القائمة الرئيسية

الصفحات

البحث التدخلي : أثر تهرب التلاميذ المتغيبين من إحضار أولياء أمورهم على التواصل بين المدرسة والأسرة

البحث التدخلي : أثر تهرب التلاميذ المتغيبين من إحضار أولياء  أمورهم على التواصل بين المدرسة والأسرة 
اعداد : احمد الوازي
بحث تم اعداده في اطار الاشتغال على مجزوءة منهجيات وتقنيات البحث التربوي والعلمي




الموضوع :

 تقديم : في إطار الاشتغال على الورشات في مصوغة منهجية البحث ألتدخلي التربوي في مجال الإدارة التربوية، تم اختيار الموضوع أعلاه

الدوافع :

                   موضوعي : -   محاربة ظاهرة غياب التلاميذ

                                 -        تعزيز التواصل بين الأسرة والمؤسسة

                  ذاتــــــــي :  -  البحث عن آليات لتعزيز التواصل

الإشكالية : عدم انخراط التلاميذ المتغيبين في إحضار أولياء أمورهم

الفرضيات :

             الفرضية 1 : الخوف من إحضار أولياء الأمور

             الفرضية 2 : الإحساس بالدونية إمام الزملاء

             الفرضية 3 : انشغال أولياء الأمور

             الفرضية 4 : الحالة العائلية ( التشتت العائلي )

العينة المعنية بالبحث :

التلاميذ المتغيبين بالثانوي التأهيلي وعددهم 50 تلميذا ( 30 تلميذ و20 تلميذة) ، وتم بناء الاستمارة على الشكل التالي :

تقديم : ان الهدف من هذه الاستمارة هو انجاز بحث ميداني تربوي تدخلي دون شيء آخر، لذا المرجو منكم أن تساعدونا بالإجابة على هذه الأسئلة بكل موضوعية ودقة :



الجنس
: أنثى                                             ذكر                         



المستوى : جذع مشترك             أولى بكالوريا             ثانية بكالوريا

السن :

السؤال الأول : ضع علامة ( * ) في المكان المناسب لتوضيح أسباب ودوافع غياب التلاميذ عن الدراسة :


1 – بعد المؤسسة عن البيت


2 – عدم انجاز المطلوب


3 – تعمد الغياب دون أسباب


4 – أسباب أخرى :                                                        ما هي :


السؤال الثاني : حدد تصرفك عندما تطلب منك الإدارة إحضار ولي أمرك بسبب الغياب

1 – توافق دون تردد


2 – ترفض تماما



3 – تلجأ إلى خلق أعذار

4 – تقوم بتصرف آخر                                                    ما هو :

السؤال الثالث : رفضك إحضار ولي أمرك يرجع إلى :


1 – الخوف من ردة الفعل السلبية للولي


2 – الإحساس بالدونية أمام زملاء القسم


3 – عدم تقبل مصاحبة الولي


4 – انشغال ولي الأمر


5 – التمزق العائلي

السؤال الرابع : في حالة إحضار ولي الأمر، ترى في ذلك :

1 – حل المشكل آنيا


2 – حضوره أو عدمه دون جدوى


3 - مصلحة في ذلك


هل أنت مقتنع بضرورة تواصل ولي أمرك مع المؤسسة ؟ لماذا ؟


نعم                                               لا

تفريغ الاستمارات واستقراؤها :

بعدما تم تحديد جنس عينة البحث منذ البداية في 50 تلميذا توزعوا على الشكل التالي : 30 تلميذا أي بنسبة  60 % و 20 تلميذة أي بنسبة 40%، فقد تحدد مستوى عينة التلاميذ الذين خضعوا للإجابة على استمارة البحث كما يلي : 24 تلميذا من الجذوع المشتركة – 18 تلميذا من السنة أولى بكالوريا و 8 تلاميذ من السنة الثانية بكالوريا.

   أما بالنسبة للسن فقد تراوحت سن المستجوبين بين 16 عاما و 21 عاما، وكانت سن18 و 19 تمثل اكبر نسبة وذلك بمعدل :67 % بينما توزعت باقي النسبة على باقي السنين.

أما الإجابات عن أسئلة البحث فقد جاءت على الشكل التالي :

السؤال الأول :

1 – بعد المؤسسة عن البيت : 14 أي بمعدل 28 %

2 – عدم انجاز المطلوب  : 26  أي بمعدل 52 %

3 – تعمد الغياب دون أسباب : 6 أي بمعدل12 %

4 – أسباب أخرى : 4 أي بمعدل 8 %

وهكذا يتضح أن النسبة الكبرى للغياب كانت بسبب عدم انجاز التلاميذ المطلوب منهم من دروس وتمارين ليأتي بعدها بعد المؤسسة عن البيت ، وهي أسباب يمكن اعتبارها موضوعية إذا ما قارنناها بالسببين الأخيرين وهي تعمد الغياب أو أسباب أخرى لم يتم الإفصاح عنها من طرف التلاميذ الذين اختاروا الإجابة بهذا الجواب.

السؤال الثاني :

1 – توافق دون تردد : 4 أي بمعدل 8 %

2 – ترفض تماما : 14 أي بمعدل 28 % 

3 – تلجأ إلى خلق أعذار : 24 أي بمعدل 48 %  

4 – تقوم بتصرف آخر : 8  أي بمعدل 16 %           

ما هو : جلب أشخاص غرباء مثلا – جلب شواهد طبية مزورة ...

    قراءة لهذه الأجوبة يتبين أن النسبة الكبرى من العينة اختارت الجواب الثالث كجواب على هذا السؤال بحيث ان معظم التلاميذ لا يمتثلون للإدارة عندما تطلب منهم إحضار أولياء أمورهم ويلجئون إلى خلق أعذار مختلفة باعتبار أنهم أصبحوا راشدين و صاروا المسؤولين المباشرين عن أمورهم الشخصية،  الأمر الذي لا يستدعي إحضار ولي الأمر ، بل ويمكن اضافة العينة الثانية التي رفضت تماما إحضار ولي الأمر إلى  العينة الأولى لان لديها تقريبا نفس التبريرات.

  أما الفئة الموافقة على طلب الإدارة فنرى ان نسبتها قليلة جدا لا تتعدى عدد الأصابع مما يؤكد عدم انخراط التلاميذ في خلق تواصل دائم بين المؤسسة التربوية والأسرة .

السؤال الثالث : رفضك إحضار ولي أمرك يرجع إلى :

1 – الخوف من ردة الفعل السلبية للولي : 11 أي بمعدل 22 %

2 – الإحساس بالدونية أمام زملاء القسم : 17 أي بمعدل 34 %

3 – عدم تقبل مصاحبة الولي : 9 أي بمعدل 18 %

4 – انشغال ولي الأمر : 8 أي بمعدل 16 %

5 – التمزق العائلي : 5 أي بمعدل 10 %

   قراءة بسيطة في الاجابات تبين أن سن تلميذ مستوى سلك الثانوي التأهيلي ( وهي سن تترواح عادة بين سن 15 و 21 ) تلعب دورا في تحديد تصرفاته وأفكاره ، حيث يرى أنه اصبح أنسانا كامل الرشد، وانه لم يعد في حاجة إلى مرتفق يرافقه ويحل مشاكله، وانه صار قادرا على حل مشاكله بنفسه ، وهذا ما يفسر نسبة الإجابة عن هذا السؤال مرة  بالإحساس بالدونية أمام زملاء القسم ومرة أخرى بعدم تقبل مصاحبة الولي له.

    أما باقي الاجابات فقد تنوعت بين الخوف من ردة فعل ولي الأمر والتي عادة ما تكون ردة فعل سلبية تتمثل في التوبيخ أو الضرب مما يدفع التلميذ إلى التشبث بموقف عدم الاستجابة لطلب الإدارة، والتماس تبريرات مختلفة.

