القيادة التربوية للمدرسة في ضوء مفاهيم الجودة الشاملة
- الجزء الاول
المشرف
التربوي / محمد بن كامل بن محمد داغستاني
ماجستير
إدارة جودة شاملة
ورقة عمل
- مفاهيم الجودة الشاملة في التربية والتعليم .
- المعيارية في العمليات المرتبطة بالقيادة التربوية
للمدرسة .
- نماذج عملية للتكامل في القيادة التربوية للمدرسة
المحققة لمعايير الجودة الشاملة .
- أدوات التقويم والمتابعة في العمل القيادي للمدرسة .
إن ما نواجهه من تحديات في جميع مناحي حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية ، وما نشهده من سرعة متنامية في تغيير النمط السلوكي للمجتمع ، وما نعايشه من زخم معرفي واتصال سريع وتقنية مطَّرِدة ، كل ذلك يوجب علينا سرعة تقييم وضعنا الراهن والتخطيط لمواكبة المستجدات بما يتوافق مع قيمنا ومبادئنا وإمكانياتنا .
وبما
أننا في مجال التربية والتعليم فنحن نستشعر أهمية التغيير نحو الأفضل والإسراع
في مواكبة المستجدات وتوجيه التغيير وفقاً لمرتكزاتنا الدينية والاجتماعية ، ولعل
المدرسة هي الوسيلة لتحقيق ذلك والقيادة التربوية للمدرسة هي المؤثر المباشر
لتعزيز التغيير وتحقيق الأهداف ، لذلك فنحن بحاجة إلى مديراً خبيراً وقائداً
محنكاً دوافعه نابعة من تقبله للتغيير ، مؤثراً على كفاءة وفاعلية العاملين معه ،
محفزاً ودافعاً نحو تجويد العمل ، محققاً للتكامل ومعززاً للإبداع
والابتكار وصولاً إلى التميز .
وفي
ضوء التطور المتسارع في علم الإدارة التربوية ، وتنامي التجارب والأساليب القيادية
الحديثة ، وظهور إدارة الجودة الشاملة ، ومطالبة أهل الاختصاص بتوظيف الجودة
الشاملة في التعليم للوصول إلى مخرجات ذات جودة عالية تحقق متطلبات التنمية ، تأتي
ورقة العمل هذه بعنوان " القيادة التربوية للمدرسة في ضوء مفاهيم الجودة
الشاملة "
لتغطي المجالات التالية :
-
مفاهيم الجودة الشاملة في التربية والتعليم .
-
المعيارية في العمليات المرتبطة بالقيادة التربوية للمدرسة .
-
نماذج عملية للتكامل في القيادة التربوية للمدرسة المحققة لمعايير الجودة الشاملة
.
- أدوات التقويم والمتابعة في العمل القيادي للمدرسة .
أولاً/
مدخل إلى القيادة التربوية للمدرسة :
يتوقف نجاح المدرسة في تحقيق الجودة الشاملة لمخرجاتها إلى حد كبير على كفاءة وفعالية قيادتها التربوية ، فما هو مفهوم القيادة التربوية ؟ ومن هو القائد الكفؤ ؟
من أهم مفاهيم القيادة أنها مجموعة سلوكيات أو تصرفات معينة تتوافر في شخص ما ، ويقصد من ورائها حث الموظفين على التعاون من أجل تحقيق الأهداف المعينة للعمل ومن هنا تصبح وظيفة القيادة وسيلة لتحقيق الأهداف التنظيمية . ( أحمد إبراهيم ، 1999م : 35 )
كما
أنه يمكن تعريف الإدارة التربوية بأنها الجهود المنسقة التي يقوم بها فريق من
العاملين في الحقل التعليمي ( المدرسة ) إداريين وفنيين ، بغية تحقيق الأهداف
التربوية داخل المدرسة .
( أحمد إبراهيم ، 1999م : 35 )
ولكي تحقق المدرسة التطبيق الناجح للجودة الشاملة فإنها ليست بحاجة إلى قائد بدون إدارة ، ولا إدارة بدون قائد ، إنما هي بحاجة إلى قيادة إدارية تربوية واعية لأهمية التغيير تمتلك رؤية تطويرية مبدعة ، ولديها الكفاءة التي تمكنها من توجيه جهود العاملين نحو إنجاز العمل وفقاً للمعايير المحددة وبطريقة صحيحة من المرة الأولى وفي كل مرة ، بما يسهم في تحقيق الجودة الشاملة لجميع العمليات المدرسية .
