الأندية التربوية المدرسية :
أ ـ تعريف
الاندية التربوية :
النادي التربوي هو آلية فعالة
وعملية في تنشيط الحياة المدرسية، وذلك بتنظيم من المؤسسة التعليمية، وتحت إشراف
مباشر من طرف السادة الإداريين والاساتذة، حيث يتكون النادي من تشكيلة متنوعة
ومتجانسة من متعلمين ومتعلمات من مختلف المستويات الدراسية لكن توحدهم صفة الميل
وحب الأنشطة التي يشتغل عليها النادي، وذلك بانضمامهم تطوعا بل وأكثر من ذلك بإحساسهم
الشديد لمدى أهمية المشاركة والانخراط في هذه الأندية التي بإمكانها الاسهام وبشكل
فعال وملحوظ في تحسين وتطوير الحياة المدرسية على جميع الأصعدة ، وذلك في
إطار تربوي هادف وفي جو يسوده التآخي، الانتماء، العمر الجماعي، المشاركة وحب
الاخر، كل هذا يخلق من النادي التربوي فضاء للتبادل الايجابي للخبرات والنشاطات
التي يتم تنظيمها ضمن أنشطة الحياة المدرسية ، وذلك تبعا لأهداف ومقتضيات تربوية.
+ وفي تعريف آ خر ، الأندية التربوية هي أماكن
يجتمع فيها المهتمون (التلاميذ) لممارسة مجموعة من النشاطات سراء ثقافية أو فكرية
أو فنية وذلك لاستثمار الوقت الفارغ بطريقة فعالة وبالتالي مساهمة في تطوير
المعنيين بالأمر أي المنخرطين في هذ الأندية.
+ ولذلك ترتبط أنشطة الأندية التربوية بمفهوم
التفتح العقلي والوجداني والسلوكي، واكتشاف الميول والقدرات والمواهب، ولا
يقتصر الأمرر على ذلك بل يجب العمل في إطار هذ الأندية على رعايتها، تهذيبها
وتنميتها.
+ وتعتبر أنشطة هذ النوادي مفتوحة ينجزها التلاميذ
والتلميذات بتوجيه ومساعدة من أطر المؤسسة، وكذلك هي أنشطة تتفاعل مع المواد
والمقررات الدراسية دون التقيد بها، وإنها تنفتح على مختلف مظاهر الحياة لتستجيب
كما سبق الذكر لميولات و اهتمامات التلاميذ والرقي بها.
+ النادي التربوي فضاء لتبادل وتعميق الخبرات والتعلمات
وربطها بالواقع المحلي، يتوارى في مجاله ذاك المتعلم المتقبل للمعلومات بشكل سلبي،
ليحل محله المتعلم المشارك والمبادر. فالأندية التربوية إذن مجال وفضاء تربوي يتيح
للمتعلم هامشا من الحرية قصد شروط الابداع والابتكار في موضوع اهتماماته، كما أنه
فرصة زمنية ومكانية لتكييف الأنشطة المفعلة للحياة المدرسية مع مكونات الواقع
المحلي والاقليمي بكل أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية...
ب ـ أنواع الاندية التربوية وأهدافها :
1 ـ النادي التكنولوجي :
ü توعية أعضاء النادي بأهمية التكنولوجيا الحديثة في
التعلّم و كيفيّة الاستفادة منها.
ü تشجيع المتعلمين على تطبيق التكنولوجيا الحديثة في
التعليم من خلال تنفيذ مشاريع و أنشطة.
ü العمل على تقوية التواصل بين المدرس و المتعلم من جهة و
بين المتعلمين في ما بينهم من جهة أخرى.
ü تطوير قدرات المتعلمين في مجالات عديدة و مختلفة و تنمية
مواهبهم.
ü التنسيق بين باقي أندية المؤسسة.
2 ـ نادي التربية البيئية والتنمية
المستدامة :
ü بناء وسط بيئي و صحي يعطي رونقا وجمالا للمؤسسة.
ü تكوين فرق من التلاميذ داخل المؤسسة للقيام بالتوعية
البيئية.
ü اتخاذ مواقف مسؤولة تجاه المشاكل البيئية .
ü اكتساب سلوكات وقائية تجاه البيئة ونشرها بين صفوف
المتعلمين.
ü الاهتمام بالبيئة السليمة ودعم أوراشها.
ü تصحيح بعض السلوكات الخاطئة في استعمال المصادر الطاقية
والمائية بالمؤسسة التربوية مساهمة في التنمية المستدامة .
ü تنمية المعارف والمدارك لدى المتعلمين.
ü تعلم العمل الجماعي احترام الراي الآخر وقبول الاختلاف.
