القائمة الرئيسية

الصفحات

 كيف تدبر دخولا مدرسيا جيدا



يكتسي تدبير الدخول المدرسي أهمية قصوى في سيرورة العملية التربوية، وإنجاح مختلف المحطات التدبيرية طيلة الموسم الدراسي، لذا نجد أن المجتمع برمته يعبؤ للمساهمة في إنجاحه ومروره في أحسن الظروف ظمانا لانطلاق فعلي للدراسة في وقتها المحدد وتلافيا لكل تعثر.

جدير بالذكر أن تدبير الدخول المدرسي يتم التحضير له خلال إجراءات نهاية السنة الدراسية المنصرمة، وانطلاقا من استثمار مختلف التقارير الصادرة عن مجالس المؤسسة و التقرير النهائي لمجلس التدبير و كذا الاختلالات التي طالت تطبيق البرنامج السنوي للعمل التربوي للسنة المنصرمة , وباتباع مختلف الإجراءات الواردة في دليل الدخول المدرسي و مقرر وزير التربية الوطنية و التكوين المهني الخاص بالدخول المدرسي .

وعلى هذا الأساس سنقسم هذا التقرير عن تدبير الدخول المدرسي إلى محطتين أساسيتين :

*  المحطة الأولى : إجراءات نهاية السنة الدراسية .

*  المحطة الثانية : إجراءات بداية السنة الدراسية .

 

1-   إجرءات نهاية السنة الدراسية :

أ -  الخريطة المدرسية في شكلها النهائي :

بعد مجالس الأقسام الأخيرة التي تعقد في بداية شهر يوليوز، وبعد صدور نتائج الدورة الاستدراكية لامتحانات البكالوريا في نهايته ، تكون المؤسسة الثانوية التأهيلية قد صنفت تلاميذها إلى مجموعات : الحاصلين على البكالوريا والمنتقلين إلى المستويات الأعلى والمكررين والمفصولين.

وتتضح بالملموس معالم وأسس الدخول المدرسي المقبل وفي أواخر شهر يوليوز تأخذ الخريطة المدرسية شكلها النهائي . وفور توصل المؤسسات التعليمية بها تبتدئ مرحلة التوزيع التربوي وإنجاز جداول الحصص واستعمالات الزمن .

 

ب -  توزيع المهام وتشكيل الأقسام :

خلال نفس الفترة تتوصل الثانوية التأهيلية بملفات تلاميذ الجذوع المشتركة الموجهين إليها من المؤسسات الثانوية الإعدادية الروافد فيقوم السيد المدير بتوزيع المستويات على الحراس العامين مع مراعاة العدل والمساواة فيما يخص عدد التلاميذ و المستويات الإشهادية التي تعرف ضغطا أكبر في التدبير مقارنة مع باقي المستويات. ثم يتم تشكيل الأقسام وفق ضوابط تربوية واجتماعية محددة ) جمع الإخوة في نفس القسم ، توزيع التلاميذ المتميزين بالتساوي على الأقسام ، توزيع التلاميذ المشاغبين على أقسام مختلفة ليسهل ضبطهم .....( ،لتنصرف كل حراسة عامة بنصيبها من الملفات لتقوم بترتبها

وفق لوائح مسار.

 

ت -  جداول الحصص واستعمالات الزمن :

لجداول الحصص واستعمالات الزمن مكانة أساسية بين المهام المنوطة بالإدارة التربوية . فهي من جهة أهم عمل لا فقط في عملية الإعداد للدخول المدرسي والتي بدونها لا يمكن أن يتم هذا الدخول ، بل في عملية الإعداد للسنة الدراسية ككل . فعليها وعلى مدى إتقانها تتوقف إلى حد كبير حصيلة العمل التربوي خلال سنة بأكملها ذلك لأنها برمجة وتخطيط فعلي لأعمال كل العملية التربوية ، التلاميذ كطرف مستفيد ومنفعل والأساتذة كطرف فاعل والإدارة كطرف منسق ومؤطر لأعمال الطرفين .