فمن
خلال استطلاع رأي 100 مدير حول خصائص القائد الكفؤ تم تحديد
( 20 خاصية ) مرتبة وفقاً لأهمية توفرها في القائد ، وهي كما يلي :
1- الأمانة |
8- مستقيم |
15- ناضج |
||
2- الكفاءة |
9- خيالي |
16- طموح |
||
3- التطلع
للمستقبل |
10- يمكن
الاعتماد عليه |
17- محدد |
||
4- الإلهام |
11- مؤيد |
18- يتحكم في
ذاته |
||
5- الذكاء |
12- شجاع |
19- لديه
ولاء |
||
6- عقلية
منصفة |
13- مهتم |
20- مستقل |
||
7- عقلية
متفتحة |
14- متعاون |
إن
من أكبر التحديات التي تواجه القائد التربوي للمدرسة هي قيادة منسوبي المدرسة نحو
التغيير والتوجه إلى الجودة الشاملة ، فالنفس الإنسانية تأبى التغيير وتظل متمسكة
بما ألفته من ممارسات وذلك ليس خوفاً من التغيير بحد ذاته بل الخوف مما ينتج عن
التغيير من زيادة أعباء أو تقليص الفرص ، لذلك ينبغي على القائد التربوي للمدرسة
أن يختار السلوك المعزز للقيادة التربوية والناجحة ، وأرى أن نظرية الشبكة
الإدارية The Managerial Grid Theory التي تحدد بعدين لسلوك القائد هما
الاهتمام بالعاملين والاهتمام بالعمل ، هي النظرية الأكثر ملاءمة للقيادة التربوية
للمدرسة الراغبة في تطبيق الجودة الشاملة إذا تم دمجها بنظرية القيادة
الموقفية Situational Leadership .
نظرية الشبكة
الإدارية |
||||||||||
الاهتمام
بالعاملين |
9 |
9.1 |
9.9 |
|||||||
8 |
||||||||||
7 |
||||||||||
6 |
||||||||||
5 |
5.5 |
|||||||||
4 |
||||||||||
3 |
||||||||||
2 |
||||||||||
1 |
1.1 |
1.9 |
||||||||
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
8 |
9 |
||
الاهتمام
بالعمل |
يبين
الشكل أعلاه خمسة أنماط قيادية : ( محفوظ أحمد جودة ، 2004م : 94 )
1- نمط القيادة الضعيفة (
1.1 ) : حيث يكون اهتمام القائد بالعمل ضعيف واهتمامه بالعاملين ضعيف أيضاً .
2- نمط القيادة المثالية
( 9.9 ) : حيث يكون اهتمام القائد بالعمل وبالعاملين عالياً .
3- نمط القيادة المعتدلة
( 5.5 ) : حيث يكون اهتمام القائد بالعمل والعاملين متوسطاً .
4- نمط القيادة
الاجتماعية ( 9.1 ) : حيث يكون اهتمام القائد بالعمل ضعيفاً واهتمامه بالعاملين
عالياً .
5-
نمط القيادة المتسلطة ( 1.9 ) : حيث يكون اهتمام القائد بالعمل عالياً واهتمامه
بالعاملين ضعيفاً .
ثانياً/
الجودة الشاملة في التربية والتعليم :
تضمنت
شريعتنا الإسلامية منظومة متكاملة وفريدة من القواعد والتوجيهات وردت في القرآن
الكريم والسنة النبوية الشريفة تنظم جميع مناحي حياتنا وهي بذلك منهج حياة يوازن
بين المتطلبات الروحية والجسدية ليحقق المسلم من خلالها إتقان وإحسان العمل في
الدنيا ليحصد الأجر والمثوبة في الآخرة بمشيئة الله .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ
الرَّحِيمِ ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) سورة
الأنعام: من الآية 38
لم
ترد كلمة ” الجودة ” في القرآن الكريم أو السنة النبوية إنما ورد ما يفوق الجودة
مفهوماً ونتائجاً وهو : ( الإتقان ) ، ( الإحسان ) .
