عناصر الموضوع :
مقدمة
I. ضوابط الحياة المدرسية و مرتكزاتها:
§ النظام الداخلي للمؤسسة
§ الحقوق و الواجبات في الحياة المدرسية
§ ميثاق الفصل الدراسي
II. فضاءات الحياة المدرسية
§ تعريف الفضاء المدرسي
§ أنواع الفضاء المدرسي
§ الفضاء في المؤسسة التعليمية المغربية
§ كيفية تفعيل الفضاء المدرسي
III. الإيقاعات المدرسية
§ تعريفها وأطرها المرجعية التنظيمية
§ الإيقاعات المدرسية ضمن المنظومة التربوية
§ الإيقاعات المدرسية بين المجتمع والطفل
§ من أجل ايقاعات مدرسية متناغمة
مقدمة
الحياة المدرسية هي الحياة الاعتيادية اليومية للمتعلمين و المتعلمات، التي
يعيشونها داخل الفضاءات المدرسية وفق نسق منظم، و هي بيئة منظمة تحكمها ضوابط
إدارية و تربوية. و تتشكل هذه الحياة من مجموع العوامل الزمنية و المكانية و
التنظيمية و العلائقية و التواصلية و الثقافية و التنشيطية.
و لابد للحياة المدرسية من دعامات و مرتكزات و متدخلين و فضاءات و مرافق، و كذا مناهج و برامج و أنشطة متنوعة و إيقاعات منظمة.
فماهي ضوابطها ومرتكزاتها ؟ و و كيف يتم تنظيم فضاءاتها و تدبير ايقاعاتها؟
I ـ ضوابط الحياة المدرسية و مرتكزاتها:
تتطلب الحياة المدرسية، باعتبارها حياة جماعية مشتركة بين مجموعة من
المتدخلين، النظام والانضباط وفق قوانين جماعية تقوم على ثقافة الحقوق والواجبات
والمسؤوليات، في إطار تعاقدي واضح يتجسد على مستوى المؤسسة التعليمية في نظامها
الداخلي، ويتجسد أيضا في علاقات شفافة وواضحة ومتفق حولها بين المدرس والمتعلمين،
وكذلك بين مختلف الفاعلين والشركاء المنخرطين في الحياة المدرسية عندما لا يشملها
النظام الداخلي للمؤسسة نظرا لخصوصيتها.
1ـ النطام الداخلي للمؤسسة
أداة للتنظيم اليومي لمختلف العلاقات بين كل المتدخلين وبين فضاءات المؤسسة،
وينبني على عدة مبادئ منها:
v ثقافة التشارك في الصياغة والتنزيل،
v مبادئ المواطنة والديمقراطية واحترام القانون،
v ثقافة الحقوق والواجبات وتحديد المسؤوليات،
v شموليته لمختلف قضايا الحياة المدرسية،
v انسجامه مع المبادئ العامة للتربية وحقوق الإنسان،
v صياغة قانونية واضحة وبسيطة،
v مراعاة خصوصية المؤسسة المعنية،
v تضمينه للحقوق والواجبات ونظام جزاءات واضح.
وفي حالة وجود اقسام داخلية ، فانه
بالإضافة إلى المبادئ أعلاه، يفترض أن يشمل القانون الداخلي إطارا تعاقديا خاصا
بالتلاميذ والموظفين العاملين بالقسم الداخلي، ويشمل أيضا:
Ò الجانب التربوي والخلقي: السلوك في قاعة المطالعة، وفي قاعة الأكل،
وفي المراقد، وفي وقت الاستراحة وأوقات الفراغ،
Ò الجانب الصحي : التغذية،
والنظافة، و الاستحمام، والمصحة والإسعافات الطبية....
Ò الجانب الإداري: كل ما يهم الإقامة وضبط نظام الدخول
والخروج والزيارات،
Ò انتخاب ممثلين عن التلاميذ الداخليين وتشجيعهم على خلق
أندية.
2ـ الحقوق والواجبات في الحياة المدرسية
+ حقوق المتعلم ، وتتمثل في :
♦الحق في التعلم واكتساب القيم والمعارف والمهارات التي تؤهله للاندماج في
الحياة العملية كلما استوفى الشروط والكفايات المطلوبة.
♦ تمكينه من إبراز التميز كلما أهلته قدراته واجتهاداته.