وهي لذلك تتطلب جهدا كبيرا وصبرا في الإنجاز لأنها :

*  عبارة عن مجموعة من العمليات المتداخلة والمتوازنة .

*  تتطلب شروطا لا مناص من احترامها لضمان سير طبيعي للدراسة .

*  تتطلب جهدا كبيرا للتوفيق بين مختلف تلك العمليات لتوفير الشروط المطلوبة .

وللقيام بعملية الإنجاز على الوجه المطلوب لابد أن تنطلق من معطيات محددة تتقيد بضوابط ضرورية يمكن إجمالها في ما يلي :

·       جداول توزيع الفصول على الأساتذة : يعتمد رئيس المؤسسة في تهييئها على معطيات  الخريطة المدرسية وعلى مقاييس محددة واعتبارات خاصة في استثمار الإمكانيات البشرية المتوفرة باعتماد الكفاءة وحسن المردودية .

·       احترام الحصص التربوية المقرر تطبيقها .

·       مراعاة التعليمات والتوجيهات التربوية التي تتضمنها المذكرات الوزارية.

·       مراعاة إمكانيات المؤسسة من حيث القاعات والأجهزة التعليمية .

·       العدل والموضوعية في التوزيع والإسناد ، بحيث يراعى في تقنيات التوزيع: التلميذ  والأستاذ وخصوصيات المادة .

ولا ننسى أن جداول الحصص واستعمالات الزمن في صيغتها النهائية ترهن التلاميذ والأساتذة والمادة طوال سنة دراسية كاملة إذا لم تتصف بالعدل والإنصاف والموضوعية فإنها قد تؤدي إلى خلق البلبلة وعدم الاستقرار وردود أفعال نحن في غنى عنها لينكب الجميع على البذل والعطاء بعيدا عن التذمر وهدر المجهودات .

نموذج عملي لعمل جدول الحصص باستعمال برنامج fetهناك العديد من الاكراهات التي تواجه الناظر في انجاز جداول الحصص، خصوصا و أن القيود و الاشتراطات التي تعطيها لبرنام fet عادة ما تكون متداخلة ومتناقضة أحيانا . فيكون السيد الناظر أمام خيارات ليست دائما سليمة ولكنها توفيقية تسعى إلى تحقيق أكبر مدى من التوازن، لإرضاء أكبر عدد ممكن من رغبات الأساتذة، و ما تفرضه البنية البشرية للمؤسسة و التي تتغير باستمرار.كما أنه يكون تحت اكراهات كثيرة جدا نذكر على سبيل المثال لا الحصر انه من غير الممكن خلق حصص فارغة )ثقب في جداول حصص التلاميذ( تبقي التلاميذ خارج أسوار المؤسسة ، وفي الوقت نفسه لا يمكن منح الأستاذ)ة(حصة من ساعة واحدة ووحيدة ؟

وأحيانا تتناقض التوجيهات والمذكرات وتصادم بعضها بعضا فبينما تنص المذكرة 102 مثلا على جعل حصة اللغة الأجنبية الثانية مكونة من ساعة واحدة وتجنب جعلها في ساعتين متتابعتين بالثانوي التأهيلي تأتي المذكرة 142 - 07 الخاصة بالتقويم التربوي للمادة نفسها بإمكانية جعل حصة المراقبة المستمرة في الفرض الكتابي الاجمالي في ساعتين متتابعتين....؟؟!!وأعتقد أن الملاحظة نفسها تطبق على مادة الفلسفة .

ولعل الجميع يحس بمعاناة الناظر مطلع كل سنة دراسية مع مشكلة تعديل جداول الحصص ... و المجال هنا لا يتسع للتطرق لكل ما يعانيه طيلة السنة مع جداول الحصص.

عموما فعلى السيد الناظر أن يقوم انطلاقا من البنية المعدلة:

1-  بتحديد الحاجيات من الأطر التربوية حسب الجدول .

