القائمة الرئيسية

الصفحات







       توظيف تقنية الاستمــارة في البحوث التربوية




مقدمة :
    من المعلوم أن البحث التربوي الوصفي هو الذي ينصب على دراسة مجموعة من القضايا والظواهر التربوية والديداكتيكية، بالتركيز على مواقف الناس، واستبيان آرائهم، وتحديد تطلعاتهم، ورصد أفكارهم، إن وصفا، وإن تحليلا. ويتميز البحث الوصفي بمجموعة من الصعوبات المنهجية، كاستحالة رصد الظاهرة بشكل علمي دقيق؛ لاتساع مجتمع العينة ( العدد الهائل من الساكنة(، وشساعة المساحة( دراسة الساكنة عبر مساحة واسعة من الوطن)، أو لعوامل أخرى.
   بيد أن الموضوعية العلمية تقتضي الاتصال بجميع السكان في مختلف مناطق البلاد، في مدرها ووبرها. لذا، يتطلب البحث الوصفي التسلح بمجموعة من الآليات التربوية ، مثل:
الاستمارة، والمقابلة، والعينة، والروائز، والاختبارات
هذا، ويعد الاستبيان(Questionnaire) أو الاستجواب أو الاستفتاء من أهم الآليات التي يستند إليها البحث التربوي بصفة عامة، والبحث الوصفي بصفة خاصة.
ومن ثم، فالاستبيان من التقنيات الأساسية التي تسعف الباحث التربوي في جمع البيانات والمعطيات حول الظواهر والمشاكل التربوية والديداكتيكية، بغية فهمها وتفسيرها من جهة، واستقراء حمولاتها إحصائيا وإعلاميا ، وذلك تركيبا واستنتاجا وتقويما. ويعني هذا أن الاستمارة وسيلة من وسائل البحث التي تساعد الدارس على استكشاف المشاكل والحلول بطريقة وصفية مباشرة.إذاً، ماهي الاستمارة؟
 وماهي أهميتها التربوية والديداكتيكية؟ وماهي تقنياتها ومكوناتها ومواصفاتها؟ وماهي أنواعها ؟ وماهي مراحلها؟ وماهي بنيتها المعتادة؟ وماهي إيجابياتها وسلبياتها؟ 
هذه هي أهم الاسئلة التي سوف نحاول رصدها في موضوعنا هذا.

-         مفهوم الاستمارة أو الاستبيان:
   تعرف الاستمارة بمجموعة من المصطلحات والمفاهيم الأخرى التي تختلف من ترجمة إلى أخرى، أو من دولة عربية إلى أخرى،وعليه، فالاستبيان طريقة من طرائق البحث التربوي في استجماع المعلومات والمعطيات، وتفريغها في استنتاجات كمية وكيفية.
ومن ثم، فهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة المتنوعة في طولها وقصرها، وقد رتبت ترتيبا منطقيا عضويا من ناحية، أو ترتيبا نفسيا من ناحية أخرى،او من خلال الانتقال من موضوع إلى آخر، وذلك حسب تنوع نفسية المستجوب.
    زد على ذلك، فالاستبيان مجموعة من الاختبارات والروائز(Tests)، ترد في شكل أسئلة مغلقة أو مفتوحة، يراد بها وصف ظاهرة تربوية أو ديداكتيكية أو نفسية أو اجتماعية أو إدارية ما، بغية استجماع مجموعة من المعلومات أو المعطيات ، وذلك تفريغا واستنتاجا وتفسيرا، من أجل تبنيها في معالجة جميع المشاكل التي قد تعترض المؤسسة التربوية، أو تعوق عمل المتعلم أو المعلم معا. وغالبا ما تتوجه هذه الاستمارة إلى عينة من المستجوبين، يقومون بملئها بشكل دقيق ومضبوط، إما في حضور المستجوب، وإما في غيابه، وإما نيابة عنه. وغالبا ما يكون الاستبيان أيضا عبارة عن أسئلة متنوعة متدرجة، تخضع لتصميم معين. وتكون تلك الأسئلة محددة ومحكمة، مرتبة بشكل منطقي، لتحقيق الوحدة العضوية من جهة، والوحدة الموضوعية من جهة ثانية، والوحدة النفسية من جهة ثالثة.ومن هنا،” يدل الاستبيان على وضعية مقننة، تصلح لإدارة سلوك معين؛ ويصلح الاستبيان لجمع المعلومات السيكولوجية كالمقابلة.
فهو يسعى دائما إلى الحصول على معطيات أو أحداث دقيقة وموضوعية بصورة تجعل التأكد منها مرة ثانية ممكنا.
وبذلك، فهو-الاستبيان- يوفر إمكانية تكميم المعطيات الكيفية، مما يسهل تحليلها ومقارنتها وتأويلها والحكم عليها.أما محتوى الاستبيان، فإنه حسب لازارسفيلد (P.Lazarsfeld)يتحدد من خلال الهدف الذي يسعى إليه البحث. ”
وهكذا، فالاستمارة هي:
” لائحة من الأسئلة المحضرة تحضيرا يراعي مجموعة من القواعد المنهجية، تدون على أوراق، وتوزع على المستجوبين للإجابة عليها كتابيا أو تلقى عليهم شفويا، وذلك حسب الظروف وأهداف البحث ، والغرض منها جمع المعلومات المستهدفة من طرف البحث لتحليلها ومناقشتها قصد استخلاص النتائج. ”
ويعرف ديوبولد ب.فان دالين (Deobold B.Van Dalen) الاستمارة أو الاستفتاء بقوله:
” الاستفتاء أداة يستخدمها المشتغلون بالبحوث التربوية على نطاق واسع، للحصول على حقائق عن الظروف والأساليب القائمة بالفعل، وإجراء البحوث التي تتعلق بالاتجاهات والآراء.
وقد يكون الاستفتاء- في بعض الدراسات أو جوانب معينة منها- الوسيلة العملية الوحيدة الميسرة، لتعريض المستفيدين لمثيرات مختارة، ومرتبة بعناية، بقصد جمع البيانات اللازمة لإثبات صدق فرض أو رفضه .”
وعليه، يعتمد الاستبيان على الملاحظة الاستطلاعية التي تهدف إلى جمع المعلومات من مجموعة من الأشخاص، يفترض فيهم أنهم يتوفرون عليها.
     وتختلف هذه الملاحظة عن الملاحظة الإكلينيكية التي تستهدف دراسة ظاهرة ما ، من خلال التعمق في بناها الداخلية والخارجية، بتحديد مكوناتها وصفا وتفسيرا وتعليلا.أما الملاحظة الإحصائية، فتنبني على المعطيات الإحصائية تبويبا وتصنيفا وتقنينا.

موقف العلماء من الاستمارة:
     يلاحظ أن ثمة موقفين أساسين من الاستمارة: موقف يرى بأن الاستمارة هي أضعف تقنية و أكثر فقرا ضمن تقنيات البحث العلمي بصفة عامة، وآليات البحث التربوي والديداكتيكي بصفة خاصة. كما أنها أقل موضوعية من تقنيات البحوث التجريبية العميقة ذات الطابع الميداني والإحصائي.
     ويعني هذا أن الاستمارة تقوم على الملاحظة الاستطلاعية النسبية. في حين، يقوم البحث التجريبي على المعطيات الإحصائية والرياضيات الكمية الدقيقة. وبالتالي، يوصلنا هذه البحث إلى نتائج يقينية وقريبة من العلمية والموضوعية.
وفي هذا السياق، يقول ديوبولد .فان دالين :” يعتبر الاستفتاء أو الاستبيان طريقة مفيدة للحصول على البيانات، إلا أنه ليس بالأداة الجامعة للنفاذ إلى الحقيقة .هذا، بالإضافة إلى أنه لابد وأن يعالج بمهارة تامة لكي يحصل الباحث على بيانات يمكن الاعتماد عليها. ”
أما الموقف الثاني، فيرى بأن الاستمارة تقنية تربوية لابأس بها في البحث التربوي، مادامت تسعفنا على استجماع المعلومات الاستطلاعية، من أجل دراستها تحليلا ووصفا واستنتاجا، وتفريغها في جداول وبيانات إحصائية . ويعني هذا استحالة الاستغناء عنها بأي سبب من الأسباب؛ لنجاعتها التحليلية والتشخيصية.

- أهميــة الاستمارة أو الاستبيان:
      للاستمارة أهمية كبرى في دراسة الظواهر الاجتماعية والنفسية والتربوية والديداكتيكية، باعتبارها أسهل تقنية في استجماع المعلومات، وتحصيلها ضمن البحث الاستطلاعي. كما أنها تقنية غير مكلفة، ولا تحتاج إلى جهد كبير ، أو وقت طويل، أو تكاليف باهضة، أو تقنيات معقدة أو صعبة في استعمالها وتشغيلها. فالاستمارة مجرد أسئلة متنوعة ومرتبة ، تدون كتابيا أو شفويا فوق صفحة واحدة أو صفحتين من الورقة، فتوزع على عينة من المستجوبين، إما بطريقة مباشرة (تسلم إلى المستجوب مباشرة من قبل الباحث أو من ينوب عنه) ، وإما بطريقة غير مباشرة( عبر البريد أو عبر التواصل الرقمي والإعلامي السلكي أو اللاسلكي). 
     ومن ثم، يمثل هؤلاء المستجوبون، باعتبارهم عينة صغرى تمثيلية، خصائص المجتمع الأصل بمواصفاته المتنوعة بدقة وإحكام، بغية الإجابة عن الأسئلة المطروحة بكل صدق وصراحة وشفافية. وما يهمنا في هذه الاستمارات الاستبيانية هي النتائج المترتبة عن المعطيات والمعلومات التي يقدمها المستجوب ، والتي قد تفيد الباحث بشكل من الأشكال في تحديد مجموعة من الحلول، ورصد المقترحات الكائنة والممكنة والمحتملة، لفهم ظاهرة معينة وتفسيرها ، وذلك في ضوء معطيات كمية وكيفية معينة.

أنــواع الاستمارة:
    هناك أنواع عدة من الاستمارة، إذ يمكن الحديث عن استمارة مكتوبة يقوم بها المستجوب نفسه، واستمارة شفوية تقوم على كتابة الباحث لإملاءات المستجوب. ومن جهة أخرى، هناك استمارة موضوعية تتعلق بمجموعة من الأحداث والوقائع الموضوعية.وهنا، نستعين بمجموعة من المعلومات ، كالسن، والجنس، والمكان، والحالة العائلية، والمداخيل، وغيرها…واستمارة ذاتية مرتبطة بآراء المستجوب وقناعاته وميوله وأذواقه واهتماماته وانفعالاته الشخصية والذاتية…وهناك استمارات الشخصية التي تتعلق بإبراز الصفات النفسية للمستجوب، واستمارات قياس الصفات السيكولوجية للشخصية، وتسمى أيضا بسلالم المواقف، واستمارات تهدف إلى تصنيف المستجوبين حسب معايير محددة.

- مكونــات الاستمارة:
    تتضمن الاستمارة بنية معتادة، وطريقة مألوفة، كتبيان عنوان الاستبيان(الهدر المدرسي- العنف التربوي- التخطيط الديداكتيكي- صعوبة القراءة لدى تلاميذ الصف الثالث ابتدائي…)، وتقديم معلومات عن مصدر الاستمارة (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، فرع الناظور)، وتبيان طبيعة العينة المستجوبة(استمارة خاصة بأساتذة التعليم الابتدائي)، والجهة الوصية عنها(وزارة التربية الوطنية- اليونيسكو- الإسيسكو…)، والغرض منها(تحديد الأسباب الكامنة وراء صعوبة القراءة لدى التلاميذ)، وتحديد المعطى والهدف والمطلوب بدقة محكمة( المرجو منكم ملء هذه الاستمارة، بغية الوقوف على الأسباب الحقيقة التي تدفع التلاميذ إلى ترك المدرسة، والانقطاع عنها…جزاكم الله خيرا) .
     وفي هذا الصدد، يقول عبد الكريم غريب:” عادة ما يتم إعداد الاستمارة وفق بنية معتادة، كأن نحدد في الجانب العلوي من الصفحة الأولى للاستمارة مصدر الاستمارة، وذلك تجنبا للشكوك التي قد تحوم حول الأفراد الذين سيجيبون عنها، إذا ماكانت الجهة الصادرة عنها الاستمارة مجهولة:
    وأن يقدم للاستمارة بفقرة تمهيدية تحث المجيب على الصدق والصراحة في أجوبته مع الاختزال والتركيز، وتعرفه بالفائدة العلمية المرجوة من الأجوبة التي سيتم الإدلاء بها.
   بعد ذلك، ينبغي تحديد مجموعة من المعطيات التي سوف تفيد في تحليل النتائج المتوصل إليها.
ومن بين تلك المعطيات، يمكن أن نشير إلى الإقليم أو الجهة ومكان الإقامة ومستوى الحي والسكن والعمر والدخل الشهري والمهنة وعدد الأبناء…؛ إلى غير ذلك من المعطيات الضرورية التي يعتبرها الباحث مهمة بالنسبة لتحليل ومقارنة وتأويل النتائج التي سوف يحصل عليها عند عملية تفريغ الاستمارات”.
   ويعني هذا أن الاستمارة تتركب من فقرة تمهيدية في شكل عتبات موازية تتعلق بمعطيات أولية ضرورية لفهم عالم المستجوب (العنوان- المصدر- المستجوب- الهوية- الهدف – المطلوب- المعطى…)، وأسئلة متنوعة يراد منها وصف الظاهرة المرصودة، سواء أكانت تربوية أم ديداكتيكية.

- الخصائص والمواصفات:
   تتسم الاستمارة بأنها عبارة عن أسئلة تهدف إلى جمع مجموعة من المعلومات والبيانات والمعطيات حول ظاهرة أو مشكلة أو قضية ديداكتيكية أو تربوية، قصد دراستها أو تشخيصها أو معالجتها.وكل ذلك من أجل الوصول إلى مجموعة من النتائج التي تكون بمثابة جواب أو أجوبة للفرضية أو الإشكالية المطروحة. ويشترط في الاستمارة أن تكون أسئلتها دقيقة ومضبوطة ومحكمة، وتختار عن دراية وعلم وإتقان، وبلغة فصيحة وبليغة.
   وينبغي أن تكون الأجوبة واضحة وصادقة ومركزة ومختزلة ومكثفة، بعيدة عن الإطناب الممل، والوصف المسترسل، والإسهاب اللامجدي.
   لذا، يستحسن أن يوضع في أعلى صفحة الاستمارة فقرة تمهيدية، تحث المستجوب على الصدق والصراحة، فيما يدلي به من آراء وأقوال وتصريحات، وتعقبها مجموعة من الأسئلة في شكل بنود مرتبة ومتسلسلة منطقيا ونفسيا.
و”يتطلب إعداد الاستبيان تحديد موضوع البحث، ثم صياغة أسئلة الاستبيان بكيفية تغطي جميع جوانب الموضوع، ثم عرضه على المحكمين الذين لهم اطلاع واسع بالموضوع، للتأكد من مدى تغطية بنود الاستبيان لجوانب الموضوع بكيفية تامة، ومدى وضوح الأسئلة“.
   ومن ثم، لابد أن تتسم الأسئلة الاستبيانية بالوضوح والدقة، ومراعاة القصر والاختصار، وتمثل الحياد والنزاهة،والابتعاد عن الأسئلة المجازية والإيحائية التي تقبل التأويلات العديدة، مع تجنب الأسئلة التي تمس كرامة الفرد، أو قد تقلقه، أو تحرجه…
   ولابد من ترتيب الأسئلة ترتيبا منطقيا ونفسيا، كأن نبدأ من الأسئلة العامة نحو الأسئلة الخاصة، أو ننتقل من الأسئلة البسيطة نحو الأسئلة الصعبة والمركبة والمعقدة، أو نتحول من الأسئلة الشخصية إلى الأسئلة الموضوعية العامة.
 وفي المقابل، نبتعد عن الأسئلة الساذجة أو أسئلة تحصيل حاصل.
    علاوة على ذلك، لابد أن تترابط الأسئلة بالفرضية المعطاة ترابطا وثيقا، فتتسلسل الأسئلة تسلسلا سليما،ولابد أن يذيل الاستبيان بمجموعة من التعليمات الكاملة والواضحة من جهة، وتكون الأجوبة صادقة وواضحة من جهة أخرى.
هذا، وتستند الاستمارة إلى مجموعة من الأسئلة التي يمكن حصرها فيما يلي:
  
أسئلة التعرف الشخصي:
يقصد بها تلك الأسئلة التي تتعلق بشخصية المستجوب، كالتعرف على اسمه، وسنه، ووظيفته الاجتماعية، وجنسه، ومكان عمله … مثل:
السن:5
المؤسسة: 5
الجنس: 5
الوظيفة: 5
السكن5

الأسئلة المغلقة أو المقيدة:
 هي أسئلة تتطلب جوابا معينا واحدا، مثل: الأسئلة ذات التصحيح الموضوعي والأسئلة ذات الاختيار المتعدد.
ويعني هذا أن المستجوب لايمكن أن يختار من الأجوبة إلا جوابا واحدا، فيقول: نعم، أو لا، أو صحيح ، أو خطأ، أو لا أعرف… وتندرج الأسئلة المغلقة ضمن مجموعة من الأسئلة المترابطة منطقيا وسيكولوجيا، والمتنوعة في مراميها وأهدافها.
ومثال ذلك:
ºهل يوجد بقسمك تلاميذ يعانون من صعوبة القراءة: نعم£ لا£

+ الأسئلة المفتوحة أو الحرة:
هي أسئلة تترك الحرية للمستجوب للتعبير عن آرائه، ومعتقداته، وسلوكياته، وتوجهاته، وميوله، وتصرفاته. وللمستجوب الحرية التامة في التعبير عن آرائه بكل صراحة وشفافية.
ومثال ذلك:
º ماهي انعكاسات صعوبة القراءة على المتعلمين في المستوى الثالث من التعليم الابتدائي؟
xالأسئلة ذات الاختيار المتعدد:
يستلزم السؤال ذو الاختيار المتعدد أن يرفق السؤال بمجموعة من الأجوبة، لكن المجيب يختار الجواب الملائم الذي يتناسب مع السؤال المطروح، بوضع علامة معينة على ذلك الجواب.
ويعني هذا أن الأسئلة ذات الاختيارات المتعددة عبارة عن:

+  أسئلة شبه مغلقة؛
 لأنها تطرح للمجيب مجموعة كبيرة من الإجابات (أربعة أو خمسة أو أكثر) ، تتضمن في غالب الأحيان، جوابا صحيحا واحدا، على المجيب أن يبحث عنه ضمن أجوبة مشابهة، ولكنها خادعة.”
ومن أمثلة ذلك السؤال التالي:
º في نظرك، ماهي الأسباب التي تجعل تلميذ المستوى الثالث ابتدائي يعاني من صعوبة القراءة؟
uبيئة المتعلم £
vمحتوى المقرر الدراسي ولغته£
wنفسية المتعلم£
x كفاءة الأستاذ£

أسئلة الصواب والخطأ:
تستلزم أسئلة الصواب والخطأ أن يكون الجواب مقننا ومضبوطا.
وبالتالي، تكون الإجابة بالتصديق بالإثبات(صحيح)، أو النفي(لا-خطأ)…
ومثال ذلك:
º العنف التربوي ظاهرة عالمية.
صحيح £ خطأ£

أسئلة التعليل:
 هي أسئلة مرتبطة بتفسير الظواهر والمتغيرات والعلاقات السببية، وتعليل المسببات، بغية فهم العلل والأسباب التي تكون وراء تصرف أو سلوك أو حدث ما…، وغالبا ما يكون السؤال بصيغة:” لماذا؟ أو ما السبب في ذلك؟ أو ما العلة في ذلك؟ أو ما الدافع ؟
ومثال ذلك:
º لماذا تخليت عن تطبيق بيداغوجيا الإدماج؟……

أسئلة التكملة:
يستوجب سؤال التكملة أن يكمل المستجوب جوابه بمعلومات أخرى، يتذكرها أو يقترحها أو يراها أنها صحيحة ومهمة.وغالبا ما يكون سؤال التكملة بوضع نقط الحذف التي تتطلب التعبئة والتحديد والاستبيان.
ومثال ذلك:
º في نظرك، ماهي الأسباب التي تجعل تلميذ المستوى الثالث ابتدائي يعاني من صعوبة القراءة؟
uبيئة المتعلم £
vمحتوى المقرر الدراسي ولغته£
wنفسية المتعلم£
x كفاءة الأستاذ£
أسباب أخرى:…………………………………………………
| سؤال ثنائي الاختيار:
يستلزم هذا السؤال أن يجيب المستجوب إما بكلمة صحيح، وإما بكلمة خطأ.ويسمى كذلك بسؤال الصواب والخطأ.
º امتحانات القسم السادس الابتدائي صعبة في مادة الفرنسية.
صحيح £ خطأ£
} الأسئلة المزاوجة(Question couplées
) : تجمع الأسئلة المزاوجة بين الأسئلة المغلقة والأسئلة المفتوحة.بمعنى أن هناك توليفا بين ماهو مغلق ومفتوح من الأسئلة. ومثال ذلك:
º هل يوجد بقسمك تلاميذ يعانون من صعوبة القراءة؟
نعم £ لا £
إذا كان الجواب” نعم”، الرجاء تحديد الصعوبات التي تعترض التلاميذ أثناء القراءة؟


+ الأسئلة المصورة:
     ترتكن إلى تقديم الأسئلة في شكل صور ورسومات، بدلا من العبارات المكتوبة التي يختار المستجوبون منها الإجابات.” وقد يمدهم الباحث بتعليمات شفوية أيضا، بدلا من التعليمات المكتوبة. ويعتبر هذا النوع من الاستفتاءات أداة مناسبة لجمع البيانات من الأطفال ومن الراشدين محدودي القدرة على القراءة بوجه خاص. وغالبا ما تجذب الصور انتباه المستفتين أكثر من الكلمات المكتوبة، وتقلل منة مقاومة المفحوصين للاستجابة، وتثير اهتمامهم بالأسئلة.كما أنها تصور أحيانا مواقف لا تخضع بسهولة للوصف اللفظي تصويرا واضحا.
   وأحيانا تجعل من الممكن كشف اتجاهات أو جمع معلومات لايمكن الحصول عليها بطرائق أخرى.
ومهما يكن، فللاستفتاءات المصورة عيبان على الأقل:
أولا، يجب أن يقتصر استخدامها على المواقف التي تتضمن خصائص بصرية يمكن تمييزها وفهمها. ثانيا، كما أنه من العسير تقنينها،     وخاصة حينما تكون الصور صور الكائنات بشرية .”
هذه هي أهم الأسئلة التي تستند إليها الاستمارة الاستبيانية في تجميع المعلومات، وتحصيل البيانات والمعطيات قصد فهمها وتفسيرها.


- مراحـــل الاستمارة:
تنبني الاستمارة الاستبيانية أو الاستجوابية على خمس مراحل أساسية، ويمكن حصرها في الخطوات الإجرائية التالية:
u مرحلة الاختبار القبلي:
تطبق الاستمارة في البداية على عينة عشوائية من المستجوبين عن طريق المقابلة، للتأكد من نجاعة الاستمارة المكتوبة، مع التثبت من صحة الأسئلة المطروحة، لمعرفة مدى مصداقيتها، واستكشاف سلامة لغتها، وتبيان مدى وضوحها وسهولتها، وذلك بالابتعاد عن كل ما يثير التشويش على مستوى التواصل والفهم، كالغموض، واللبس، والغرابة، والتعقيد اللفظي والمعنوي.بمعنى أن تكون أسئلة الاستمارة واضحة، لا تقبل التأويلات المتعددة؛ مما سيؤثر فعلا بشكل سلبي على نتائج الاستمارة .

v مرحلة الاختبار الفعلي:
    بعد الانتهاء من مرحلة التجريب، وتصحيح الأخطاء، وتعديل الاستمارة تصويبا وتنقيحا، يوزع الباحث استمارته على مجموعة من المستجوبين، يمثلون عينة تمثيلية، تعكس المجتمع الأصل.وينبغي أن تتوفر في هذه الاستمارة شروط أساسية، كالتمهيد بفقرة تبين طبيعة المستجوب، والهدف من الاستمارة، وعنوانها الرئيس، وشروط الإجابة.وبعد ذلك، تذيل الاستمارة بمجموعة من الأسئلة المتنوعة. بشرط أن تكون هذه الاستمارة واضحة ومقتضبة ومكثفة. ولابد للباحث من دراسة ردود فعل المستجوب، وتحديد صعوبات الاستجواب، وتبيان ظروفه وعوائقه وظروفه الذاتية والموضوعية. وبعد مرحلة التجميع، تأتي مرحلة التفريغ ودراسة النتائج في ضوء معطيات كمية وكيفية.

w مرحلة الاختبار البعدي:
   تتعلق هذه المرحلة بالتحرير النهائي للاستمارة، حيث يستفتح الباحث المستجوب الاستمارة بتقديم يشرح فيه موضوع البحث وهدفه ، ويشكر المستجوبين، مع تبيان طريقة الإجابة.وبعد ذلك، يكتب الاستمارة بشكل طباعي جيد، باختيار الخطوط المناسبة، مع إبراز الحروف طباعيا، حيث تكون الأسئلة سهلة القراءة، مع تلوين الأسئلة بألوان مغايرة ومتنوعة، وبشكل محكم وواضح.

x مرحلة التفريغ:
    تعمد مرحلة التفريغ إلى استخراج معطيات الأسئلة، وتفريغ معلوماتها.وبعد ذلك، يلتجئ الباحث إلى ترتيبها، وتصنيفها، وتبويبها، وترميزها، وذلك حسب البنود وعناصر التصميم. كما يستعين الباحث بالمعطيات الإحصائية لقراءة النتائج، ووصفها، وتلخيصها في أشكال هندسية ورسومات وجداول ومبيانات، وتحليلها فهما وتفسيرا، ومقارنتها بفرضية البحث وإشكالياته الأساسية. وفي هذا السياق، يقول عبد الكريم غريب :
” قبل إقبال الباحث على توزيع الاستمارات بالشكل النهائي، فإنه، بعد عملية التجريب الأولى ، مدعو إلى تفريغ النتائج المتوصل إليها، حتى يتعرف على كيفية وتبويب أجوبة أسئلة استمارته من جهة، ويضع النتائج المتوصل إليها، ليتعرف على صدق أسئلة استمارته من جهة ثانية.ولذلك، فهو- الباحث- يحتاج إلى منهجية تساعده على ترميز معطيات الأجوبة، ومعايير تمكنه من التركيب بين تلك المعطيات لتتحول إلى مقولات وأفكار عامة.
بعد هذه العملية، يستطيع الباحث تكميم نتائجه، ومعالجتها إحصائيا.
 أما إذا كانت أسئلة الاستبيان مغلقة، فإن الأمر يقتصر، فقط، على إحصاء مختلف أشكال الأجوبة، ليتم الانتقال، بعد ذلك، إلى المعالجة الإحصائية.
والجدير بالذكر، أن مسألة التجريب القبلي للاستمارة، يساعد الباحث على تجاوز العديد من الهفوات؛ من أهمها:
 تعديل بعض الأسئلة التي تظهر غير ملائمة، تكوين صورة على عملية التفريغ لنتائجها.”