فالإتقان
هو الإحكام ، وأتقن العمل أي أحكمه . أما الإحسان فهو إتقان العمل والوفاء
بمتطلباته على أحسن وجه بعطاء فوق الواجب بمعنى التفضل .وانظروا ما وعد الله به
المحسنين في الآيات الكريمة التالية : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) سورة المائدة: الآية 93)
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) سورة البقرة: الآية 112
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى
وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) سورة يونس: الآية 26
وجاءت
السنة النبوية الشريفة تؤكد وتوجب إتقان العمل والإحسان فيه :
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) شعب
الإيمان للبيهقي
وعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) رواه مسلم
إذاً
الجودة الشاملة في مفهومنا المعاصر هي مفتاح إتقان العمل والإحسان فيه ، فهي ليست تجربة
غربيه نطمح إلى مجاراتها ولا شعارات عصرية نلهث ورائها ، بل هي من صميم واجباتنا
الدينية التي أُمرنا بها ، ولعل الزخم الذي نشهده من تجارب وتوصيات والخوض في
عمليات التطوير غير المقننة كل ذلك ساهم في تناسينا لتلك الواجبات فهل نتنبه لذلك
ونجعل عمليات التغيير المستقبلية نابعة من صميم مبادئنا الإسلامية .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ (
قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ
اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) سورة المائدة:
الآيات 15 ، 16
مفهوم
إدارة الجودة الشاملة في التعليم :
تعتبر
إدارة الجودة الشاملة أسلوب إداري حديث ذو فلسفة واضحة يعمل على إيجاد بيئة مناسبة
لتحسين مهارات العاملين ومراجعة آليات العمل بشكل مستمر باستخدام جملة من الوسائل
والعمليات تحقق أعلى درجة ممكنة من الجودة والتميز في الأداء للوصول إلى مخرجات
ترضي المستفيدين ، وذلك من خلال تنمية الرقابة الذاتية ، وتشجيع العمل الجماعي ،
والتركيز على الأدوات والعمليات والمخرجات ، والإسهام في اندماج العاملين ، وتحقيق
المرونة في الأنظمة ، والاهتمام بالمستفيد الداخلي والخارجي ، والتأكيد على أهمية
توفر متطلبات العمل لدى العاملين ، والتدريب وفقاً للاحتياج ، وتعزيز التحفيز
الجماعي ، والتحسين المستمر .
وقد
عرف " Cheng " الجودة الشاملة في التعليم
بأنها مجموعة الخصائص والمميزات
في مدخلات وعمليات ومخرجات نظام التعليم التي تلبي الاحتياجات الآنية والمستقبلية
والتطلعات الإستراتيجية للمستفيد الداخلي والخارجي .
وأرى
أنه يمكن تعريف إدارة الجودة الشاملة في المدرسة بأنها ( جملة الأساليب والإجراءات
المنبثقة من ثقافة القيادة التربوية للمدرسة لتحقيق أهدافها من خلال تفويض
الصلاحيات للعاملين "معلمين وإداريين" والاستفادة من قدراتهم ومشاركتهم
في تحسين الخدمات وتطويرها بصورة مستمرة للوصول إلى أعلى درجات التميز في إنجاز
العمل بشكل صحيح من المرة الأولى وبصفة دائمة ، وملامسة احتياجات المستفيدين
لتحقيق الرضا والسعادة من الخدمات والإنجازات التي تقدمها المدرسة للمجتمع ) .
أهمية
إدارة الجودة الشاملة في التعليم :
تأتي
أهمية الجودة الشاملة كونها منهج شامل للتغيير أبعد من كونها نظاماً يتبع أساليب
مدونة بشكل إجراءات وقرارات لذلك فهي تنظر إلى ما يقدم من خدمات ككل متكامل بحيث
تؤلف الجودة المحصلة النهائية لجهود العاملين وتسهم في تحسين الروح المعنوية
وتنمية روح الفريق والإحساس بالفخر والاعتزاز ، وتكمن أهمية الجودة الشاملة في
التعليم فيما يلي :
1-
ضبط وتطوير النظام القيادي والتعليمي داخل المدرسة .
2-
الارتقاء بالمستوى المعرفي والمهاري والنفسي والاجتماعي للطلاب .