♦ تمتيعه بالحقوق المصرح بها للطفل والمرأة والإنسان بوجه عام كما تنص على
ذلك المعاهدات والاتفاقات والمواثيق الدولية
المصادق عليها من طرف المملكة المغربية.
♦ تمتيعه بالمساواة وتكافؤ الفرص ذكرا كان أو أنثى طبقا لما يكفله دستور
المملكة.
♦ الاهتمام بمصالحه ومعالجة قضاياه التربوية والمساهمة في إيجاد الحلول
الممكنة لها.
♦ إشراكه بصفة فعالة في تدبير شؤون مؤسسته عبر ممثليه من التلاميذ.
♦ تمكينه من المعلومات والوثائق المرتبطة بحياته المدرسة و الإدارية وفق
التشريعات المدرسية.
♦ جعل الإمكانات والوسائل المادية المتوفرة بالمؤسسة في خدمته في إطار
القوانين التنظيمية المعمول بها.
♦ فسح المجال لانخراطه في جمعيات وأندية المؤسسة ومجالسها كي يشارك ويساهم في
تفعيلها.
♦ حمايته من كل أشكال الامتهان والمعاملة السيئة والعنف المادي والمعنوي
+ واجبات المتعلم ، وتنحصر في :
♦الاجتهاد والتحصيل وأداء الواجبات الدراسية على أحسن وجه.
♦ اجتياز الامتحانات والاختبارات وفروض المراقبة المستمرة بانضباط وجدية
ونزاهة مما يمكن من التنافس الشريف.
♦ المواظبة والانضباط لمواقيت الدراسة وقواعدها ونظمها.
♦ إحضار جميع الكتب والأدوات واللوازم المدرسية التي تتطلبها الدروس بدون
استثناء وتمييز.
♦ الإسهام في التنشيط الفردي والجماعي داخل الفصل وفي الأنشطة المندمجة
والداعمة.
♦ المساهمة الفعالة في تنشيط المؤسسة وإشعاعها الثقافي والتعليمي والعمل على
حسن نظافتها حفاظا على رونقها ومظهرها.
♦ العناية بالتجهيزات و المعدات والمراجع والكتب والمحافظة على كل ممتلكات
المؤسسة.
♦ العمل على ترسيخ روح التعاون البناء وإبعاد كل ما يعرقل صفو الدراسة وسيرها
الطبيعي.
♦ الابتعاد عن كل مظاهر العنف أو الفوضى المخلة بالنظام الداخلي العام
للمؤسسة.
♦ معالجة المشاكل والقضايا المطروحة بالاحتكام إلى مبدأ الحوار البناء
والتسامح.الامتثال للضوابط الإدارية والتربوية والقانونية المعمول بها، واحترام
جميع العاملين بالمؤسسة والوافدين عليها.
+ المسؤوليات : وتتمثل في :
ـ مسؤولية الإدارة
ـ مسؤولية المتعلمين
ـ مسؤولية المدرسين
ـ مسؤولية الإباء
ـ مسؤولية الشركاء
+ المحظورات :
Ò منع السلوكات اللاتربوية: -التدخين –ترويج المخدرات –استعمال الهاتف –حمل
الادوات الحادة –ادخال الحيوانات و السيارات الى المؤسسة ...
Ò عدم حرمان احد التلاميذ من الدروس (احالته على الادارة مع تقرير)...
Ò يمنع استغلال فضاءات المؤسسة للسكن أو اقامة سكنيات عشوائية
3 ـ ميثاق الفصل المدرسي :
Ò هو تعاقد بين المتعلمين فيما بينهم وبين المدرس يهدف الى تحسين جودة التعلم
والارتقاء بفضاء القسم...وهذا نموذج لأحد مواثيق الفصل للاستئناس به:
مــيثــــاق الفــــصل الدراســـــي
لما كان الفصل هو المجال الذي يقضي فيه التلميذ
والأستاذ أطول فترة من يومه , ولما كانت غاية ما ينشده التلميذ والأستاذ هو
العلاقة المبنية على التقدير والاحترام , ولما كان الاعتراف بالحقوق المتبادلة
ينمي العلاقات الودية ويضمن سيرا مريحا للدراسة , ولما كان التلميذ والأستاذ قد
أكدا فــــــي لقائهما وضع ميثاق شرف الفصل الدراسي على إيمانهما بحقوق كل منهما
وعلى الوفاء التام لما تعهدا به من أجل تعزيز حياة فصلية قائمة على التعامل
الديمقراطي وعلى الانسجام بما يضمن عطاء فعالا , مثمرا إيجابيا , فإن التلميذ
والأستاذ قد تعهدا باحترام الاتفاقيات المتعاقد حولها وعلى اتخاذ جميع التدابير
الممكنة من أجل توطينها داخل الممارسة الفصلية.
