القائمة الرئيسية

الصفحات

وقف العنف في المدارس - دليل المعلم



الموضوع :

وقف العنف في المدارس: دليل المعلمهو عمل قامت به اليونسكو للإسهام في تنفيذ برنامجالتعليم للجميعوعقد الأمم المتحدة الدولي لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم2001 – 2010 "، وهو يندرج أيضا في إطار متابعة التقرير العالمي عن العنف ضد الأطفال لعام 2006 الذي يمثل أول جهد دولي شامل لا لدراسة نطاق العنف ضد الأطفال فحسب وإنما أيضا لدراسة تأثيره العام. وهو يصدر في وقت ملائم تماماً إذ نحتفل في هذه السنة بالذكرى العشرين لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل.

ويجب، إذا أريد للعالم أن يحقق غايات التعليم للجميع، إيلاء الاهتمام لموضوع العنف في سياق التعلّم. ويمثل هذا الدليل خطوة هامة إلى الأمام في منع العنف في المدارس والقضاء عليه، وهو يسلط الضوء على الجهود المتضافرة التي تبذلها مجموعة كبيرة من الخبراء والمعلمين والجهات والمؤسسات المعنية لبلوغ هذه الغاية. وقد عُقد عدد كبير من اجتماعات الخبراء والحلقات الدراسية والمؤتمرات للمساهمة في وضع هذا الدليل، ومن أبرز هذه الاجتماعات اجتماع الخبراء المعنون وقف العنف في المدارس: ما هي التدابير الناجعة؟الذي استضافته اليونسكو في مقرها في عام 2007 والمؤتمر العالمي الرابع بشأن العنف في المدارس والسياسات العامةالذي تولت اليونسكو رعايته ونظمه المرصد الدولي بشأن العنف في البيئة المدرسية في عام 2008 في لشبونة. وقد أسهمت اللجنة العلمية التابعة للمرصد مساهمة فعالة في إعداد هذا الدليل عن طريق توفير بيانات وتحليلات قيمة.

   ويمكن أن يستخدم المعلمون والطلاب هذا الدليل للتصدي للعنف ومنعه. والعنف في المدارس مسألة بالغة التعقيد، ومن ثم تتطلب معالجته أخذ عوامل عديدة في الاعتبار. وتتضمن هذه العوامل ضرورة تشجيع مشاركة الطلاب؛ واتباع نهج شامل يشارك فيه الآباء والمعلمون والمجتمع المحلي، والربط بين السياسة والتشريع والممارسة؛ ووضع مؤشرات عن العنف؛ ومراعاة الحيز الثقافي في معالجة مفاهيم مثل عالمية حقوق الإنسان في إطار نهج عام يقوم على حقوق الإنسان. ويوفر الدليل نقطة انطلاق أساسية للمجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

   وثمن التقاعس باهظ لأن عواقب العنف تظل تؤثر على الأطفال طوال حياتهم، وتعوق النمو العاطفي والإدراكي والصحة والقدرة على التصرف وفي نهاية المطاف المجتمع بأسره. وليس هناك مبرر لأي شكل من أشكال العنف، ويمكن منع كل أنواع العنف. وتم وضع هذا الدليل من أجل إحداث تغييرات كبيرة بمساعدة الأوساط المدرسية والمجتمع الدولي على نطاقه العام على التصدي للعنف وتنفيذ التدابير الرامية إلى منعه.

   لا يمثل نقل المعرفة سوى أحد الأنشطة التي يضطلع بها المعلمون، فهم يسهمون أيضا بصورة أساسية في التنمية العاطفية والإدراكية للأطفال، ويؤدون دوراً مركزياً في التنمية والتغيير الاجتماعي. وعلى الرغم من أن بعض الطلاب قد يتعرضون للأسف للعنف في منازلهم، فبوسع المعلمين أن يوفروا لهم سبلا بديلة للعيش والتصرف باتباع أنماط سلوكية بناءة وخالية من العنف وتشجيع الشعور بالتعاطف وتعزيز اكتساب مهارات التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات.

   ويتناول دليلوقف العنف في المدارس: دليل المعلممختلف أشكال العنف الحاصلة في المدارس، ويقدم مقترحات عملية لما يمكن أن يفعله المعلمون لمنعها. وتُقترح في هذا الصدد عشرة مجالات للعمل، كل مجال منها مع أمثلة معينة يمكن أن يطورها المعلمون للتصدي للعنف ومنعه. وترد كملحق في نهاية هذا الدليل مقتطفات من المعاهدات الدولية ذات الصلة، فضلا عن قائمة بوصلات إلى عدد من المواقع على الإنترنت بشأن منع العنف في المدارس.

   وبينما يؤدي المعلمون دوراً رئيسياً في منع العنف في المدارس، فإنهم لا يستطيعون أن يتصدوا له وحدهم. ونظراً لأن أسباب العنف في المدارس متعددة الوجوه، فإن منع العنف فيها يقتضي اتخاذ إجراءات متعددة الأبعاد يشارك فيها كل أفراد الوسط المدرسي بطريقة متكاملة. ويجب أن يعمل الآباء والمشرفون الاجتماعيون وقادة المجتمع المحلي والمؤسسات جنبا إلى جنب مع الطلاب والمعلمين والقائمين على الإدارة. وتزداد فعالية الإجراءات المقترحة في هذا الدليل بشكل كبير للغاية إذا ما اتخذت كجزء من هذا النهج الكلي الذي يشارك فيه كل أفراد الوسط المدرسي.

