموع العوامل الزمانية و المكانية و التنظيمية والعلائقية
و التواصلية و التكوينية و التعليمية إلى تقدمها المؤسسة للتلاميذ.
*- باعتبارها حياة اعتيادية يومية للمتعلمين يعيشونها أفرادا و جماعات داخل نسق عام منظم، و يتمثل جوهر هذه الحياة
المعيشية داخل الفضاءات المدرسية في الكيفية التي يحيون بها تجاربهم المدرسية، و إحساسهم الذاتي بواقع أجوائها النفسية والعاطفية.

تعاريف آخر للحياة المدرسية :
1• جاء في دليل الحياة المدرسية (غشت 2008 ) يمكن تعريف (الحياة المدرسية بأنها الحياة التي يعيشها المتعلمون في جميع الأوقات والأماكن المدرسية )أوقات الدرس والاستراحة والإطعام...، الفصول والساحة والملاعب الرياضية، والزيارات والخرجات التربوية...( قصد تربيتهم من خلال جميع الأنشطة الدينية والتربوية والتكوينية المبرمجة التي تراعي الجوانب المعرفية والوجدانية والحس حركية من شخصياتهم، مع ضمان المشاركة الفعلية والفعالة لكافة الفرقاء المعنيين، )متعلمون، مدرسون، إدارة تربوية، أطر التوجيه التربوي، أباء وأمهات، شركاء)...
• دليل الحياة المدرسية غشت 2008 ص: 23

2• تتحدد جوانب الحياة المدرسية في إزالة المعيقات المادية « والمعنوية التي تحول بين المتعلمين والتعليم، وتوفير أحسن الظروف الميسرة للتعليم، وقيام العملية التعليمية على أساس مشاركة كل الأطراف، وتقديم الخدمات التعليمية بصرف النظر عن أي اعتبارات خارجية، وتحقيق المساواة.» بين مختلف المناطق والجهات والبنيات المحلية .
• محمد مكسي؛ الحياة المدرسية وإشكالية الحداثة والتطرف؛

2 ـ أهداف الحياة المدرسية
من خلال الدليل الذي أصدرته الوزارة؛ حدد أهم الكفايات والقيم التي تروم الحياة المدرسية تحقيقها في تطابق مع أدبيات الميثاق:
• الكفايات الاستراتيجية والتواصلية والمنهجية والثقافية والتكنولوجية؛ وهي :
كفايات مرتبطة بتنمية الذات؛ وكفايات قابلة للاستثمار في التحول الاجتماعي؛ وكفايات قابلة للتصريف في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
• التربية على القيم الإسلامية والوطنية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان ومبادئها الكونية؛
• التربية على الاختيار وتكوين شخصية مستقلة ومتزة تتخذ المواقف المناسبة حسب الوضعيات المختلفة :
ـ المدرسة
ـ الحياة المدرسية
ـ مشروع المؤسسة
ـ المتعلم
ـ المجتمع
ـ الحياة الاجتماعية
ـ المشروع المجتمعي
ـ مواطن الغد

3 ـ الحياة المدرسية في الوثائق التربوية الرسمية
• في الميثاق الوطني للتربية والتكوين؛
• دليل الحياة المدرسية ) غشت 2008 ؛)
• دليل الأندية التربوية ) غشت 2009 ؛)
• دليل الأيام الوطنية والعالمية غشت) 2009 ؛)
• المذكرة رقم 137 حول التنشيط الثقافي والفني والرياضي بالمؤسسات التعليمية أكتوبر 2002 ؛
• المذكرة 87 حول تفعيل أدوار الحياة المدرسية ) يوليوز 2003 ؛)
• مذكرة تنمية السلوك المدني الصادرة في فبراير 2008 ؛
• المذكرة الإطار في شأن التنزيل الأولي للرؤية الاستراتيجية 2015 - 2030
من خلال التدابير ذات الأولوية الصادرة بتاريخ 12 أكتوبر 2015 ؛
• المذكرة رقم 42 حول تفعيل الأندية التربوية في المؤسسات التعليمية أبريل 2001 ؛
• مذكرات مشروع جيل مدرسة النجاح؛
• المذكرة رقم 3 الخاصة بتفعيل جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ الصادرة في يناير 2006 ؛
• المذكرة 121 حول تفعيل مشروع المؤسسة في إطار البرنامج الاستعجالي غشت 2009.