ü اقامة نشاطات بيئية بشراكة مع جمعيات محلية.
3 ـ النادي الرياضي :
ü نشر الوعي الرياضي الموجه الداعي إلى ممارسة الرياضة
لكسب اللياقة البدنية والنشاط الدائم وتقوية الجسم.
ü غرس وترسيخ المفاهيم الصحيحة للتربية البدنية والنشاط
الرياضي ومنها العمل بمفهوم روح الفريق الواحد وإدراك البُعد التربوي الصحيح
للمنافسات الرياضية.
ü تنمية الاتجاهات الاجتماعية السليمة والسلوك القويم عن
طريق بعض المواقف في الألعاب الجماعية والفردية وإكسابهم الثـقة بالنفس وتنمية
الروح الرياضية.
ü المساهمة في التخلُّص من التوتـر النفسي وتفريغ الانفعالات
واستنفاذ الطاقة الزائدة وإشباع الحاجات النفسية والتكيف الاجتماعي وتحقيق الذات ،
وتقدير أهمية استثمار وقت الفراغ ببعض النشاطات الرياضية المفيدة.
ü رفع مستوى الكفاءة البدنية للمتعلمين عن طريق إعطائهم
ُجرعات مناسبة من التمرينات التي تُن ِّّمي الجسم وتحافظ على القوام السليم.
ü إكساب المتعلمين المهارات والقُدرات الحركية التي تستند
إلى القواعد الرياضية وال ِّصحيِّة لبناء الجسم السليم حتى يُؤِّدي واجباته في
خدمة مجتمعه بقوة وثبات.
ü العناية والاهتمام بالمتعلمين الموهوبين في الألعاب
الرياضية المختلفة والعمل على الارتقاء بمستوياتهم الفنية والمهارية.
4 ـ نادي الصحة المدرسية والأمن
الإنساني :
ü تكوين خلية للتوعية الصحية داخل المؤسسة و العمل على
تنشئة جيل واع ، يؤثر في محيطه ، ويكون فعالا .
ü تعميم الثقافة الصحية بين مختلف شرائح المتعلمين و تصحيح
بعض المفاهيم الناتجة عن سوء الاطلاع في الميدان الصحي.
ü مواكبة الأحداث بمنهجية وقائية.
ü إذكاء روح المبادرة والتعاون و التطوعية لدى المتعلم.
ü الحد من الأخطار المترتبة عن التهور أو الاهمال.
ü تجديد رؤية التلميذ إلى مفهوم الصحة.
ü انفتاح التلميذ على محيطه.
ü التربية عن طريق الأقران.
ü إنشاء شراكات مع جمعيات ، فعاليات من المجتمع المدني
سواء محلية كانت, وطنية أو دولية.
5 ـ نادي المواطنة وحقوق الانسان :
ü التعامل مع قضايا الوطن بقيم الايجابية والمسؤولية في
كامل الثقة بالنفس.
ü احترام مقدسات الوطن.
ü الاندماج مع الجماعة بروح من التضامن والاخاء.
ü التحلي بالسلوك الديمقراطي وقبول التعدد.
ü حب العمل والتفاني فيه أمال في رفع مرد ودية المجتمع
وإنتاجيته الاقتصادية والثقافية.
ü التحسيس بالحقوق في أفق ممارستها.
ü العمل على جعل المتعلم مواطنا نشيطا في مجتمع ديمقراطي.
ü إكساب المفاهيم الأساسية في مجالي المواطنة وحقوق
الانسان.
ü الوقوف عند الحقوق التي تصون الكرامة والحرية وفق
التشريعات والمواثيق الدينية والوطنية والدولية.
ü التدرب على كيفية الدفاع عن الحقوق الدستورية، و التعرف
على المؤسسات التي يمكن اللجوء اليها في حالة خرق حق من حقوقه و حقوق غيره.
ü الوعي بالعلاقات بين معرفة و تطبيق الحقوق والواجبات.
ü التعرف على بعض المؤسسات المحلية والجهوية والدولية ذات
الاهتمام بالمواطنة وحقوق الانسان .
ü التدرب على ممارسة المواطنة المسئولة في إطار احترام
مبدأ "الكل مسؤول"
ü ممارسة المسؤولية في الحفاظ على المرافق وتخليق الحياة
العامة.
ü ترسيخ قيم التعايش و التسامح و احترام الرأي الآخر.
6 ـ النادي العلمي :
ü اكتشاف روح الموهبة لدى المتعلمين وميولهم العملية
والعمل على تنميتها وإذكاء روح المبادرة والابتكار.
ü نشر الوعي والثقافة العملية بين المتعلمين.