2 -  توزيع الفصول والحصص على الأساتذة في جدول

3 - استخدام برنام رقمي لمعالجة تدبير توزيع الحصص والتي من أشهرها  Asc Horaires وبرنام  Fet

و بهذا يتم انجاز جداول الحصص و استعمالات الزمن وفق أشكال و اختيارات متعددة يقترحها البرنامج.

 

ج -  توفير التجهيزات والسجلات والمطبوعات والوثائق المدرسية الضرورية :

بناء على الطاقة الإيوائية للمؤسسة فإن توفير التجهيزات المدرسية من سبورات وطاولات ومقاعد وكراسي ووسائل وأدوات تعليمية ورياضية وإصلاح ما يتطلب الإصلاح أو الترميم ... قبل الدخول المدرسي أمر واجب لضمان انطلاق سليم للدراسة واستقرارها طوال السنة الدراسية . كما أن توفير السجلات الخاصة بالتسيير الإداري والمالي والمادي ومختلف الوثائق المدرسية المرتبطة بالتلميذ من مطبوعات قوائم التلاميذ الجاهزة واستعمالات الزمن المنجزة ، والطباشير والممسحات ودفاتر النصوص وأوراق الغياب ..... كل ذلك يجب أن يكون جاهزا أو متوفرا مع بداية الموسم الدراسي الجديد.

إجراءات بداية السنة الدراسية

-1 توقيع محاضر الدخول للأطر الإدارية.

-2 اجتماع للأطر الإدارية : تدارس مختلف النقط التدبيرية للسنة الدراسية الحالية

-3 توقيع محاضر الدخول للأطر التربوية.

-4 اجتماع عام للإدارة التربوية مع الأطر التربوية.

5 - تسجيل و إعادة تسجيل التلاميذ :تحضير الوثائق الضرورية لهذه العملية .

6 - الدخول الفعلي للتلاميذ وبداية الدراسة  :

بناء على الفقرة ) ب( من الدعامة الثامنة من الميثاق الوطني للتربية والتكوين فإن بداية الدراسة الفعلية في التعليم الأولي والابتدائي والثانوي تتم يوم الأربعاء الثاني من شهر شتنبر ومعنى ذلك أن الدروس يجب أن تلقى بعده على التلاميذ داخل حجرات الدرس كل حسب استعماله الزمني ، لأن المقررات الدراسية موزعة على أيام السنة الدراسية الفعلية انطلاقا من هذا التاريخ الذي يعتبر عيدا للمدرسة إذ فيه ينبغي لرؤساء المؤسسات والمدرسين والأسر والمتعلمين وشركاء المدرسة من الأوساط الاقتصادية والإدارية والاجتماعية أن يعملوا على إنجاح الاحتفال به وإبراز معانيه.

7- دراسة ملفات إعادة التوجيه واعادة التمدرس عبر فتح باب التعبير عن رغبات إعادة التوجيه  .

8- استكمال بنيات المجالس والأندية من خلال إحداث أو تجديد أعضاء مجالس المؤسسة ومكاتب الجمعيات  والأندية التربوية .

9 - التتبع والتقويم :

إن جميع العناصر المعالجة فيما سبق تقتضي من العاملين بالمؤسسةكل حسب اختصاصاته أن يقوم بعمليات التتبع والتقويم لها طوال السنة الدراسية توقا نحو الأفضل وتحسينا لطرق الآداء وبلورتها نحو الإيجاب وذلك بغية الوقوف عند الثغرات التي قد تعترض سيرورة السنة الدراسية لتفاديها وترسيخ ما هو إيجابي للأخذ به واعتماده في السنة الدراسية الموالية وهو ما أشرنا إليه في مدخل هذا العرض .

 (بتصرف) موضوع مقتبس من الدليل العملي للادارة التربوية بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي

تعليقات

التنقل السريع