 الحياة المدرسية في الوثائق التربوية الرسمية : ملاحظات عامة:
• وجود تراكم كبير في الوثائق التي تتحدث عن الحياة المدرسية وتدبيرها؛
• بالمقابل تصاعد وتيرة الظواهر المشينة في الوسط المدرسي: العنف المدرسي – الغش – ارتفاع نسب الهدر المدرسي – الاعتداء على فضاءات المؤسسات التربوية – تفش ي المخدرات – التفسخ الأخلاقي – تدني التحصيل الدراسي ... ) تقارير وطنية ودولية وإعلامية(؛ - شيوع التمثلات السلبية تجاه المدرسة – تراجع القيمة الاجتماعية والاعتبارية للمدرسة والمدرس في المخيال المجتمعي - ....
• غياب تدابير إجرائية ميدانية لتدبير تنزيل ما جاء في هذه الوثائق؛ ومتابعة وتقويم ذلك؛

4 ـ العوامل المتحكمة في الحياة المدرسية
* الفضاء المدرسي
* الزمن المدرسي.
* قواعد و مبادئ تنظيم حياة جماعية داخل المؤسسة التعليمية.
* العلاقات الاجتماعية و العاطفية بين أعضاء المجتمع التربوي .
* المرجعيات التربوية لتنشيط المؤسسات التعليمية.
* المناخ المدرس ي و أشكال التواصل الثقافي و المهني.
* الصحة المدرسية.
* العلاقات مع المحيطين الداخلي و الخارجي.

5 ـ المتدخلون في الحياة المدرسية
• المتعلم:
• صلب العملية التربوية؛ كما أنه المستهدف بعملية التأطير والتكوين
والتأهيل على القيم والمعارف والمهارات. وممكن تحديد مجال تدخله في:
• اقتراح الأنشطة، والتعبير عن الاهتمامات؛
• تشجيعه وتكليفه بالأنشطة العلمية داخل الفصل إعدادا وإلقاء؛
• انخراطه ومبادرته بتأسيس الأندية المدرسية من داخل المؤسسة والمحددة في الوثائق المرجعية؛
• انخراطه في الأنشطة الكبرى والمناسبات الدينية والأيام الثقافية والعالمية، والتظاهرات الرياضية والأنشطة الفنية واليدوية اقتراحا ومبادرة ومشاركة؛
• إسهامه في تفعيل المكتبة المدرسية والإعلام المدرس ي.

• المدرس:
بالإضافة لوظيفة المدرس التعليمية؛ فمن مهامه الإسهام في تنشيط فضاء المؤسسة والانخراط في المبادرات المساعدة على تأهيل المتعلمين, ويمكن تحديد مواطن تدخل المدرس في:
• الانخراط الفاعل في مجلس تدبير المؤسسة الذي من وظائفه دراسة البرنامج السنوي لأنشطة المؤسسة والمصادقة عليه، وتوجيهه
للاشتغال بالوظائف التثقيفية والتأطيرية للمؤسسة بدل الانشغال فقط بالمشاكل التدبيرية التي تأخذ في الأغلب الوقت والجهد الكامل لهذا المجلس؛
• الانخراط الفاعل في المجلس التربوي الذي من وظائفه الاقتراح والمبادرة في الأنشطة الثقافية والرياضية؛
والإشراف على الأندية التربوية، سواء في حالة إنشاء ناد واحد أو أكثر حسب الوثيقة المرجعية الضابطة لعملية تأسيس النوادي بالمؤسسات التعليمية،
• المبادرة باقتراح تأسيس نواد بالمؤسسات التعليمية التي يشتغل فيها.

الإدارة التربوية:
تتكون الإدارة التربوية من مدير المؤسسة وطاقم مساعد له. وظيفتها السهر على السير العادي للمؤسسة؛ ومساندة النشاط التربوي وتقوية
التواصل بين هيأة التدريس والمتعلمين، بالإضافة إلى عملها في الاتجاه الذي يسمح بتقوية العلاقات بين المؤسسات التعليمية والبيئة المحلية للمؤسسة، ويمك تحديد مجالات التدخل والتأطير في:
• توجيه مجالس المؤسسة لما يخدم مصلحة المتعلم التعليمية وكذا التأطيرية، بما يمكنها من الانخراط الفاعل في الحياة المدرسية في
أبعادها العلمية والثقافية خاصة وأن المدير يرأس مجالس المؤسسة ويشرف عليها؛
• الانخراط الفاعل في الأنشطة المنعقدة بالمؤسسة؛
• السهر على تأسيس النوادي ومتابعتها؛
• البحث عن شراكات تسهم في تنشيط المؤسسة ثقافيا وتربويا.

مجالس المؤسسة:
• إعداد برنامج عمل المؤسسة )مشروع المؤسسة(؛
• دراسة البرنامج السنوي الخاص بأنشطة المؤسسة وتتبع عملية إنجازه؛
• دراسة برامج عمل المجالس التربوية والتعليمية؛ والمصادقة عليها وإدراجها ضمن برنامج عمل المؤسسة؛ وإبداء الرأي بشأن مشاريع
اتفاقية الشراكة التي تعتزم المؤسسة إبرامها؛
• تتبع عملية تأسيس الأندية التربوية.

