ان ضبط القسم وحفظ النظام العام
في البيئة التربوية هو موضوع حساس يتعين التفكير فيه بعناية فائقة؛ ذلك أن تأثير الأستاذ
(ة) على سلوك المتعلمين ومدى انضباطهم الذاتي يعتبر أمرًا حاسمًا في تحقيق الأهداف
التربوية وتحضير جيل مثقف ومسؤول.
ومن المهم جدا أ، نفهم أن ضبط
النظام وحفظ الانضباط ليست قواعد ثابتة يمكن تطبيقها بنفس الطريقة في كل الحالات،
اذ يعتمد نجاح هذا العمل على الاستجابة لاحتياجات المتعلمين والبيئة التعليمية
الخاصة بهم. فالأساليب التي تناسب تلاميذ مجموعة قد تكون غير فعالة مع مجموعة أخرى،
لذا يجب على الأستاذ (ة) أن يتعلم كيف يكون متعدد الاستراتيجيات ومتفهمًا
لاحتياجات التلاميذ المختلفة.
إن الدور الحيوي الذي يقوم به
الأستاذ (ة) وتفانيه في أداء مهمته التعليمية واهتمامه بمستقبل التلاميذ يسهمان
بشكل كبير في بناء علاقة إيجابية بين الأستاذ والتلميذ، خاصة وأن هذا التفاعل
الإيجابي يمكن أن يكون أساسًا لتحفيز التلاميذ على احترام القواعد والنظام بدلاً من مجرد تطبيق العقوبات.
إضافة إلى ذلك، يمكن تحقيق
الانضباط الذاتي وضبط النظام العام من خلال تعزيز الشعور بالانتماء إلى الصف
والمدرسة، كما يمكن أن تشجع الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية على تعزيز هذا
الشعور، وبالتالي تعزيز الانضباط واحترام النظام.
من هنا تأتي أهمية هذا الكتيب كهدية تقديرية لكل أستاذ (ة) متفان، وأيضا
باعتباره يسعى إلى استعراض بعض النقاط والاستراتيجيات التي يمكن أن تسهم في تحقيق
الانضباط الذاتي للتلاميذ وضبط النظام العام في الصف.