   ويكمن في صميم النهج المدرسي الشامل نهج قائم على مراعاة حقوق الإنسان في التعليم. ويشمل هذا النهج حق كل شخص في التعليم الجيد واحترام حقوق الإنسان. فالنهج القائم على مراعاة الحقوق يزيد من إمكانية الاستفادة من التعليم المدرسي والمشاركة فيه، لأنه يعزز الاستيعابية والتنوع وتكافؤ الفرص وعدم التمييز. كما أنه يحسن نوعية التعليم بتشجيع الممارسات التعليمية التشاركية التي تركز على الطلاب وبإيجاد بيئة تعلم مأمونة، وكلاهما عامل أساسي لحدوث عملية التعلّم. ويساهم احترام حقوق الإنسان في التنمية الاجتماعية والعاطفية للأطفال بكفالة كرامتهم الإنسانية وحرياتهم الأساسية وهي أمور يحتاج إليها الطلاب لتحقيق كامل إمكاناتهم. كما أن احترام حقوق الإنسان يرسي الأساس لثقافة السلام بتعزيز احترام الاختلافات، الأمر الذي يُعد أساسياً لمنع العنف. وتؤدي الممارسة اليومية للنهج القائم على حقوق الإنسان إلى إيجادمدرسة تقوم على الحقوقوبيئة مأمونة ومؤاتية للتعليم حيث يتمتع المعلمون والطلاب معا بالعملية التعليمية ويستفيدون منها.

 

اشكال العنف في المدا رس وعواقبها

ثمة عوامل كثيرة تشكل مظاهر العنف في المدارس. وتتضمن هذه العوامل اختلاف وجهات النظر عن العنف نفسه وفقاً للسياق الثقافي والعوامل الاجتماعية الاقتصادية وحياة الطالب المنزلية والبيئة المحيطة بالمدرسة. ويمكن على سبيل المثال أن تكون هناك أوجه تباين كبيرة بين الثقافات والمجتمعات في تحديد ما يشكل عملاً عنيفاً أو بيئة عنيفة. وبغض النظر عن السياق الثقافي أو الاجتماعي الاقتصادي للمدرسة، يحدث العنف بشكليه البدني والنفسي.

وتاتي الانواع الرئيسية للعنف على النحو التالي:

العقوبة البدنية والنفسية؛

التسلط من جانب الزملاء الآخرين؛

العنف الجنسي والمستند إلى نوع الجنس؛

العنف الخارجي: عنف العصابات والنزاعات والأسلحة والمشاجرات.

ويصف الجزء التالي الأشكال الأربعة الواردة آنفا من العنف في المدارس، مع عواقب كل منها على التعليم.

 

العقوبة البدنية والنفسية:

)    تعرّف لجنة حقوق الطفل ٢) العقوبة الجسدية أو البدنية على أنها أي عقوبة تستخدم فيها القوة الجسدية ويكون الغرض منها إلحاق درجة معينة من الألم أو الأذى، مهما قلت شدتهما. وتشمل العقوبة في السياق التعليمي ضرب الطلاب (”الصفعأواللطمأوالضرب على الردفين“) باليد أو باستخدام أداة ما. ويمكن أن تشمل أيضاً على سبيل المثال ركل الطلاب أو هزهم أو رميهم أو الخدش أو القرص أو العض أو شد الشعر، أو لكم الأذنين أو إرغام الطلاب على البقاء في أوضاع غير مريحة أو الحرق أو الكي أو الإجبار على تناول مواد معينة كغسل فم الطالب بالصابون. وترى اللجنة أن العقوبة البدنية هي عقوبة مهينة في جميع الحالات.

   وثمة أشكال أخرى عديدة من العقوبات القاسية والمهينة غير العقوبات البدنية. وتدخل في ذلك العقوبات التي تحط من قدر الطالب أو تذله أو تخيفه أو تهدده أو تسخر منه. وعلاوة على ذلك، يشكل استخدام القوة البدنية في حد ذاته من جانب شخص أكبر وأقوى من الطالب تهديداً واضحاً ينم عن القوة والسيطرة والتخويف، مما يعزز فكرة اقتران أعمال العدوان البدني بالعدوان النفسي.

 

العواقب:

   للعقوبة البدنية أو الجسدية عواقب خطيرة على الصحة العقلية والبدنية للطالب. وتم ربطها ببطء نمو المهارات الاجتماعية والاكتئاب والقلق والتصرف العدواني وعدم التعاطف مع الآخرين أو الاهتمام بهم. ولذا، فإن العقوبة الجسدية لا تضر بالطالب أو الطفل الموجهة ضده فحسب، وإنما تضر أيضا بالمعلمين والمشرفين والطلاب والأطفال الآخرين لأنها تؤدي إلى صعوبات أكبر من أن يتسنى التغلب عليها. وتولد العقوبة الجسدية أيضا الإحساس بالاستياء والعداوة، وتجعل من العسير المحافظة في غرفة الدراسة على العلاقة الطيبة بين المعلمين والطلاب من ناحية، وفيما بين الطلاب من ناحية أخرى. ويصبح عمل المعلمين أصعب وأقل مجازاة ومحبطاً للغاية. وهي بالإضافة إلى ذلك لا تعلم الطلاب كيف يفكرون بطريقة نقدية، وكيف يتخذون قرارات أخلاقية سديدة، وكيف يوجدون في أنفسهم القدرة على السيطرة الداخلية، وكيف يستجيبون لظروف الحياة وإحباطاتها بدون عنف. وتبين العقوبة للطلاب أن استخدام القوة - لفظية كانت أو بدنية أو عاطفيةأمر مقبول، خاصة عندما تكون موجهة ضد الأفراد الأصغر والأضعف. ويؤدي هذا الدرس إلى تزايد أحداث التسلط (مثل البلطجة) وإلى إشاعة ثقافة العنف في المدارس.