3-
رفع كفاءة ومستوى أداء المعلمين والإداريين .
4-
توفير التعاون والتفاهم وبناء العلاقات الإنسانية بين جميع منسوبي المدرسة بما
فيهم الطلاب .
5-
مشاركة جميع منسوبي المدرسة في اتخاذ القرار وتطوير الأداء بعيداً عن المركزية .
6-
رفع مستوى الوعي والإدراك لدى المعلمين و الطلاب تجاه عمليات التعليم والتعلم .
7-
تطوير وتحسين المخرجات التعليمية بما يتماشى مع السياسات والأنظمة وإرضاء جميع
المستفيدين
8-
إيجاد الثقة المتبادلة بين المدرسة والمسئولين والمجتمع .
9-
إيجاد بيئة داعمة للتطوير المستمر .
10-
خفض الهدر والاستخدام الأمثل للمدخلات البشرية والمادية .
القائد
التربوي ومدخله لتطبيق الجودة الشاملة :
ترتبط
الجودة الشاملة بالقيادة التربوية ارتباطاً مباشراً وتتأثر بممارسات القائد وسوف
نأتي على ذكر ذلك في طيات هذه الورقة ، وهناك عدة مداخل لتطبيق الجودة الشاملة في
المدرسة وقد اخترت هذا المدخل المسمى بـ ( مدخل السبعة إس ) The seven "S" approach لوضوحه وسهولة تطبيقه ، ويتمثل مدخل
السبعة إس بما يلي :
1-
الإستراتيجية Strategy :
أن
يكون لدى القيادة التربوية خطة عن مستقبل المدرسة في السنوات الثلاث إلى خمس
القادمة .
2-
الهياكل Structure :
تنظيم
الهيكل المدرسي مع تغيير المسئوليات والوظائف والأدوار وبناء فرق العمل .
3-
النظام System :
إعداد
نظام جديد لتحسين المخرجات وزيادة فاعلية التدريس مع إضافة ابتكارات جديدة تسهم في
تحسين المدخلات وبالتالي تحسين فاعلية النظام المدرسي .
4-
العاملون Staff :
معاملة
العاملين "المعلمين والإداريين" بشكل لائق ومناسب لإشباع احتياجاتهم
وتحقيق طموحاتهم من خلال استخدام أسلوب العلاقات الإنسانية في العمل .
5-
المهارات Skills :
تحسين
قدرات ومهارات العاملين من خلال التدريب المستمر لابتكار أساليب جديدة في العملية
التربوية والتعليمية قادرة على المنافسة وتحقيق احتياجات المجتمع .
6-
النمط Style :
إتباع
الأنماط الإدارية والقيادية التي تقود إدارة الجودة الشاملة في المدرسة .
7-
القيم المشتركة Shared Value :
إيجاد
ثقافة تنظيمية جديدة وتحديد القيم السائدة وتبديلها بثقافة وقائية تلائم التطور
المستمر .
أهداف
الجودة الشاملة في المدرسة :
لتحويل
فلسفة الجودة الشاملة إلى حقيقة في المدرسة ، يجب ألا تبقى هذه الفلسفة مجرد نظرية
دون تطبيق عملي ، ولذلك فبمجرد استيعاب مفهوم الجودة الشاملة يجب أن يصبح
جزءاً من القيادة التربوية للمدرسة ، وإدارة الجودة الشاملة عملية
طويلة الأمد وتتكون من مراحل محدَّدة بشكل جيد وتتبع إحداها الأخرى ويتم تنفيذها
باستمرار ، وتهدف إدارة الجودة الشاملة في المدرسة إلى :
1-
إحداث نقلة نوعية في عملية التربية والتعليم .
2-
تحقيق التكامل في العمليات المدرسية من خلال تنمية العمل بروح الفريق الواحد .
3-
اتخاذ إجراءات وقائية لتلافي الأخطاء قبل وقوعها .
4-
الاهتمام بمستوى الأداء وتنمية الكفاءة التعليمية للعاملين بالمدرسة .
5-
تدريب العاملين وفقاً لاحتياجاتهم الفعلية .
6-
تعزيز الاتصال الفعال بين المدرسة والمستفيدين من خدماتها .