ü تنمية مهارات اليدوية على الأسس العملية المنظمة وصقلها
من طريق التجربة والخطأ.
ü تنمية القدرات العقلية لدى المتعلمين وتدريبهم على خطوات
التفكير العلمي السليم.
ü خلق جيل قادر على الابداع العلمي في المجالات الحياتية
المختلفة.
ü البحث عن كل جديد في العلوم التطبيقية المختلفة.
ü تشجيع المتعلمين على الاكتشافات العلمية في مجالات
العلوم المختلفة.
ü إقامة المعارض المحلية و المشاركة في المعارض الخارجية.
ü المساهمة في حل المشكلات الحياتية ومن خلال الاختراعات و
الاكتشافات التي يقدمها الأعضاء.
ü المشاركة في المسابقات التنافسية الشريفة بين المتعلمين
على مستوى المحلي و الاقليمي و الدولي.
ü العمل على ربط الأنشطة التربوية و ترسيخها في خدمه
المنهج الدراسي المدرسي من خلال أنشطة الأندية العلمية.
7 ـ النادي الفني والثقافي :
ü القدرة على تحقيق الذات و دعم المبادرة الفردية و
التربية على العمل الجماعي.
ü استثمار المكتسبات التعلمية، وتكييفها في وضعيات جديدة.
ü الانفتاح على المحيط السوسيو ثقافي.
ü وضع الانسان في إطاره البيئي.
ü توظيف الجسد وسيلة للتعبير، والتواصل (التمثيل، الرقص).
ü قبول الآخر، واحترام رأيه.
ü بناء المشروعات الشخصية للتلاميذ، وتتبعها.
ü الاسهام في خلق مكتبة نوعية (المكتبة المهنية، المكتبة
الحقوقية المكتبة البيئية ).
ü تقوية الشعور بالانتماء و تبادل الآراء والأفكار
والتفاعل مع الآخر.
ج ـ أهمية الأندية التربوية :
للأندية التربوية أهمية كبيرة بالنسبة للتلاميذ والطلاب
في العديد من الجوانب، اذ انها تشكل قيمة إضافية لتجربتهم التعليمية ، هذا
بالإضافة الى الدور الكبير الذي يتعلق بالجانب النفسي ، وهذه بعض
الجوانب التي توضح أهمية الأندية التربوية بالنسبة للتلاميذ:
+ تطوير المهارات الشخصية : ذلك أن الأندية التربوية
تساعد في تنمية مجموعة متنوعة من المهارات الشخصية مثل التواصل، والتفكير النقدي،
وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، وإدارة الوقت ، و هذه المهارات تكون مفيدة في
الحياة اليومية وأثناء مسار التعليم والمهني.
+ تنمية الاهتمامات والاستعدادات المستقبلية : فالأندية
التربوية تمكن المتعلمين من اكتشاف اهتماماتهم واستعداداتهم المستقبلية ؛ حيث يجد المتعلمون
أنفسهم في مجالات جديدة تناسب مهاراتهم واهتماماتهم وتحفيزهم لاختيار مسارات
تعليمية أو مهنية مستقبلية.
+ تعزيز الاندماج الاجتماعي : تساعد الأندية التربوية في
بناء علاقات اجتماعية إيجابية بين المتعلمين، كما يمكن للأندية أن تكون منصة
للتعرف على أصدقاء جدد ومشاركة الاهتمامات المشتركة، مما يساعد على تعزيز الاندماج
الاجتماعي والشعور بالانتماء إلى المجتمع المدرسي.
+ تحسين الأداء الأكاديمي : هناك العديد من الأبحاث
تالتي شير إلى أن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتعليمية خارج الصف الدراسي،
مثل الأندية التربوية، يمكن أن تؤثر إيجابياً على الأداء الأكاديمي للمتعلمين ،
فهي تساعد في تحفيز الطلاب وزيادة انخراطهم في العمل الدراسي.
+ تعزيز التعلم العملي : تقدم الأندية التربوية فرصة
للتعلم العملي وتطبيق المعرفة في سياقات عملية ، وهذا يمكن أن يكون أكثر فائدة
لبعض الطلاب الذين يتعلمون بشكل أفضل من خلال التجارب العملية.
+ تعزيز التفرغ الإيجابي: تساعد الأندية التربوية في
توجيه وقت الفراغ للطلاب بشكل إيجابي، مما يقلل من فرص الانخراط في أنشطة غير صحية
أو غير مناسبة.
هذا بالإضافة إلى ذلك، تلعب الأندية التربوية دورًا هامًا
في تعزيز الثقافة والقيم الاجتماعية بين الطلاب وتساهم في تطوير شخصيتهم وتحسين
جودة تجربتهم التعليمية.