 

التسلط

   يخضع الطالب لتسلط الزملاء عندما يتعرض بصورة متكررة على امتداد فترة من الزمن لتصرف عدواني يلحق به عمدا الأذى أو الإزعاج عن طريق العنف البدني أو الاعتداء اللفظي أو الشجار أو التلاعب النفسي. وينطوي التسلط على عدم التوازن في القوة وقد يشمل المضايقة والسخرية المهينة واستخدام الألقاب المؤذية والعنف البدني والاستبعاد الاجتماعي. ويمكن أن يعمل الطالب المتسلط بمفرده أو في إطار مجموعة من الطلاب. وقد يكون تسلط الزملاء مباشراً، مثل قيام طفل بالمطالبة بأموال أو ممتلكات من طفل آخر؛ أو غير مباشر مثل قيام مجموعة من الطلاب بترويج إشاعات عن طلاب آخرين. وتسلط الزملاء على الإنترنتهو المضايقة عن طريق البريد الإلكتروني والهواتف الخلوية والرسائل النصية والمواقع التشهيرية.

   وقد يكون الأطفال أكثر عرضة للمعاناة من تسلط الزملاء إذا كانوا ذوي إعاقة، أو إذا كانوا يعربون عن توجه جنسي يختلف عن توجه الأغلبية، أو كانوا ينتمون لأقلية عرقية أو ثقافية، أو يأتون من خلفية اجتماعية اقتصادية معينة. ويؤدي التسلط في بعض الأحيان إلى اعتداءات بدنية تؤدي إلى الوفاة.

 

العواقب:

   تؤدي دورة العنف والترهيب، لكل من الطالب المتسلط والطالب الذي يتعرض للتسلط، إلى صعوبات في إقام العلاقات مع الآخرين وإلى سوء الأداء في المدرسة. ومن المحتمل أن يكون الطلاب الذين عانوا من تسلط الآخرين أكثر عرضة للاكتئاب والعزلة وللشعور بالقلق وقلة الاعتداد بالذات. وكثيرا ما يتصرف الطالب المتسلط بصورة عدوانية بدافع من الإحباط والمهانة والغضب واستجابة لسخرية اجتماعية معينة.


العتف الجنسي والمستند إلى نوع ا لجنس

   قد يتخذ العنف المستند إلى نوع الجنس أشكالاً عديدة منها النفسية والبدنية والجنسية. وهو يقوم على فرض عدم توازن القوة بين الجنسين أو العمل على استمراره. ويؤدي العنف بسبب نوع الجنس إلى ازدياد عدم المساواة بين الجنسين والقوالب النمطية والأدوار المفروضة اجتماعيا. وعلى الرغم من أن الفتيات أكثر تعرضا للعنف الجنسي أو المستند إلى نوع الجنس في أغلب الأحيان، فإن الفتيان أيضا يتعرضون لهذا الخطر.

   ويمكن أن يكون العنف المستند إلى نوع الجنس في المدارس عنفاً بدنيا، مثل العقوبة الجسدية للفتيات اللاتي يتصرفن بطريقةلا تليق بفتاة محترمة، وقد يكون جنسيا، كما يحدث في حالة الاغتصاب. ويمكن أن يتخذ شكل المضايقة أو الاستغلال من جانب طلاب آخرين أو معلمين أو موظفين في المدرسة؛ وقد يكون نفسياً، كما يحدث في حالة توجيه اللوم لضحايا الاغتصاب. وأحيانا، يأخذ هذا العنف شكل معاقبة الطلاب أو تخزيتهم بسبب جنسهم أو ميلهم الجنسي.

 

العواقب:

   لا يوجد سوى القليل من البيانات عن تعرض الطلاب للعنف الجنسي في المدارس، بالنظر إلى ترددهم في الإبلاغ عن أعمال العنف الجنسي خوفا من تخزيتهم أو وصمهم أو عدم تصديقهم أو الانتقام منهم.

   ويمثل الاعتداء الجنسي وغيره من أشكال العنف المستند إلى نوع الجنس أحد العوامل الرئيسية وراء تدني معدلات التحاق الفتيات بالمدارس وانقطاعهن عن الدراسة. ولا يثبط العنف الجنسي الفتيات عن الذهاب إلى المدرسة فحسب، ولكنه قد يحدو أيضا بالآباء إلى منع بناتهم من الانتظام في الدراسة خوفا من أن يتعرضن أيضا للإيذاء. ويمكن أن يؤدي العنف الجنسي ضد الفتيان إلى إحساس شديد بالخزي لأنه غالبا ما يعتبر من المحظورات.

   ويعرّض العنف الجنسي والمستند إلى نوع الجنس الطلاب لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا والحمل غير المرغوب وتدني مستوى الاعتداد بالذات وانخفاض مستوى الأداء في المدارس. وللعنف الجنسي والمستند إلى نوع الجنس أيضا تأثير على الأسرة والمجتمع.

 

العنف الخارجي: عنف العصابات والنزاعات والأسلحة والمشاجرات

   كثيرا ما يتكرر العنف الذي يحدث خارج البيئة المدرسية، مثل عنف العصابات والنزاعات السياسية وقسوة الشرطة والعنف العائلي، داخل البيئة المدرسية ذاتها.

   ويشمل عنف العصابات في المدارس أعمال الضرب والطعن بآلات حادة وإطلاق الرصاص، وهو عادة أكثر شدة بل ويؤدي أحياناً إلى القتل بالمقارنة بالأشكال الأخرى للعنف في المدارس، خاصة عندما يكون مقترنا بالإتجار بالمخدرات.

   ويشكل عدم الاستقرار السياسي والنزاع، بما في ذلك قسوة الشرطة، أمثلة أيضا على العنف الخارجي الذي يؤثر تأثيرا عميقا على طبيعة العنف في المدارس.

   والعنف الخارجي الحاصل في المجتمع يمكن أن يتسرب بالمثل إلى المدرسة وأن يؤدي إلى حمل السلاح وزيادة أعمال العنف. وقد يحمل الطلاب الأسلحة لشعورهم بالتهديد أو لأن المسدسات أو الأسلحة مقبولة عامة كجزء من الحياة اليومية في وسط ما. وتقوم المشاجرات عادة على نزاع لا يكون من السهل فيه التمييز بين مرتكب الجرم والضحية. ويمكن أن يفضي تسلط الزملاء إلى الشجار، بالأسلحة أو  بدون أسلحة.