6 -الأنشطة المدرسية عنوان الحياة المدرسية
• أنشطة موزعة حسب المواد الدراسية.
• تنجز من طرف مدرس ي القسم والمادة
• في وضعيات تعليمية معتادة
• داخل الحجرة الدراسية أوخارجها
الأنشطة الصفية
• أنشطة تتكامل مع الأنشطة الفصلية بفضل مقاربة التدريس بالكفايات
• يشارك في تأطيرها متدخلون مختلفون
• يسعى إلى تحقيق أهداف المنهاج
• تعطي هامش أكبر للمبادرات الفردية والجماعية التي تهتم أكثر بالواقع المحلي والجهوي، والتعلم الذاتي

7 - القيم وتنشيط الحياة المدرسية
• القيم في الوثائق المنهاجية
• شكلَ  مجالُ القيم إحدى المداخل الثلاث للمنهاج curriculum التربوي المغربي: مدخل التربية على القيم؛ مدخل التربية بالاختيار؛
ثم اعتماد المقاربة بالكفايات؛ وقد كانت وثيقة الميثاق حريصة على التنصيص على القيم التي ينبغي للمدرسة المغربية أن تعمل على نقلها وإكسابها للمتعلمين.
- القيم في الميثاق الوطني للتربية والتكوين:
• فوثيقة الميثاق حددت المرجعية القيمية للمنظومة في قيم العقيدة الإسلامية؛ وعلى رأسها قيم: الاستقامة والصلاح؛ الاعتدال
والتسامح؛ حب العلم والمعرفة؛ ثم المبادرة والإيجابية.
• وفي المرتكز الثاني من الميثاق تحديد بعض مواصفات المواطن/ المتعلم: "...متشبعون بروح الحوار وقبول الاختلاف وتبني الممارسة
الديموقراطية في ظل دولة الحق والقانون ". حيث نجد قيم التشبع بروح الحوار وقبول الاختلاف؛ والممارسة الديموقراطية، بما
يتماش ى ونشدان المجتمع الديموقراطي.
- القيم في الميثاق الوطني للتربية والتكوين:
• جاء في الوثيقة: " ينبغي لنظام التربية والتكوين أن ينهض بوظائفه كاملة اتجاه الأفراد والمجتمع وذلك:
• منح الأفراد فرصة اكتساب القيم والمعارف والمهارات التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية". حيث اكتساب القيم هدف رئيس من أجل اندماج سليم الحياة المجتمعية.
• كما أن من الأهداف الأساسية للمدرسة المغربية أن تكون : " أ - مفعمة بالحياة؛ بفضل نهج تربوي نشيط يجاوز التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم الذاتي والقدرة على الحوار والمشاركة في الاجتهاد الجماعي؛
• ب – مفتوحة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة؛ والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن؛ مما يتطلب نسج علاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي " الميثاق الوطني للتربية والتكوين؛ ص: 9
• تنشيط الحياة المدرسية مجال خصب لترسيخ القيم:
• من خلال استقراء وتتبع أهداف وغايات تنشيط الحياة المدرسة نجد أن مجمل أهدافها مرتبطة بالجانب القمي، ومن ذلك:
• تربية المتعلم على مبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها السمحة؛
• تمكين الشباب من تطوير ملكاتهم، واستثمار طاقاتهم الإبداعية، وتنمية شخصيتهم للنهوض بواجبات المواطنة؛
• تنشيط الحياة المدرسية مجال خصب لترسيخ القيم:
• إعداد المتعلمين للحياة الاجتماعية وتمكينهم من بناء شخصيتهم معرفيا ووجدانيا ومهاريا وإعدادهم للمواطنة المسؤولة؛
• تقوية الشعور بالانتماء إلى المؤسسة والمجتمع؛
• دعم المبادرة الفردية والتربية على العمل الجماعي، وصقل الميولات والمواهب؛
• معالجة ظواهر الاختلال والانحراف وتعزيز الانفتاح على المحيط الخارجي؛

خاتمة: مقترحات للتفعيل
• التكوين الأساس في مجال القيم وكيفية تدريسها وترسيخها وتقويمها؛
• أهمية التكوين المستمر للفاعلين التربويين من إداريين ومدرسين في مجال تدبير الأنشطة المدرسية بطرق علمية
ودقيقة؛
• تخصيص جزء معين ومحدد من الغلاف الزمني بجداول الحصص للأنشطة الصفية والمندمجة يوجه لاكتساب
القيم وترسيخها؛
• تهيئة المؤسسات وفضاءاتها بما يسمح من تنفيذ أنشطة مدرسية فاعلة ) مرافق – تجهيرزات – لوجيستيك...(؛
• تفعيل الشراكات مع المجتمع المدني بشكل إجرائي وعبر مشاريع تربوية؛
• تحفيز وتشجيع المبادرات المتميزة للفاعلين التربويين في تنشيط الحياة المدرس ي ) ترسيخ ثقافة الاعتراف(؛
• تكييف الترسانة القانونية والتشريعية لضبط التنشيط المدرسي
ومسايرة المستجدات والطوارئ .

التنقل السريع