7-
تطوير النظام الإداري بالمدرسة .
8-
الارتقاء بالجوانب الجسمية والاجتماعية والنفسية والروحية للطلاب .
9-
توفير بيئة مدرسية يسودها التفاهم والعلاقات الإنسانية بين جميع العاملين .
10-
استخدام الطرق العلمية لتحليل المشكلات .
11-
تحفيز العاملين على التميز وتبني الابتكار والإبداع .
12-
تعزيز الانتماء والولاء للمدرسة .
قيادة
الجودة الشاملة في المدرسة :
تتطلب
قيادة عمليات الجودة الشاملة في المدرسة توفر السمات العامة للقائد التربوي مثل
الخبرة والمنافسة والاستقامة والثبات على المبدأ والثقة العالية ، بالإضافة إلى
الوعي التام بالجودة وشمولها لكافة الأنشطة والمهام ، والرؤية الواضحة لعملية
تحسين الجودة ، والمثابرة والتصميم للحصول على الأشياء الصحيحة من البداية ،
ومهارات الاتصال مع الآخر والمرونة في التعامل مع النوعيات المختلفة للعاملين من
أجل تحقيق النتائج التي تتناسب مع إمكانياتهم ، ومعالجة الخلافات والصراعات واتخاذ
القرارات في الوقت المناسب .
متطلبات
تطبيق الجودة الشاملة في المدرسة :
إدارة
الجودة الشاملة أسلوب إداري حديث ذو فلسفة واضحة يعمل على إيجاد بيئة مناسبة
لتحسين مهارات العاملين ومراجعة آليات العمل بشكل مستمر باستخدام جملة من الوسائل
والعمليات تحقق أعلى درجة ممكنة من الجودة والتميز في الأداء للوصول إلى مخرجات
ترضي المستفيدين ، لذلك فإن إدارة الجودة الشاملة في التعليم لها متطلبات يجب أن
يستوفى الحد الأدنى منها لتكون بداية التطبيق جيدة وقابلة للاستمرار ؛ وهي كما يلي
:
1-
الوعي بمفهوم إدارة الجودة الشاملة :
من
خلال إدراك جميع منسوبي المدرسة بأن الجودة يمكن قياسها ، وهي معيار لتقديم
الخدمات بأفضل أسلوب وأحسن نوعية لتحقيق رضا وسعادة المستفيد الداخلي ( منسوبي
المدرسة ، والطالب ) ، والمستفيد الخارجي ( ولي أمر الطلاب ، والمجتمع بصفة عامة )
من خدمات المدرسة .
2-
دعم وقناعة القائد التربوي للمدرسة :
قناعة
القائد التربوي للمدرسة بفلسفة الجودة الشاملة يؤدي إلى دعمه لها من خلال مشاركته
ذهنياً وعاطفياً لمنسوبي المدرسة ، وتهيئة المناخ التنظيمي الذي يجعلهم يؤدون
أعمالهم وفقاً للمعايير المحددة وبحماس متأثرين بالقائد .
3-
الاهتمام بالمستفيدين :
يعتبر
إرضاء المستفيد " الداخلي والخارجي " من مرتكزات الجودة الشاملة ، ويقاس
به نجاح المدرسة أو فشلها ، ولتحقيق الجودة ينبغي على المدرسة توفير متطلبات
واحتياجات المستفيدين والتعرف على مدى رضاؤهم وسعادتهم بالخدمات التي تقدمها
المدرسة ، بالإضافة إلى تطلعاتهم المستقبلية .
4-
مشاركة منسوبي المدرسة :
تمثل
مشاركة منسوبي المدرسة في اتخاذ القرار واقتراح الحلول من المبادئ الأساسية لإدارة
الجودة الشاملة ، وتؤدي المشاركة إلى تشجيع الإبداع ورفع الروح المعنوية لديهم مما
يزيد من ولائهم وأدائهم للأعمال .