 

العواقب:

   عندما ينضم الطلاب إلى العصابات أو يعيشون في مجتمعات تكون فيها العصابات والمخدرات جزءا من الثقافة العامة، يمكن أن يؤدي ذلك مباشرة إلى ظهور المشاجرات والأسلحة والعنف المتصل بالمخدرات داخل المدارسويمكن أن تعوق النزاعات قدرة الطلاب على التعلّم والانتظام بالمدارس. وقد تؤثر هذه النزاعات أيضاً على البنى الأساسية للمدارس ومدى توافر المعلمين المؤهلين وتوزيع أدوات التعلّم أو إمكانية استخدامها. وتفيد المعلومات المستمدة من بلدان تعاني من النزاعات بأن هذه الأوضاع تعرض الطلاب للعنف وتزيد من خطر الاعتداء عليهم داخل االمدارس وخارجها.

 

عشرة إجراءات لوقف العنف في المدارس:

   يقدم هذا الجزء عشرة مجالات ينبغي اتخاذ إجراءات محددة فيها، مع بعض الأمثلة العملية عليها، وهي مصممة لمساعدة المعلمين على مواجهة العنف في غرف الدراسة والمدارس ومنعه. وبعضها ليس إلا إجراءات أساسية يمكن أن يبدأ المعلمون فورا في تنفيذها في غرف الدراسة، مثل استخدام التأديب البناء والقضاء على العقوبة الجسدية. أما الإجراءات الأخرى فتتطلب مستوى أعلى من المشاركة من جانب العاملين في المدارس والمجتمعات المحلية مثل تطبيق الآليات التي تضمن عنصر السلامة في المدارس.

   وبالنسبة لكل مجال من هذه المجالات توجد أنشطة تكميلية في غرفة الدراسة يمكن أن يقترحها المعلم على طلابه. وترمي هذه الأنشطة التي يضطلع بها في غرف الدراسة إلى مساعدة الطلاب في إقامة علاقات يسودها الوئام مع زملائهم ومع المعلمين. ويمكن أن يقدمها المعلمون كجزء من المناقشة في غرف الدراسة، أو يمكن استخدامها كنقطة بداية لأنشطة ابتكارية أخرى، مثل لعب الأدوار أو مسابقات الرسم الفني. ويمكن حفز الحوار بإعطاء نصائح محددة للطلاب تُكمّل الإجراءات العملية التي يتخذها المعلمون.

   ولا تشكل الإجراءات العشرة هذه الموجهة إلى المعلمين والطلاب علاجاً سحرياً يسمح بمنع العنف في المدارس، ولكنها تساعد على إيجاد ثقافة مدرسية خالية من العنف، وينبغي تكييفها بما يتفق مع كل بيئة مدرسية عن طريق إجراء حوار مستمر بين المعلمين والطلاب ومع مدير المدرسة والمشرفين الاجتماعيين وقادة المجتمع المحلي ورابطات الآباء. فلا شك أن إيجاد البيئة المدرسية الإيجابية الخالية من العقوبات ومن العنف من شأنه أن يكفل حقوق الجميع - المعلمين والطلاب على حد سواء.

 

ـ  الدعوة إلى اتباع نهج شامل يشترك فيه الطلاب وموظفو المدارس والآباء والمجتمع

تكلموا مع مدير المدرسة والمشرف الاجتماعي والزملاء والطلاب والآباء وقادة المجتمع للتوصل إلى فهم مشترك لمشكلة العنف في مدرستكم. فالمعلمون وحدهم لا يمكنهم منع العنف في المدارس. ويجب أن يجتمع كل أفراد المجتمع المدرسي للاتفاق على مفهوم قوي وواضح بأنه لا مكان للعنف والمضايقة الجنسية وتسلط الزملاء والتعصب في البيئة المدرسية. وعندما يعرف الجميع السبل المختلفة التي يحدث بها العنف ومن يتضرر به وتأثيره العام، يكون من الأيسر بكثير التوصل إلى الحلول اللازمة.

ساعدوا مدرستكم على وضع برنامج عمل بالتعاون مع المذكورين أعلاه وأخصائيي الرعاية الصحية وضباط الشرطة وأصحاب الأعمال التجارية وغير ذلك من المجموعات البارزة في المجتمع، ذلك أن خطط منع العنف التي توضع بالتشاور والتعاون مع الآخرين على نطاق واسع تكون لها فرصة أكبر في النجاح من الخطط التي تعدها مجموعة واحدة من الأخصائيين الذين يعملون بمعزل عنهم.

انظروا في السبل التي يمكن بها لمدرستكم تقليل عوامل الخطر، وذلك على سبيل المثال بكفالة وجود بيئة مادية جيدة من حيث الإضاءة أو بتعليم الطلاب مهارات حل النزاعات بدون عنف. ويمثل الحد من فرص العنف وتزويد الطلاب بأدوات لمنعه أداتين حاسمتين في جعل المدارس آمنة.

النشاط في الغرفة الدراسية: اطلبوا إلى الطلاب التحدث فيما بينهم ومع المعلمين والمشرفين الاجتماعيين عن العنف في المدرسة. ومن يتضرر بذلك وكيف؟ ومن يمكن الاتصال به من داخل المدرسة والمجتمع التماساً للمساعدة؟

وأعدوا قائمة بالأشخاص والمنظمات التي يمكنها توفير الدعم من أجل منع العنف في المدرسة؛ وناقشوا سبل الاتصال بهؤلاء الأشخاص وهذه المنظمات.

 

- اجعلوا من طلابكم شركاء لكم في منع العنف

ينبغي أن تعملوا على أن يشمل منهجكم الدراسي التوعية بحقوق الإنسان والسلام، وعليكم أن تثقفوا الطلاب بحقوق الإنسان الخاصة بهم وحقوق الآخرين وأفراد أسرهم وأفراد مجتمعهم المحلي. ويمكنكم التوعية بحقوق الإنسان وحقوق الأطفال باستخدام القصص والمداولات ولعب الأدوار والألعاب والأحداث الجارية؛ وكل هذه الأعمال تشرك الطلاب في تحليل معارفهم بحقوق الإنسان وتطبيقها على واقع مدرستهم وسياق مجتمعهم المحلي.

استخدموا نسخاً يسهل على الطلاب استيعابها منالإعلان العالمي لحقوق الإنسانواتفاقية حقوق الطفلوينبغي أن تكون هذه النسخ متاحة بالشكلين المطبوع والإلكتروني. والوثيقتان كلتاهما تعرب عن حق كل فرد في التعليم وحق كل شخص في النمو والتعلّم في بيئة مأمونة. وناقشوا هاتين الوثيقتين مع طلابكم، وحاولوا إيجاد السبل التي تسمح بفهم حقوق الإنسان التي يتمتع بها كل فرد وحمايتها واحترامها في الغرفة الدراسية.

استعينوا بطلابكم في عملية وضع القواعد وتحديد المسؤوليات في غرفة الدراسة. واطلبوا منهم أن يكتبوا معكم مدونة تتضمن قواعد السلوك التي ينبغي اتباعها. فما هي الأعمال المقبولة وما هي الأعمال التي تؤذي الآخرين وتعرقل سير العمل في غرفة الدراسة، وما هي الأعمال التي تمكّنكم من التعليم وتساعد الطلاب على التعلّم في بيئة يسودها السلام؟ ومن شأن كتابة مدونة قواعد السلوك بصورة جماعية أن يجعل حقوق ومسؤوليات كل فرد واضحة وأن يزيد من مشاركة الطلاب.

النشاط في غرفة الدراسة: اطلبوا إلى طلابكم أن يناقشوا معكم وفيما بينهم ما يشكل وما لا يشكل السلوك العنيف. وما هي الحقوق المحددة التي لا تحترم بسبب أعمال العنف؟ اقترحوا طرقاً للتوعية بحقوق الإنسان في المدرسة وتعزيز احترام الاختلافات وتقديرها، ومن بينها مثلاً المداولات والرحلات الميدانية والألعاب ولعب الأدوار وسرد الحكايات.

 

- استخدموا تقنيات وأساليب بناءة لضمان الانضباط

اجعلوا القواعد المتبعة في غرف الدراسة إيجابية ومفيدة موجزة: عند وضع القواعد التي ينبغي اتباعها في غرف الدراسة، ينبغي ألا تزيد القائمة عن خمس أو ست قواعد، ولتكن القائمة بسيطة ومباشرة. وينبغي ذكر القواعد بطريقة إيجابية وليس بطريقة سلبية لتوجيه الطلاب بوضوح بشأن كيفية التصرف الجيد وليس بشأن عدم التصرف بطريقة معينة. وتأكدوا من أن هذه القواعد لا تتناقض مع سياسات المدرسة بصورة عامة.

استخدموا أساليب التشجيع الإيجابي: شجعوا السلوك البناء عن طريق النظر أو الإيماء أو الابتسام للطلاب. ويمكن أيضا مكافأة الطلاب بمنحهم نقاط إضافية أو خمس دقائق إضافية من الوقت المخصص للعب في نهاية اليوم. وتُعتبر التهاني على النجاح أمام طلاب الصف أمراً مجزيا جدا للطلاب. ويمكنكم أيضاً اختيارمجموعة من الطلاب الذين أحسنوا التصرف كل أسبوع، وعرض أسماء المجموعة في مكان ملحوظ من غرفة الدراسة. وينبغي دائماً، عند استخدام هذا الأسلوب من التقدير، أن تكون المكافأة فورية وصغيرة ولكنها تبعث على الشعور بالرضا.

استخدموا الأساليب التأديبية التي تكون تربوية لا عقابية. وتأكدوا، عند تأديب الطالب، أن تتركز الأساليب على سوء تصرف الطالب وتأثيره - وليس على الطالب ذاته. ووفقا لطبيعة سوء السلوك، يمكن أن تكون بعض الأساليب التأديبية على النحو التالي

خصصوا وقتا بعد اليوم الدراسي أو في أثناء فترات الراحة لمناقشة سوء السلوك

ـ  لماذا نشأ وماذا ينبغي عمله لتقويمه؛

ـ اطلبوا إلى الطالب أن يعتذر؛ 

ـ غيروا أماكن الجلوس؛ 

ـ أرسلوا مذكرات إلى الآباء أو قوموا بزيارات منزلية؛ 

ـ حللوا مدى خطورة الحالة، وقرروا إرسال الطالب إلى مكتب المدير وفقا للحالة

النشاط في غرفة الدراسة: اقترحوا على الطلاب إنشاء ناد للطلاب ضد العنفويمكنكم مساعدتهم في تنظيم الأنشطة في إطار حملة للسلام وإيجاد حرم مدرسي مأمون للجميع.

 

- كونوا قوة نشطة وفعالة لوقف تسلط الزملاء

اعملوا مع المعلمين وممثلي الطلاب وموظفي المدرسة وأفراد المجتمع المحلي على وضع تعريف مشترك للتسلط لكي تكون المفاهيم متناسقة فيما بينها. ويشمل التسلط ما يلي:

ـ التسلط البدني: الضرب والركل والدفع والخنق واللكم؛ 

ـ التسلط اللفظي: التهديد والتوبيخ والمضايقة الساخرة والكلام الذي ينم عن الكراهية؛

ـ الاستبعاد الاجتماعي

اعملوا دائماً على أن تكون هناك عواقب للاعتداء اللفظي أو البدني. وتتسم العواقب الفعالة بأنها: 

ـ بسيطة، حتى يتسنى تطبيقها بانتظام؛ 

ـ تزداد شدة مع تكرار الاعتداء؛ 

ـ يمكن التنبؤ بها وفورية؛ 

ـ تنطبق على كل الطلاب.