حقوق وواجبات التلاميذ داخل الفصل الدراسي
المادة رقم 1: لكل مجموعة الفصل الحق في فضاء
للاشتغال مريح وجميل.
المادة رقم 2 : لكل فرد في الفصل الحق في علاقة
تبنى على احترام الكرامة.
المادة رقم 3 : لكل فرد في الفصل الحق في علاقة
تبنى على المساواة واحترام الاختلاف والتسامح.
المادة رقم 4 : لا يجوز لأي فرد في الفصل أن
ينشر ثقافة العنف واللا تسامح ترميزا أو تصريحا.
المادة رقم 5 : لا يتعرض أي فرد في الفصل
للإهانة أو المعاملات الحاطة من الكرامة.
المادة رقم 6 : لكل فرد في الفصل الحق في أن
يقدر مجهوده ويثمن عمله.
المادة رقم 7: لكل فرد في الفصل حق المشاركة في
بناء الدرس والأنشطة المرتبطة به.
المادة رقم 8 : لكل فرد في الفصل الحق في
التواصل وإبداء الرأي .
المادة رقم 9 : لكل فرد في الفصل الحق في أن
يكون مسؤولا على تدبير شؤون الفصل وعلى ضمان حسن سير العملية التعليمية به.
المادة رقم 10: لكل فرد في الفصل الحق في الحفاظ
على أدوات الاشتغال وتجهيزات قاعات الدرس والعناية بها.
المادة رقم 11: لكل فرد في الفصل الحق في أن
يتوفر له الهدوء أثناء الدرس.
المادة رقم 12 : لا يجوز لأي فرد استعمال أية
آلة ليس لها وظيفة في عمل الفصل أو مادة مضرة بالآخر.
المادة رقم 13 : لا يجوز لأي فرد أن لا يحترم
الوقت المحدد لدخوله وخروجه من الفصل.
المادة رقم 14 : لكل فرد في الفصل الحق في أن
يرد له الاعتبار إذا وقع في حقه الخطأ.
المادة رقم 15 : لكل فرد في الفصل الحق في
المعالجة العادلة للخطأ.
المادة رقم 16 : لكل فرد في الفصل الحق في
المساواة وتكافؤ الفرص.
المادة رقم 17 : لكل فرد داخل الفصل واجبات عليه
القيام بها) تحضير كافة الواجبات المنزلية دون تهاون أو نسيان(
المادة رقم 18 : لا يجوز لأي فرد في الفصل أن
يستهين بعمله أو أن لا يقوم بواجبه.
المادة رقم 19 : لا يجوز لأي فرد في الفصل
اللجوء إلى الغش أثناء تأدية الواجبات.
المادة رقم 20: يجوز لمجموعة الفصل أن تشكل لجنة
تسهر على احترام وتنفيذ مقتضيات هذا الميثاق.
المادة رقم 20:تلاميذ الفصل ملزمون بالاصطفاف
مثنى مثنى أمام قاعة الدرس فور سماع الجرس في انتظار قدوم الأستاذ وإدخالهم إلى
القاعة ،ويمنع منعا كليا على جميع التلاميذ دخول الفصل حالة غياب الأستاذ.
المادة رقم 21:لا يقبل أي تلميذ "ة"
تخلف"ت" عن الحضور في حصة سابقة أو تأخر"ت" لأكثر من خمس
دقائق إلا بعد إدلائه "ا"بإذن الدخول مسلّم من الإدارة ومؤشر عليه.
المادة رقم22 :يجب على كل تلميذ الالتزام
بالمقعد المخصص له أثناء كل حصة وطيلة السنة الدراسية.
المادة رقم 23:ينبغي على جميع التلاميذ ارتداء
الثياب الذي يراعي الحشمة والوقار .كما يمنع استعمال الهاتف المحمول ،وآلات
التسجيل .
المادة 24:يمنع منعا كليا على التلاميذ أكل
العلكة" المسكة" أو "الزريعة"أ والحلويات داخل الفصل الدراسي.
المادة 25:يعتبر التلاميذ معنيين بالمحافظة علة
تجهيزات القسم ،ويلتزمون بحسن استعمالها وحمايتها من الإتلاف ،ويتحمل المسؤول عن
الإتلاف تعويض ما تسبب فيه من تكسير لزجاج الفصل ، أو تمزيق لأحد الكتب المدرسية
أو الطاولة.
المادة 26:يمنع منعا كليا على كل تلميذ مغادرة
الفصل بدون إذن من الأستاذ.
المادة 27:من واجبات التلميذ اتجاه أصدقائه
التحلي بالتسامح والاحترام وإيثار الحوار في حالة نشوب خلاف ما والابتعاد عن كل
سلوك يتسم بالعنف أو كل ما من شأنه أن يتسبب في ضرر نفسي او بدني للغير.
المادة 28:ينبغي على كل تلميذ أن يشارك بفعالية
في بناء الدرس واحترام آراء زملائه مهما كانت.
المادة 29:يتم مسح السبورة أثناء نهاية الحصة
الدراسية وذلك باتباع لائحة القسم وفق ترتيب كل تلميذ أو تلميذة.
المادة 30 ينبغي على جميع التلاميذ مراعاة نظافة
الفصل الدراسي ورمي النفايات أو القمامة في المكان المخصص لها.
المادة 31: لا يقبل الأستاذ الإجابات الجماعية
أو الإجابة والحديث دون إذن أو رفع لليد.
العقوبات والجزاءات المتعلقة بكل إخلال
بالمواد المسطرة في الميثاق
1ـ أول مخالفة لنظام الفصل الدراسي: تنبيه شفوي
يسجله الأستاذ في دفتره الخاص.
2ـ ثاني مخالفة للنظام :يتعهد التلميذ بالتزام
كتابي بعدم تكرار فعله .
3ـ ثالث مخالفة لنظام الفصل : تخصم نقطة من رصيد
التلميذ.
4ـ مسح السبورة عشر مرات متتالية .
5ـ حفظ القواعد
|| ـ فضاءات الحياة المدرسية
أ ـ تعريف الفضاء المدرسي:
فضاءات الحياة المدرسية هي تلك الفضاءات المختلفة التي تسخر لتنشئة المتعلم
تنشئة متكاملة تحيط بكل أبعاد ومستويات شخصيته. ويمكن اعتبار هذه الفضاءات بمثابة
علة أساسية من العلل الوجودية للحياة المدرسية؛ إذ لا يمكن أن نتصور، منطقيا، حياة
مدرسية في غياب الإطار المكاني الملائم الذي يحتضنها. وقد ميز دليل الحياة
المدرسية، انطلاقا من ثنائية الداخل والخارج، بين صنفين من هذه الفضاءات: الأول هو
فضاءات المؤسسة، والثاني هو الفضاءات الخارجية؛ كما حدد المرافق التي تندرج في كل
فضاء. وهي كما يلي:
ب ـ أنواع الفضاء المدرسي:
هناك نوعان من الفضاء المدرسي:
ـ فضاء داخلي: وهو الفضاء الذي يوجد في داخل المدرسة كالساحة
والقسم والمرافق الصحية والرياضية ومختلف القاعات المتخصصة والإدارة والمختبر…
وهو فضاء إما مغلق أو مفتوح . حيث المغلق هو مساحة مكانية مغلقة كالقسم أو مستودع
الألبسة الرياضية… والمفتوح هو مساحة مفتوحة وغير مغلقة كالساحة أو الملعب
الرياضي…
ـ فضاء خارجي: وهو خارج المدرسة. حيث يكون مغلقا أو
مفتوحا. فقاعة المحاضرات بدار الشباب مثلا: فضاء مدرسي خارجي مغلق إن أجرى فيه
التلاميذ مسابقة ثقافية. وأما الطبيعة، فمثلا حقل؛ هو فضاء مدرسي خارجي مفتوح إن
أجرى فيه التلاميذ دراسة عينية على بعض النباتات.
ج ـ كيفية تفعيل الفضاء المدرسي :
يجب تفعيل الفضاء المدرسي حتى يؤدي دوره الموكول له في بناء الفعل التعليمي أو
في دعمه وتعزيزه، وحتى يفعل لابد من وجود شرطين متلازمين هما:
ـ الشرط الأول شرط ذاتي في الشخص التربوي، يستلزم منه القناعة التامة
والكاملة بأهمية ودور الفضاء في إنجاح الفعل التعليم أوفي دعمه.
ـ الشرط الثاني شرط خارجي، بما يفيد ثقافة التكامل الخارجي للمصلحة
العامة بين جميع الفاعلين التربويين والمتدخلين في الفضاء المدرسي
وهما شرطان لازمان لا يستقيم تفعيل الفضاء المدرسي دون قناعة الإدارة التربوية
أو هيئة التدريس بأهميته، ودوره الأساسي في بناء الفعل التعليمي.
وليس هذا كل شيء بل نذهب إلى إشراك الجهات الخارجية في العون على
العناية به، ودفعهم إلى المساهمة في المحافظة عليه. فمثلا توعية ساكني محيط
المدرسة بأن المدرسة هي ملكهم قبل أن تكون مرفقا عاما خدماتيا.
وعن تفعيل الفضاء المدرسي الخارجي فإن الرحلات والزيارات للمتاحف مثلا
أو للمعارض الفنية أو للمصالح الخارجية للمؤسسات العمومية أو شبه العمومية أو
الخاصة كفيل بتفعيل هذا الفضاء.
||| ـ الايقاعات المدرسية :
1. تعريف الإيقاعات المدرسية :
يشير مفهوم الإيقاعات المدرسية إلى تنظيم وتدبير الحصص اليومية والأسبوعية
والسنوية لأنشطة المتعلم الفكرية والمهارية والعلائقية، بحيث يراعي هذا التنظيم
الصحة النفسية والجسمية للتلميذ، والأوقات المناسبة لتعلم كل واحدة من هذه
الكفايات والقدرات.
وقد عرفها فرانسوا تيستو بأنها " عملية التناوب بين لحظات الراحة لدى
التلميذ والأنشطة التي تفرضها المدرسة في ارتباط بالمتغيرات البيولوجية
والفيزيولوجية والنفسية الخاصة بالطفل في مرحلة التمدرس"
+ الإيقاعات المدرسية من منظور الميثاق الوطني للتربية والتكوين :
نظرا لأهمية عنصر الزمن في تحقيق التجديد التربوي والرفع من الجودة فقد أكد
الميثاق الوطني للتربية والتكوين على أهمية تدبير الزمن كإحدى دعامات التحديث
والتغيير، وشكلا من أشكال الرفع من المردودية .فاستعمال الزمن واستثماره في تدبير
المكان والمادة الدراسية والموارد البشرية ضمن وحدات زمنية يتمثل أحد أسس تحسين
جودة التعليم. ورغم أن الميثاق يحدد الغلاف الزمني السنوي فإنه يترك في الآن نفسه
حرية التصرف للفاعلين الجهويين والمحليين حسب الظروف. وفي غياب تفعيل واقعي
للامركزية يظل هذا التصور ممركزا.
+ بعض الأطر المرجعية والتنظيمية لأجرأة الإيقاعات المدرسية:
تنص التشريعات الإدارية و التربوية على حسن تدبير الزمن واستغلال الحصص
المدرسية بشكل هادف ومعقلن تجنبا للضياع والهدر. وفي هذا الصدد برز اهتمام الوزارة
الوصية في الآونة الأخيرة بالزمن المدرسي عبر:
- البرنامج الاستعجالي في المجال 3 المشروع 12.
-المذكرة 122 بتاريخ 31 غشت سنة 2009 المتعلقة بتدبير الزمن المدرسي
بالسلك الابتدائي
-المذكرة106بتاريخ07اكتوبر2005 المتعلقة بتدبير الفترة الفاصلة بين الحصص
الدراسية
-المذكرة10بتاريخ06فبراير2008المتعلقة باحترام الزمن المدرسي
-المذكرة 154بتاريخ06شتنبر2010 المتعلقة بتأمين الزمن المدرسي وزمن
التعلم
2- الإيقاعات المدرسية ضمن المنظومة التربوية :
أ - الإيقاعات المدرسية وتدبير الزمن
Ò يعتبر استعمال الزمن الأداة الرئيسة التي تضبط الإيقاع المدرسي على مستوى
اليوم والأسبوع والسنة الدراسية، فعلى أساس ملء فضاءاته يبنى تقسيم العمل التربوي.
Ò فالوحدة الأساسية في هذا التقسيم تبقى هي اليوم الدراسي ،فإذا وضع نظامه
بناء على علوم الوتائر النفسية والحيوية للطفل والمراهق فإن الوحدات الكبرى (
الأسبوع - الأسدوس والسنة الدراسية ) تنجح.