السؤال الرابع : في حالة إحضار ولي الأمر، ترى في ذلك :

1 – حل المشكل آنيا : 26 أي بمعدل 52 %

2 – حضوره أو عدمه دون جدوى : 14 أي بمعدل  28 %

3 - مصلحة في ذلك: 10  أي بمعدل 20 %

   ما يمكن استنتاجه من الإجابة عن هذا السؤال هو إن معظم التلاميذ الذين يكثرون من الغياب وخاصة الذكور منهم لا يرغبون تماما في خلق روابط تواصل بين الأسرة والمؤسسة للأسباب التي ذكرنا بعضها سابقا وربما لأسباب أخرى لم يتم الإفصاح عنها في هذا البحث وتنتظر من يقوم بذلك في بحث معمق ، ولعل هذا ما يفسر رغبة التلاميذ في حل المشكل الغياب بطريقته الخاصة كأن يلجأ إلى الطلب أو البحث عن واسطة أو... وذلك حتى يتمكن من الدخول إلى القسم دون احضار ولي أمره.

السؤال الخامس : هل أنت مقتنع بضرورة تواصل ولي أمرك مع المؤسسة ؟

نعم : 43 أي بمعدل 86 %

لا : 7 أي بمعدل 14 %

   لعل نسبة الإجابة على هذا السؤال بنعم يتبين لنا جليا أن التلاميذ واعون بأهمية إحضار أولياء أمورهم عند طلب استدعاء الإدارة لهم، وبأهمية التواصل الذي يجب أن يحصل بين الإدارة و الأسرة ولكن نظرا لعدم تفهم الآباء والأولياء لأبنائهم خلال هذه المرحلة من السن، وأيضا للظروف التي يمرون منها تجعل عملية التواصل قليلة أن لم نقل شبه منعدمة.                                              

خلاصة واستنتاج :

      من خلال استقراء نتائج البحث يتبين لنا أن أسباب تهرب التلاميذ المتغيبين من إحضار أولياء أمورهم وخصوصا الذكور منهم يرجع إلى عدة  أسباب نجمل بعضها فيما يلي :

-        إحساس تلاميذ السلك الثانوي وخصوصا في هذه المرحلة من العمر بالنضج والمسؤولية والقدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم.

-        كذلك إحساس البعض منهم بالدونية أمام زملاء القسم إن هو قام باستدعاء أو إحضار ولي مما يعرضه للاستهزاء والسخرية.

-        الخوف من ردة فعل الولي السلبية مما يوضح غياب لغة الحوار بين الإباء والأبناء وحلول لغة الزجر والعنف مما يفقد عملية التواصل بين الأسرة والمؤسسة مصداقيتها والغاية المراد تحقيقها من هذا الإجراء.

  وطبعا هذه كلها تمثلاث خاطئة وغير موضوعية ترسبت في أذهان التلاميذ بل وتعتبر من بين أهم الأسباب التي تشجع على تنامي ظاهرة الغياب بين صفوف التلاميذ ، وأيضا تعيق عملية تواصل الأسرة بالمدرسة بل وتجعلها منعدمة في اغلب الأحيان.

 

التوصيات : 

لمحاربة ظاهرة الغياب بين صفوف التلاميذ وإعادة الدفء وخلق تواصل دائم وفعال بين الأسرة والمدرسة فقد وجب ما يلي :

-        القيام بحملات تحسيسية لفائدة التلاميذ كثيري الغياب من اجل حثهم على الالتزام وتجنب الغياب .

-        التثقيف بالنظير لمحاربة هذه الظاهرة .

-        تنظيم أبواب مفتوحة لفائدة أمهات وآباء وأولياء التلاميذ .

-        ضرورة إشراك الإباء وأولياء الأمور في الأنشطة الموازية للمؤسسة .

-        ضرورة انفتاح المؤسسة على محيطها لتعزيز التواصل بين الأسرة والمؤسسة.

-        أيضا يجب على الإدارة ان تبحث عن حلول بديلة تمكنها من خلق هذا التواصل، وان تسعى كي تجعل منه تواصلا مستمرا وليس عند الحاجة فقط. 

التنقل السريع