وتتضمن العواقب عادة فوات الأوقات التي يستمتع بها الطالب مثل فترات الاستراحة بين الفصول أو الغداء مع الزملاء أو الأنشطة خارج المنهج الدراسي.

شجعوا مشرفي المدرسة أو العاملين فيها على إسداء المشورة للمتسلطين إلى جانب إنفاذ العواقب عليهم.

ساعدوا الطلاب المستهدفين من الزملاء المتسلطين. وشجعوهم على التكلم مع المعلمين والمشرفين في المدرسة، مع العمل أيضا مع الآباء والطلاب والموظفين لحمايتهم من تكرار الاعتداء عليهم.

مكّنوا من يشهد حالات العنف من إبلاغ الكبار بها واعملوا على توعيتهم في هذا الشأن، وساعدوا المستهدفين وانهوا المتسلطين عن أفعالهم. ومن الطرق التي يمكن بها تحقيق ذلك وساطة الزملاء وبرامج حل النزاعات التي تدرب الطلاب على مساعدة بعضهم البعض والإبلاغ عن حالات التسلط وتعلّم استراتيجيات حل النزاعات.

اثنوا على أعمال الطلاب الذين يساعدون كل منهم الآخر لوقف تسلط الزملاء، ومما له أهمية أيضاً كفالة حماية المبلغين من الانتقام منهم.

النشاط في غرفة الدراسة: شجعوا الطلاب على مساعدة زملائهم على تسوية المشاجرات بدون عنف وانصحوهم بالتكلم معكم ومع المشرف الاجتماعي إذا كان هناك شخص يتسلط عليهم أو على زميل آخر.

 

- ابنوا قدرة الطلاب على الصمود أمام الصعوبات وساعدوهم على التصدي لتحديات الحياة بصورة بناءة

ابنوا قدرة الطلاب على الصمود وقدرتهم على النجاح في مواجهة التحديات اليومية والتوتر والشدائد بمساعدتهم على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين. فزيادة القدرة على الصمود يقلل من احتمال رد الفعل العنيف من جانب الطالب أو من وقوعه ضحية للعنف. والمعلمون الذين يبادرون بتصرفات إيجابية وبناءة من الناحية الاجتماعية ويسدون التوجيه ويوفرون الحماية لهم يزيدون من قوة الطلاب بإبداء طريقة إيجابية بديلة للتصدي لتحديات الحياة. وهؤلاء المعلمون يكونون نموذجا يحتذى في العلاقات الإيجابية وفي رعاية الطلاب.

أشركوا مدرستكم في برنامج للتوعية السلمية من أجل بناء مهارات حل النزاعات. فمن شأن برامج التوعية السلمية أن تسمح للطلاب بفهم كيفية حدوث العنف وبناء قدرات التصدي له بطريقة بناءة وتعلّم السبل البديلة للعنف.

شجعوا مدرستكم على وضع برنامج لتوجيه الطلاب من خلال المشرفين الاجتماعيين. فبوسع المشرفين أن يساعدوا الطلاب في التصدي للصعوبات في حياتهم وأن يتدخلوا بطريقة وقائية. ويمكنهم أن يساعدوا المعلمين وموظفي المدرسة والطلاب في منع العنف والتصدي له عن طريق ما يلي:

ـ العمل كوسطاء في الحالات التي يبدو أنها تتردى نحو العنف؛ 

ـ المساعدة في التوصل إلى حل سلمي قبل أن تتصاعد الحالة وتصل إلى العنف  البدني؛

ـ العمل مع ضحايا العنف ومرتكبيه كليهما وتوفير الدعم النفسي؛ 

ـ تعزيز البرامج الاستباقية الرامية إلى معالجة مسائل مثل تسلط الزملاء وتعاطي  المخدرات وأنشطة العصابات.

الاشتراك في تمارين عن موضوع منع النزاعات مع طلابكم. واطلبوا إلى طلابكم الاضطلاع بأدوار تتعلق بحالة معينة مثلماذا يحدث لو واجهك شخص متسلط؟ وماذا تفعل؟“. فعن طريق بعض الحالات التي تبدو واقعية، يمكن للطلاب أن يتمرنوا على معالجة الأوضاع العصيبة أو غير المألوفة أو المعقدة. وشجعوا أيضا الألعاب التي تضع الطلاب في دور جديد، كدور يواجهه طلاب آخرون، من أجل تشجيع التعاطف معهم. واطلبوا إلى الطلاب أن يناقشوا كيف كانوا يشعرون وما هي الحلول التي لاقت النجاح.

اجعلوا طلابكم يعلمون أن أعمال وكلمات العنف، مهما كانت تافهة، لن يتم التغاضي عنها. ومن شأن الإنفاذ المستمر للتدابير التأديبية ومتابعة الاعتداءات في المدارس جعل الطلاب يفهمون تماماً أن التصرفات المسيئة وعدم احترام حرية أي فرد من الأفراد هي أمور غير مقبولة.

النشاط في غرفة الدراسة: مارسوا في غرفة الدراسة أنشطة للعب الأدوار يمثل فيها الطلاب حالات نزاعات عنيفة. واطلبوا إلى الطلاب أن يناقشوا كل نزاع وسبل حله بالوسائل السلمية.

 

 - كونوا قدوة للآخرين بالمجاهرة بمكافحة العنف الجنسي والمستند إلى نوع الجنس

كونوا على دراية بالتحيزات القائمة بسبب نوع الجنس، فهي تشجع على التمييز ضد جنس معين. وأحيانا تكون تصورات المعلمين للبنين مختلفة عن تصوراتهم للبنات. فالبعض مثلا ينظرون إلى البنين على أنهم متفوقون بالفطرة في الرياضيات أو أنهمأذكياء بالسليقة، في حين ينظر البعض الآخر إلى البنات على أنهنهادئات وكادحات“. واكسروا القوالب النمطية والتوقعات المختلفة للبنات أو النساء مقارنة بالبنين أو الرجال. واحرصوا على التوعية بهذه التحيزات في غرفة الدراسة، وشجعوا زملاءكم على عمل الشيء نفسه. والبنون يرتكبون العنف الجنسي وهم ضحاياه أيضاً داخل المدارس، وينبغي ألا يعتبر المعلمون أن الأذى يلحق بالإناث وحدهن.

تأكدوا أن تعاملكم مع البنين يماثل تعاملكم مع البنات. فانخفاض تواتر أو نوعية تعامل المعلم مع البنات يمكن أن يقلل من اعتدادهن بالنفس واعتمادهن على الذات، مما يزيد من احتمال تعرضهن للإيذاء. وقد يتمثل أحد السبل لتشجيع البنات على المشاركة في الأنشطة الدراسية في تقسيم الصف إلى مجموعات للمناقشة، بحيث تشكل البنات غالبية مجموعة واحدة أو أكثر. وعادة ما تكون البنات أكثر حرية في الإعراب عن أنفسهن فيما بينهن.

شجعوا مدرستكم على وضع برنامج تدريبي للمعلمين والطلاب والمجتمع المحلي لفهم وتحديد حالات العنف الجنسي والمستند إلى نوع الجنس والتصدي لها.

وينبغي أن يؤدي التدريب إلى التوعية بالتحيزات الجنسية التي تشكل جذور هذا النوع من العنف، وأن تُراعى فيه الصلة بين العنف ضد البنات في المدارس وقلة أعداد البنات المنتظمات في المدارس.

ساعدوا مدرستكم ومجتمعكم المحلي على التسليم بالحاجة إلى حماية البنات والنساء في البيئة المدرسية. وفي أثناء النزاعات وما بعدها تكون البنات والنساء عرضة بصفة خاصة للعنف الناتج من النزاعات.

طالبوا بتدريب موظفي المدارس على العنف الجنسي والعنف المستند إلى نوع الجنس، وتعزيز تمثيل النساء في هياكل الإدارة. فوجود الموظفين المدربين على البحث عن ضحايا العنف الجنسي والعنف المستند إلى نوع الجنس يقلل من العنف ذاته. ووجود النساء في هيئات الإدارة يسمح بمساعدة الضحايا ويشجع على الإبلاغ عن العنف الجنسي.

اكسروا حاجز الصمت، وجاهروا بالدعوة ضد العنف، واستفيدوا من قنوات الإبلاغ المتاحة. وشجعوا الزملاء والطلاب على تحديد أسماء مرتكبي العنف داخل المدارس وخارجها.

النشاط في غرفة الدراسة: اطلبوا إلى الطلاب تجنب الإهانة أو المضايقة الساخرة، خاصة فيما يتصل بالاختلافات الجنسية. فكلنا مختلفون، ولكن كلنا سواسية!

 

- كونوا من المطالبين بوجود آليات تسمح بضمان السلامة في المدارس

ساعدوا إدارة المدرسة وشجعوا على وجود قيادة فعالة فيها. ومن المهم أن تتعاون هيئة إدارة المدرسة مع المعلمين والسلطات التعليمية لوضع وتنفيذ سياسات من أجل القضاء على استغلال القوة والكشف عن أنشطة العنف في مراحلها الأولية وبناء ثقة المجتمع المحلي في المدارس.

ساعدوا مدرستكم على وضع مدونة لقواعد السلوك تقوم على الحقوق التي يتمتع بها كل فرد وتسلم بحق الجميع في التعلّم والتعليم في بيئة مدرسية مأمونة، وتساعد على الإبلاغ عن حالات العنف بدون خوف من الانتقام والمشاركة في صنع القرارات.

طالبوا بتوفير القنوات للإبلاغ عن المخالفات بشكل يسهل على الطلاب فهمه ويشجعهم على المجاهرة بمكافحة العنف. وينبغي أن تكون هذه القنوات متاحة للجميع وتراعى فيها الحساسيات المختلفة وأن تحافظ على سرية المعلومات.

خذوا شكاوى الطلاب فيما يتعلق بالعنف مأخذ الجد، وضعوا راحتهم في الاعتبار. ويتضمن ذلك إيلاء الاعتبار الواجب لما يقوله الطالب وعدم التقليل من شأن أي حالة.

النشاط في غرفة الدراسة: اقترحوا تنظيم جلسات حوار مع المعلمين والطلاب ومدير المدرسة والمشرف الاجتماعي لوضع مدونة لقواعد السلوك التي ينبغي أن يحترمها الجميع في المدرسة.

 

- وفروا أماكن مأمونة ومريحة للطلاب

حددوا مع الطلاب الأماكن المأمونة والأماكن الخطيرة وأكثر الأوقات خطورة للطلاب في المدرسة. وينبغي أيضا تنبيه موظفي المدرسة إلى الأركان المظلمة والأماكن السيئة الإضاءة والسلالم ودورات المياه التي لا يوجد إشراف عليها والتي يمكن أن يتعرض فيها الطلاب لخطر الاعتداء الجنسي أو البدني.

وجهوا الانتباه إلى ضرورة وجود دورات مياه خاصة ومأمونة للبنات والسيدات. فمن بين الأسباب البسيطة ولكن الهامة لعدم انتظام البنات في المدرسة عدم وجود دورات مياه مأمونة ونظيفة وأماكن أخرى تكفل الخصوصية.

اعملوا مع الموظفين الآخرين للتأكد من أن الملاعب المدرسية مأمونة بكفالة وجود أشخاص كبار للإشراف على الطلاب. فالطلاب يحتاجون إلى أماكن يلعبون فيها فيما بين فترات الدراسة وبعد انتهاء اليوم المدرسي.

النشاط في غرفة الدراسة: اقترحوا بدء حملة لتهيئة البيئة المدرسية المأمونة بتحديد الأماكن غير المضاءة أو غير المأمونة داخل حرم المدرسة.

 

- تعلموا مهارات منع العنف وحل النزاعات وعلموها للطلاب

ـ احصلوا على التدريب على حل النزاعات بطرق غير عنيفة، واتباع نهوج قائمة على حقوق الإنسان لتنظيم العمل في غرف الدراسة والتوعية بالسلام. واسألوا مدير مدرستكم أو المكاتب المحلية لوزارة التربية عن فرص التدريب المتاحة حالياوترد في الملحق الثاني أيضا معلومات عن المصادر التي توفر طرقاً عملية لمنع وتسوية النزاعات في المدرسة.

ـ جربوا أساليب الوساطة في النزاعات، وعلموا طلابكم كيف يمكنهم استخدامها لتسوية النزاعات فيما بينهم.

ـ علموا الطلاب مهارات التفاوض التي تمكنهم من تحديد نطاق النزاع  ماذا نتنازع عليه؟ ولماذا وكيف نشأت هذه المشكلة؟􀂑

ـ تبادل المواقف والمقترحاتاعتقد أن المسألة يجب أن تكون على هذا النحو لأن النظر إلى الحالة من كلا المنظورين (”من خلال لعب الأدوار أو التداول على سبيل  المثال“)؛ تقرير الخيارات التي قد يصل الطالبان فيها إلىحلول ناجحة للطرفين“  (”سنجرب طريقتكم اليوم وطريقتنا غدا لنرى أيهما أفضل الوصول إلى اتفاق معقول

ـ علموا طلابكم كيف يتوسطون للتوصل إلى حل بنّاء للنزاعات بين زملائهم

ـ اختاروا مشكلة قد تنشأ أو نشأت من قبل بين اثنين من طلابكم. واطلبوا إلى 􀂑طالبين لعب دور كل طرف في هذه المشكلة، واطلبوا إلى طالب ثالث مساعدة زميليه في التوصل إلى اتفاق. واطلبوا إلى الطالب الثالث أيضاً استعمال معرفته للزميلين وللمشكلة لاقتراح ما يعتبره حلاً وسطاً طيباً.

   بعد أن يتعلم جميع الطلاب مهارات التفاوض والوساطة، اختاروا طالبين كل يوم، 􀂑 ويفضل أن يكون أحدهما فتاة والآخر فتى، للقيام بدور الوسطاء وصانعي السلام الرسميين. وتناوبوا أدوار الوسطاء الرسميين لكفالة إجادة جميع الطلاب لهذه  القدرات. ويقوم الوسطاء الرسميون بالوساطة في أي نزاع لا يتسنى للطرفين المعنيين حله وحدهما.

النشاط في غرفة الدراسة: ساعدوا الطلاب على تعلّم كيفية المساعدة في الوساطة في النزاعات بين الزملاء. واختاروا شخصاً ليكون هو صانع السلام في الصف كل أسبوع، حتى يتعلم ويمارس الجميع حل النزاعات ومهارات التفاوض.

 

- أقروا بالعنف والتمييز ضد الطلاب ذوي الإعاقة والطلاب من مجموعات الشعوب الأصلية والأقليات والمجتمعات المهمشة الأخرى

قد تحتاجون إلى أن توضحوا للطلاب الآخرين الأسباب التي تدفع بعض الأطفال إلى التصرف بطريقة مختلفة، أو تجعلهم يواجهون صعوبات في التعلّم أو لضعف أدائهم في الألعاب الرياضية أو الأنشطة البدنية نظرا لما لديهم من إعاقات عقلية أو بدنية أو صعوبات في التعلّم. وشددوا على أن كل طلاب الصف مختلفون بسبل شتى وهذا هو ما يجعل كلا منهم فريداً، بل ويتعين تقدير الاختلافات. ولكل شخص الحق في أن يحظى بالاحترام لما هو عليه. وقد يتعين القيام بأعمال من هذا القبيل في اجتماعات المعلمين مع الآباء.

حاولوا إدراك التحيزات أو الافتراضات الممكنة التي قد تجلبونها أو يجلبها طلابكم إلى غرفة الدراسة. فاطلبوا إلى طلابكم التفكير بصورة نقدية في الافتراضات أو القوالب النمطية التي قد يقدمون عليها والتي قد تكمن وراء معاملتهم للطلاب الآخرين المختلفين عنهم. وضعوا نموذجا للتصرف الذي تبتغون تشجيعه لدى طلابكم.

اعترضوا فوراً إذا أبدى الطلاب تعليقات تنطوي على التمييز. وتحدثوا مع طلابكم عن قدرة الكلمات على الإيذاء. وترقبوا العنف البدني، مهما بدا ضئيلا، الذي يمكن أن يقترن بالملاحظات التمييزية أو العنصرية.

افحصوا المناهج الدراسية والكتب المدرسية. هل تسعى هذه المناهج والكتب إلى فهم الثقافات المختلفة في المجتمع. وهل تراعى فيها الاختلافات وهل تشجع على تعلّم العيش معا؟

تجنبوا أن يكون أي شخص معين هو الناطق باسم مجموعته الثقافية أو العرقية. فالنعت بانتماء معينلن يؤدي إلا إلى عزل هذه المجموعة عن بقية الطلاب. وستؤدي مساعدتهم على الاندماج مع الآخرين في الصف الدراسي إلى توعيتهم بالقيمة الإيجابية للتنوع.

النشاط في غرفة الدراسة: اطلبوا إلى الطلاب معاملة زملائهم في غرفة الدراسة على قدم المساواة وبالطريقة التي يودون أن يعامَلوا بها، خاصة من يختلفون عنهم وينتمون إلى ثقافات مختلفة أو الذين لديهم قدرات بدنية أو عقلية ضعيفة.

وتذكروا: أنه يتعين تقدير الاختلافات وأن من حق كل شخص أن يكون مختلفاُ!

التنقل السريع