5-
تشكيل فرق العمل :
يعتبر
تشكل فرق العمل من أهم الخطوات التنظيمية في إدارة الجودة الشاملة ، وينبغي أن
يكون أعضاء فريق العمل من الموثوق بهم وممن لديهم الرغبة في المشاركة ولديهم
الاستعداد
ما
يناط بهم من مهام ، كما ينبغي أن يمثلوا جميع المستويات بالمدرسة ، ولديهم القدرة
على التحليل ويملكون الصلاحيات ، وجعل فرق العمل من التنظيمات الأساسية لنشر ثقافة
الجودة الشاملة وتطبيقها إلى أن تتم مشاركة جميع منسوبي المدرسة في تلك الفرق
بصورة تدريجية .
6-
تدريب منسوبي المدرسة :
يعتبر
التدريب محور التطوير المهم لجميع العمليات ، وهو يمكن جميع العاملين بالمدرسة من
القيام بأعمالهم بنجاح محققين بذلك جودة الخدمة ، نظراً لحاجة العاملين إلى اكتساب
المهارات بصفة مستمرة نتيجة للتغيير المطرد في احتياجات العمل والتطور التقني ،
وينبغي ملاحظة أن يكون التدريب شاملاً لجميع منسوبي المدرسة وفقاً لاحتياجاتهم
الفعلية .
7-
احترام وتقدير منسوبي المدرسة :
تقدير
الأداء واحترام الأفكار من مقومات بناء الثقة المتبادلة بين المدير ومنسوبي
المدرسة ، مما ينتج عنه استمرار العطاء المتميز وتحقيق مستويات مرتفعة من الإتقان
؛ يواكب ذلك تنمية العلاقات الإيجابية وتشجيع العاملين بالمدرسة وتحويل توجهاتهم
نحو إدارة الجودة الشاملة .
8-
التحسين المستمر :
إن
الرضا والاستحسان للخدمة من قبل المستفيدين من الأمور غير الثابتة ، فالرضا عامل
متغير بصفة مستمرة ، ولنحقق مفهوم إرضاء المستفيدين يجب أن نعمل على استمرار تحسين
وتطوير الأداء مهما بلغت الكفاءة والفعالية الحالية ، فالجودة سباق له بداية ولكن
ليس له نهاية .
9-
التنبؤ بالأخطاء ومنع حدوثها :
يمثل
التنبؤ بالأخطاء فرصة لتطوير الأداء ، فبدلاً من تطبيق معايير الجودة عند حدوث
الأخطاء يبغي الالتزام بالأداء الصحيح من المرة الأولى وفي كل مرة لأن تكلفة
الوقاية أقل بكثير من تكلفة المعالجة والداعم في ذلك تحليل المهام وتوفير
المعلومات عن متطلبات الأداء لكل مهمة .
10- التحفيز :
المتطلبات
التسع السابقة ( الوعي بمفهوم إدارة الجودة الشاملة ، دعم وقناعة مدير المدرسة ،
الاهتمام بالمستفيدين ، مشاركة منسوبي المدرسة ، تشكيل فرق العمل ، تدريب منسوبي
المدرسة ، احترام وتقدير منسوبي المدرسة ، التحسين المستمر ، التنبؤ بالأخطاء ومنع
حدوثها ) لا يمكن تحقيقها في غياب الحوافز التي تدفع العاملين وتوجههم إلى إدارة
الجودة الشاملة ، فالحوافز قوى خارجية تؤثر بشكل أو بآخر في السلوك الإنساني ،
وتتبنى إدارة الجودة الشاملة الحافز الجماعي لتأكيد المشاركة والتعاون بين جميع
العاملين .
عناصر
نجاح تطبيق الجودة الشاملة في المدرسة :
هناك
سبع عناصر في حال توفرها تؤكد نجاح الجودة الشاملة في المدرسة ، وتتمثل هذه
العناصر بما يلي :
1-
فلسفة واضحة تؤمن بها المدرسة ومنسوبيها .
2-
رؤية محدد ومعلنة تشير إلى الطموح المراد الوصول إليه .
3-
خطة إستراتيجية تلبي احتياجات المستقبل ويمكن تطبيقها .
4-
مهارات العاملين ملبية لاحتياجات العمليات التربوية والتعليمية .
5-
موارد مالية وبشرية ملبية للمتطلبات .
6-
مكافآت مالية ومعنوية لتحفيز العاملين .
7-
تنظيم إداري يحقق متطلبات الجودة الشاملة .
في
حال عدم توفر أحد العناصر السبع فتكون النتيجة كما هي موضحة في الشكل أدناه: