البحث الاجرائي وأهميته في تطوير العملية التعليمية
البحث الإجرائي :
البحث الإجرائي هو، نهج يتعاون فيه الباحث مع أفراد العينة في تشخيص المشكلة وتطوير حل يعتمد على تشخصيهم. وتتعلق إحدى السمات المميزة الرئيسية للدراسة الإجرائية بالتعاون بين الباحث والمنظمات من أجل حل المشاكل التنظيمية.
يفترض هذا النوع من البحوث أن العالم الاجتماعي يتغير باستمرار، سواء كان الباحث أو البحث جزءًا من هذا التغيير أم لا. وبشكل عام ، يمكن تقسيم البحوث الإجرائية إلى ثلاث فئات: الوضعية ، التفسيرية والنقدية، وتنظر الفلسفة الوضعية إلى الدراسات الإجرائية، المعروفة أيضًا باسم “الدراسات الإجرائية الكلاسيكية” على أنها تجارب اجتماعية. وفقًا لذلك، تُقبل تلك الدراسات كوسيلة لاختبار الفرضيات في بيئة العالم الحقيقي.
أما الفئة التفسيرية من البحوث الإجرائية ، والمعروفة أيضًا باسم “الدراسة الإجرائية المعاصرة” ، فينظر إلى واقع الأعمال على أنه مبني اجتماعيًا ويركز على مواصفات العوامل المحلية والتنظيمية.
أما بالنسبة للبحث الإجرائي الناقد هو نوع محدد من البحوث الإجرائية الذي يتبنى نهجًا نقديًا تجاه العمليات التجارية والاجتماعية، ويهدف إلى تحسين تلك العمليات.
1- مفهوم البحث الإجرائي :
يعرّف البحث الإجرائي بأنه نمط جديد من البحوث التربوية التي يسعى من خلالها الباحث التربوي العمل على حل مشكلة تواجهه بنفسه أو بالتعاون مع زملائه الذين يشاركونه المشكلة نفسها ، وذلك بهدف التصدي للمشكلة وتحسين الممارسات التي يتبعها الفرد في مهنته. كما يعتبر البحث الإجرائي نوعاً من أنواع البحوث التربوية التطبيقية التي تسعى إلى تحسين الممارسات التربوية، وحل المشكلات التعليمية التي تواجه المعلمين داخل الصف.
وعلى هذا الاساس فالبحث الإجرائي ينفذه باحثون مندمجون في البيئة التعليمية التي يجرى فيها البحث، عكس البحوث التربوية الأخرى، و التي ينفذها باحث من خارج البيئة بهدف استكشاف الواقع أو تقييمه أو تطويره، كما أن للبحث الإجرائي غرضان شخصي واجتماعي، فالشخصي يتمثل في تحسين مهارات الممارس، في حين يتمثل الغرض الاجتماعي في تحسين بعض المواقف.
2 - أهمية البحث الإجرائي :
يكتسب البحث الإجرائي أهميته من مجموعة من المزايا وهي كما ذكرها (مركز ابداع المعلم، 2004م تتجلى في :
· اعطاء الفرصة للمعلم لتقييم ادائه المهني بهدف تحسينه وتطويره.
· إيجاد حلول للمشكلات التي يواجها الباحث بنفسه مما يشعره بتحسن أداءه وزيادة قدرته على العمل والإنتاج.
· المساهمة في الربط بين النظرية والتطبيق العملي؛ إذ تكون النتائج قابلة للتطبيق الفوري من قبل الباحث نفسه.
· تعزيز دافعية الباحث للتفكير والعمل والرغبة المستمرة في الوصول إلى نتائج محددة؛ نظراً لارتباط المشكلة بواقعه وعمله.
· تمكين المعلمين من بناء معرفتهم ووضعها في متناول الآخرين ليعملوا على الاستفادة منها.
· إتاحة الفرصة للمعلم ليرى نفسه باحثاً ومنتجاً للمعرفة.
· تطوير القدرات التأملية لدى المعلمين من خلال مساعدتهم على صياغة مشكلاتهم وحلها.
3 - اهداف البحث الإجرائي :
وتتجلى اهداف البحث الإجرائي في :
· يمنح المعلمين وعموم المربين الإحساس بالقوة والثقة بالنفس ويستطيع من خلاله أن يسيطر على المواقف والمشكلات التي تواجهه.
· يهدف إلى تنمية روح حل المشكلات والقيمة الحقيقية لهذا البحث هو تزويد المعلمين بحلول سريعة للمشكلات الطارئة التي لاتستطيع انتظار نظرية لحلها .