ب ـ برمجة التعلمات:
Ò يشكل موضوع الزمن والمدرسة جهازا مفاهيميا ناتجا عن تطور في التصورات
والمقاربات التي تعنى بمفهوم الزمن المدرسي الذي يمكن تقسيمه إلى :
أ- استعمال الزمن : وهو الأداة التنظيمية لمجموع أنشطة
الحياة المدرسية والمساهمين فيها ،حيث تقدم المواد لدراسية على شكل جرعات مدروسة.
ومن مكوناته: إيقاع مدرسي - مادة دراسية - مدرس - متعلم - وفضاء.
ب- التوزيع السنوي : وهو عبارة عن توليف بين وحدة الزمن
والوحدات المعرفية المراد تدريسها. و يختلف حسب الوحدات الزمنية ليكون سنويا أو
دوريا أو شهريا أو أسبوعيا او حسب الوحدات الدراسية.
ج- الحصة او المقطع : قد تكون الحصة بين
20 و 60 دقيقة أما المقطعséquence فيتكون من عدة وضعيات
تعلمية متداخلة تحقق أهدافا تعليمية محددة.
د- العطل المدرسية : وتمثل جزءا من نظام الحياة
المدرسية، حيث تعد وحدات زمنية يحصل فيها الإسباتhibernation لتتيح
التجديد النفسي و البيولوجي. هذا ويعرف الإيقاع المدرسي لحظات ارتفاع /قوة ،
ولحظات ارتخاء/انخفاض (دراسة / العطلة) يؤدي إلى تنفس ، أما إذا وقع خلل في
الإيقاع المدرسي فالنتيجة حصول إجهاد وتعب أو فتور وكسل وهو مؤشر سلبي.
ج ـ تدبير التعلمات :
Ò تحيل الكفايات في مجال التربية والتعليم إلى مفهوم التدبير الجيد والاستعمال
الأمثل للموارد والإمكانات لتحقيق المهام المطروحة. وهذا يحيل إلى تدبير الجهد
والزمان والمكان.
Ò أ - تدبير الجهد : يقصد بالجهد هو تسخير القوى الفيزيائية
والفكرية للتغلب على مقاومة ما، وتخطي صعوبة من أجل بلوغ هدف.
Ò ب - تدبير الزمن والمكان : يحتاج كل عمل لمكان وزمان
يؤطرانه ويحتضنانه . يتجسد المكان في الأطر المدرسي من خلال المحيط المدرسي ،
وأحيانا خارجه ، والزمان في الوقت المحدد للدراسة. و ينشطر الزمان إلى فعلي ، وهو
المحدد مسبقا من طرف السلطة المختصة ( الوزارة، الأكاديمية ، النيابة، الإدارة )
او المدرس، وهو خارج عن المتعلم. ويحتاج المتعلم بدوره إلى زمن ضروري لتعلمه غالبا
ما يكون مخالفا للزمن الفعلي. وتقتضي المقاربة الأفيد خلق توافق بين الزمنين
الفعلي والضروري، وبذلك يتحقق التدبير للزمان. أما المكان فيجب استغلال مكوناته
استغلالا جيدا يتيح للمتعلم الحصول على تعلم جيد.
3 ـ الإيقاعات المدرسية بين المجتمع والطفل :
أ- إيقاع المدرسة وإيقاع المجتمع :
§ إن وظيفة المدرسة بقيت دائما كامنة في جسم المجتمع. فإلى أي حد يمكن عقد تصالح
بينهما؟
§ بعد العطلة الصيفية يتم الحديث عن الدخول المدرسي، وتم توسيع هذا المفهوم إلى
دخول اجتماعي ودخول سياسي ودخول ثقافي... إذن فهو ليس أمرا اعتباطيا، بل هو ظاهرة
تهم شرائح كبيرة من المجتمع الذي تعتبر الأسرة نواته الأساسية. ويمتد هذا التأثير
إلى خارجها من قبيل إعادة توزيع اقتصاد المدينة بإعادة النظر في الأنشطة الاقتصادية
والاجتماعية في علاقتها بالزمن.
ب- أساسيات بيولوجية وسيكولوجية في الإيقاعات المدرسية :
Ò إذا كانت الإيقاعات المدرسية تخضع لإكراهات من خارج المدرسة فمن الضروري وضع
استعمالات زمن بناء على عوامل داخلها وانطلاقا من خصوصيات الفئات العمرية
المتواجدة بها.
Ò وفي هذا الصدد يشير السيد العربي بلفقيه إلى كون العقل يتضمن المواقيت
والإيقاعات الفطرية التي تتحكم في النوم واليقظة . وأن الساعة لدى الطفل تكون في
طور النمو بينما عند البالغين تكون قد اكتملت وحصلت على الانسجام وقطعت مشوارها.
ج- علاقة الإيقاعات المدرسية بالتعب:
Ò التعب مؤشر خطير على أن الأمور تسير في الاتجاه غير الصحيح ، فهو لا يعني
انقطاعا عن مسايرة النشاط فقط بل يدل كذلك عن وجود خلل في الوظائف العصبية
والفيزيولوجية، فحالة التعب تجهز على الكفايات الخمس الأساسية التي يجب توفرها
للقيام بأي نشاط تعليمي وهي:
Ò الكفاية البصرية
Ò كفاية التفاعل
Ò كفاية الانضمام للمجموعات
Ò كفاية الحركات الموجهة
Ò كفاية التقليد
Ò وبدون هذه الكفايات يكون المتعلم في حكم الحاضر الغائب ، فلحظة التعلم تكمن
بين لحظة الراحة ولحظة بداية التعب، والتقاط هذه اللحظة الحاسمة هي مهمة تخص أصحاب
القرار في مجال تدبير الزمن المدرسي، فتقرير شبكة للعطل وبناء استعمال الزمن .
Ò ومن بين العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالتعب والإرهاق نذكر:
Ò حشو الذاكرة وتضخيم هاجس التقويم والتكرار وبالتالي قتل كل مبادرة لحب
الاستطلاع والرغبة الفطرية في طرح السؤال.
Ò غموض التوجيهات وأهدافها داخل الفصل بعكس العمل المتعاقد حولها.
Ò إقرار مناهج ومقررات دون مراعاة حاجات التلاميذ وإمكاناتهم وقدراتهم
واهتماماتهم وميولاتهم
د - استعمال الزمن والإيقاع المدرسي :
Ò الإيقاع الأسبوعي:
ـ لقد بينت الدراسات حول الزمن والإيقاع المدرسي أن تركيز وانتباه المتعلمين
يكون ضعيفا في اليوم الأول من الأسبوع- الاثنين - خصوصا الفترة الصباحية منه، وكذا
في النصف الاول من اليوم الموالي لراحة نتصف الأسبوع، وفي آخر يوم من الأسبوع
-السبت - مما يستلزم برمجة أنشطة ممتعة ومحفزة وتطبيقية في هذه الفترات كالتربية
الفنية والبدنية أو أنشطة مندمجة للدعم أو غير ذلك.
ـ وفي مجمل القول يجب علينا أن نراعي مايلي:
ـ يجب أن نجعل الدراسة تتركز في الفترة الصباحية أكثر من
الفترة المسائية وخاصة لدى المتعلمين الصغار السن.
ـ مراعاة التدرج من بداية الأسبوع إلى نهايته بشكل يتيح للمتعلم الاستعمال
الأمثل لإمكاناته الجسمية والذهنية.
ـ برمجة مادة التربية البدنية في نهاية الفترة الصباحية او
المسائية حتى تتاح للمتعمات و المتعلمين شروط النظافة والوسائل المناسبة لهذه
المادة؛ كما يمكن برمجتها في بداية الأسبوع او بداية الصباح حتى تساهم في تنشيط
المتعلم وتهيئته للحصص التي تتطلب تركيزا أكبر، شريطة عدم إرهاقه.
Ò الإيقاع اليومي:
ـ لقد أبرزت الدراسات أن الإيقاعات البيولوجية والنفسية للفرد ترتبط بمحطات
زمنية محددة من اليوم ، فالنشاط العقلي والجسمي يبدأ ضعيفا في الساعات الأولى من
الصباح ، ثم يتصاعد إلى أن يصل المنحنى ذروته ما بين الساعة الحادية العاشرة
والحادية عشر صباحا، فيتراجع بعدها ليصل إلى أدنى مستوى حوالي الساعة الواحدة و
النصف بعد الزوال، وحوالي الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال يستعيد الفرد نشاطه
نسبيا، خصوصا بالنسبة لكبار السن، دون أن يصل إلى المستوى المسجل في الفترة
الصباحية، وهذا يعني إجمالا ان القترة الصباحية أنسب للتعلم من الفترة المسائية،
مما يستلزم برمجة الأنشطة التي تتطلب تركيزا كبيرا في الفترة ما بين الساعة
التاسعة والثانية عشرة، وبرمجة الأنشطة الأخرى في باقي الفترات الصباحية أو فيما
بعد الزوال
ه ـ من أجل إيقاعات مدرسية متناغمة:
Ò يقتضي تدبير الإيقاعات المدرسية للمتعلم تفعيل دور المؤسسة التربوية بتمكينها
من هامش الحرية الذي يتيح التصرف في الأحياز الزمنية، حيث تحقق التفاعل الإيجابي
مع محيطها المباشر بمكوناته المختلفة، من أجل تحقيق تطوير الحياة المدرسية و الرفع
من جودة التعليم بمؤسساتنا التعليمية يجب الأخذ بعين الاعتبار مايلي:
Ò ملائمة الإيقاعات المدرسية للخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية
المحلية والجهوية ( الأسواق الأسبوعية، المواسم الفلاحية...).
Ò التنسيق مع المجلس التربوي في إعداد استعمالات زمن المتعلمات والمتعلمين مع
وضع مصلحة التعلم فوق كل اعتبار.
Ò احترام المميزات الجسمية والنفسية والفكرية والمعرفية للمتعلمين في كل مرحلة
مع مراعاة التدرج.
Ò برمجة الأنشطة الفصلية والمندمجة في الأوقات الملائمة من الناحيتين
البيداغوجية والعملية.
Ò بناء السنة الدراسية على أساس مشروع معين ومتفق عليه.
Ò مراعاة الظروف الملموسة لحياة السكان في بيئتهم الاجتماعية والاقتصادية
والثقافية.
Ò تنويع الأنشطة التعليمية بما يديم انتباه المتعلم.
Ò مراعاة فترة اليقظة لدى المتعلم.
Ò توفير الوقت والجهد اللذين يهدران في التنقلات المتكررة بدون جدوى.
Ò إتاحة الوقت الكافي للمتعلمين حتى يتمكنوا من إنجاز الفروض والأشغال الشخصية.
Ò توعية الآباء والأولياء بأهمية الانسجام بين زمن المتعلم داخل أسرته والزمن
المدرسي.
خاتمة
إن تنظبم فضاءات الحياة المدرسية وتدبير الايقاعات المدرسية وتطبيق البرامج
وفق خطة محكمة تسمح وتمكن من هامش للحرية في تدبير الزمن المدرسي وزمن التعلم لكي
يتحقق ذلك التفاعل والتناغم الايجابي بين المؤسسة التعليمية ومحيطها المباشر بجميع
مكوناتها وبالخصوص هيئات المجتمع المدني لما لها من دور وازن في النهوض بمجال
التربية والتكوين باعتباره مشروعا مجتمعيا، مع مراعاة الجانب المهم المتمثل
في الشفافية والديمقراطية
لائحة المراجع :
Ò الدعامة8-المادة105الميثاق الوطني لتربية والتكوين.
Ò المادة 6 من القسم الأول (الغايات الكبرى).الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
Ò دليل الحياة المدرسيةص87 وزارة التربية الوطنية2008
Ò المجال 3المشروع 12من البرنامج الاستعجالي.
Ò المذكرة122بتاريخ31غشت2009المتعلقة بتدبير الزمن المدرسي بالسلك الابتدائي.
Ò المذكرة154بتاريخ06شتنبر 2010المتعلقة بتأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم.
Ò المذكرة88بتاريخ10يوليوز2003المتعلقةباستغلال فضاءات المؤسسات التعليمية.
Ò عبد الرحمان التومي: الجودة و رهانات التربية و التكوين طبعة الثالثة- مطبوعات
الهلال وجدة مارس 2007
Ò ادريس المتصدق ، بناء المنهاج التربوي، مجلة النداء التربوي العدد 5-6
مطبوعات الخلال وجدة 1999.
Ò وزارة التربية الوطنية ،الكتاب الأبيض، الجزء الثاني، المناهج التربوية
للتعليم الابتدائي 2002.
Ò عبد اللطيف الفارابي واخرين ، معجم علوم التربية، مصطلحات
البيداغوحيا والديداكتيك 1، مطبعة النجاح الحديدة ،1994