· يسعى الى تنمية المهارات المهنية للمعلمين ، حيث يتم من خلالها خلق فرص للتعلم الذاتي وتكوين شخصية مهنية وخلق ثقافة مهنية وتحسين الأداء في المدارس.
· يهدف إلى تحسين الممارسات العملية في مجال معين وبيئة محددة.
· ينمي روح التعاون والعمل كفريق واحد والعمل الجماعي بين المعلمين..
· يكسب المعلم من خلاله مهارات العمل الميداني وزيادة احتمال قيامهم بإجراء بحوث ودراسات فردية.
· يرفع مستوى المهنة من خلال بيئة باحثة بها عناصر فاعلة في المجتمع.
· تمكين المعلمين من تحسين ممارساتهم التعليمية وتجريب أفكار أبداعية جديدة .
· أعطاء المعلم مزيد من الدافعية للبحث والاستقصاء .
· إحداث التغير الدائم والايجابي في تعليم الطلبة.
· ترسيخ فكرة المعلم الباحث والمعلم المتعلم.
4 - مجالات البحث الإجرائي :
نظرا للعدد الكبير من المشكلات التي يتناولها البحث الإجرائي ، ويعمل على إيجاد حلول لها، فقد أصبحت مجالاته متنوعة وعديدة، ومن هذه المجالات :
1- المشكلات التربوية : وهي المشكلات المتعلقة بالمناهج التعليمة وطرق التدريس المتبعة فيها ، والضعف في التحصيل ، وفي أساليب التقويم والقياس ووسائله .
2- المشكلات النفسية : المتعلقة بالطلبة ، وبالسلوك الذي يقومون به ، حيث تجد العديد من الطلاب لا يشاركون في الحصة اما بسبب الخجل أو بسبب وجود رهبة كبيرة من العمل , وغير ذلك من الأسباب التي تجعلهم انطوائيين ، لذلك يعمل البحث الإجرائي على حل هذه الأمور .
3- المشكلات الاجتماعية : وهي المشكلات المتعلقة بالهدر المدرسي، وعدم التزامهم التلاميذ بأوقات الدراسة، وكثرة الهروب منها والتصرفات العدوانية ، كما يتناول العلاقة التي تربط المدرسة بالمجتمع ، وعلاقة المعلم بتلاميذه ، وعلاقة التلاميذ ببعضهم البعض .
4- المشكلات المادية : وهي المشكلات التي تخص المدرسة وبيئتها المحيطة بها، كالمكتبة ،و الحديقة ، والمختبر وغيرها من المرافق الموجودة فيها، ومدى صلاحية هذه المرافق للاستخدام ، وانجاح العملية التعليمية .
5 - خصائص البحث الإجرائي :
للبحث الإجرائي عدة خصائص تميزه عن غيره من البحوث العلمية الأخرى كما ذكرها حيدر (ومركز الإبداع ) وهي أنه:
· بحث واقعي: يركز على مشكلات علمية تواجه العاملين من واقع الممارسة اليومية داخل الصف والمدرسة.
· بحث محدد: يتعامل مع ظاهرة معينة ويركز على حالات محددة بالزمان والمكان.
· بحث تشاركي: يمكن أن ينفذ البحث الإجرائي معلم واحد، لكن عادة ما ينفذ بتعاون وتشارك الزملاء المعلمين.
· بحث عملي تطبيقي: التطبيق في البحث الإجرائي لا يعني تطبيق نظريات أو فحص إمكانية تطبيقها، بل يعني وضع إجراءات وتطبيقها واستخلاص النتائج وتوظيفها بشكل مباشر في اتخاذ القرار وحل المشكلة.
وهذا أبرز ما يميز البحث الإجرائي عن غيره من البحوث الأخرى،
6 - أنواع البحث الإجرائي :
1- البحث الإجرائي الفردي : وهو بحث يقوم به معلم واحد فقط ، ويجرى هذا البحث لتلاميذ صف واحد فقط .
2- البحث الإجرائي التعاوني : وهو بحث تشاركي يجريه عدد من المعلمين لصفوف مختلفة او إجراء بحث واحد لكافة الصفوف بنفس التوقيت ، وقد يتم دمج التلاميذ مع بعضهم البعض .
3- البحث الإجرائي المدرسي : وهو البحث الذي يقوم به كافة معلمي المدرسة ، ويعتبر بحثا شاملا لكافة تلاميذ المدرسة ، ويناسب كافة مستويات التلاميذ .
4- البحث الإجرائي الشامل : وهو البحث الذي يقوم بالتنسيق بين عدة مدراس في نفس المنطقة ، ويتميز هذا البحث بشموليته ، حيث يشارك فيه عدد كبير من المعملين والتلاميذ .
وهكذا نرى أن للبحث الإجرائي مجالات متعددة ، كما أن له أنواع مختلفة ، وكل هذا من أجل تطوير مستوى التعليم والمعلم ، وإيجاد الحلول للمشكلات التي تعترض سير العملية التعليمية التعلمية.
7 - خطوات البحث الإجرائي :
ولتحقيق النتائج المرجوة كان لا بد لكل باحث في هذا المجال اتباع مجموعة من الخطوات العملية نعرضها وفق ما يلي:
+ تحديد المشكلة: تحديد وتعريف المشكلة البحثية وهي أصل المشكلة التي تعترض الطلاب والمعلمين والإداريين في واقع العمل والممارسة اليومية داخل الصفوف والمدارس وصياغتها بأكبر قدر من البساطة والوضوح بعدما يكون قد تأملها وربما ناقشها مع فريق العمل من جميع النواحي و طرح بعض التساؤلات.
+ الاستطلاع ومراجعة الدراسات السابقة: تكوين معرفة كافية حول الموضوع من خلال مراجعة بعض ما نشر حوله من بحوث ودراسات في الكتب والمجلات أو من خلال مواقع الانترنت ولكن في حدود ما يسمح به وقت الباحث ومحدودية الموضوع ، ويلخص بعض النقاط التي توصل إليها في مواقف مشابهة .
+ صياغة الفرضيات أو التساؤلات: في هذه المرحلة يعني أننا نعيد النظر في صياغتنا الأولية لإشكالية البحث بحيث نزيد في إيضاحها على ضوء نتائج الدراسات السابقة وبالتالي نعمل على استخلاص فرضيات أو على الأقل تساؤلات فرعية للبحث، وهذه الفرضيات في البحث الإجرائي ليست فرضيات لاستخلاص قوانين بل الفرضيات هنا هي بكل بساطة عبارات تنبؤية لما سيحصل عندما يقوم الباحث بإحداث إجراءات وتغيرات على الحالات وفي الموقف التعليمي وما يتخلله من ممارسات تربوية وهذه الفرضيات تساعد الباحث الإجرائي على بناء وتصميم وسائل وإجراءات لازمة للتأكد من ذلك التنبؤ.
+ تصميم خطة البحث وإجراءاته: لاشك أن إعداد التصميم البحثي (خطة البحث) من أهم الخطوات التي ينبغي أن يحرص عليها الباحث الإجرائي ذلك يتيح له جمع البيانات الدقيقة وتفسيرها خاصة إذا تضمن التصميم:
– وضوحا للأهداف.
– ضبط الإمكانيات.
– اختيار الطرق والوسائل المناسبة مثل منهجية دراسة الحالة أو الملاحظة المنظمة أو السجلات.
– ينبغي تضمين التصميم البحثي الإجراءات العلاجية الأولية.
+ تنفيذ خطة البحث وإنجاز إجراءات أولية:
ينبغي أن تتضمن الخطة الإجراءات العلاجية الأولية أو التدابير الأولية إجراءات وحلول مثل:
· إشراك الطلاب وأولياء أمورهم في المناقشة والنشاط .
· برامج التعزيز والدعم والتقوية وحصص الاستذكار الموجه والإرشاد النفسي والتربوي وعرض الحالات على أطباء مختصين أو مرشدين أو موجهين اجتماعيين.
· برامج التوجيه المهني ومشاغل وورشات للعمل الفني واليدوي.
· إعادة ترتيب غرفة الدرس وإعادة توزيع الطلاب داخل الفصل الواحد أو بين الفصول وخلق مجموعات عمل وتوظيف التعليم التعاوني.
· ترتيب بعض المواقف التعليمية باعتماد الربط أو الدمج بين المقررات .
· توظيف الأنشطة اللاصفية (مجلة الحائط ، المسرح، الرحلات …..)
· إعادة النظر في الطرق والتقنيات المتبعة إدخال وسائل تعليمية جديدة ، توظيف الحاسوب والانترنت وتوظيف مركز مصادر التعلم .
وخلاصة القول يبقى البحث الإجرائي ذا أهمية كبيرة جدا اذ لابد أن يتعرف عليه كل من يشغل العملية التعليمة أو حتى من يواجه مشكلات كالمشكلات الادراية والتربويةـ، فهو بلا شك يساعد على حل المشكلة من خلال الخطوات التي سيقوم بإتباعها .
تعليقات
إرسال تعليق