yمرحلة الاقتراح والتوصية:
   ينتهي الدارس، بعد تفريغ استمارته الاستبيانية، بتحصيل مجموعة من النتائج الكمية والكيفية، لينتقل إلى مرحلة اقتراح الحلول، واستعراض النتائج، وتقديم التوصيات في شكل نصائح وملاحظات وتوجيهات، من أجل تطوير المنظومة التربوية أو التعليمية أو الديداكتيكية.
إذاً، تمر الاستمارة بمجموعة من المراحل المتعاقبة، وهي:
ـ مرحلة تصميم الاستمارة والتخطيط لها، ومرحلة المراجعة والتقويم، ومرحلة التوزيع، ومرحلة التجميع، ومرحلة التفريغ الكمي والكيفي، ومرحلة التفسير، ومرحلة الاستنتاج التي تقوم على ذكر الحلول والنتائج والتوجيهات والإرشادات، باستعمال الإحصاء والجداول والرسومات البيانية والصور والرموز الرقمية ، والاستفادة من آليات الإعلام والاتصال.

D توزيـــع الاستمــارة:
   توزع الاستمارة الاستجوابية بطرائق عدة، فقد توزع بطريقة مباشرة ، حيث يقدم الباحث استمارته بيده إلى المستجوب ، فتكون الملاحظة هنا- إيجابية وفعالة؛ لمعرفة ردود فعل المستجوب، وتحيين ظروف الاستجواب الذاتية والموضوعية. وقد توزع الاستمارة على المستجوبين في غياب الباحث، بيد أن هناك من ينوب عنه في ذلك.
    ومن هنا، تكون الاستمارة مباشرة، حينما يكون الباحث والمستجوب في مكان واحد، وقد يسمى هذا أيضا بأسلوب المقابلة. بيد أن الاستمارة قد توزع بطريقة غير مباشرة، حينما يكون المكان متسعا وممتدا، حيث يصعب التواصل مباشرة مع المستجوب.
لذا، يلتجئ الباحث إلى التواصل مع المستجوب عن طريق البريد العادي، أو عن طريق الهاتف، أو عن طريق البريد الرقمي أو الإلكتروني، ويسمى هذا بأسلوب المراسلة. وتبقى الطريقة المباشرة الأفضل والأنجح بالمقارنة مع الطريقة غير المباشرة في توزيع الاستمارة الاستبيانية.
   وقد يكون التوزيع لعينة جماعية، حيث تحضر إلى مكان معين، فتوزع عليها الاستمارة بشكل مباشر، ثم يجمع الباحث الاستمارة لتفريغها.
   وقد توزع لعينة فردية ، حيث يقدم لكل فرد الاستمارة لملئها. وكل هذه الطرائق صالحة لتنفيذ الاستمارة.لكن هناك عدة عوائق تحول دون التوصل إلى استمارة حقيقية، كغياب المستجوب، والعشوائية في الملء والكتابة، حينما يحس المستجوب بالملل والروتين، بسبب طول الاستمارة، وكثرة الأسئلة.

-كيف نكتب بحثا تربويا في ضوء الاستمارة:
يقوم البحث التربوي ، الذي يتكئ على الاستمارة الاستبيانية، على مجموعة من الخطوات المنهجية الضرورية، ويمكن حصرها في النقط التالية:
u تدبيج مقدمة في شكل تقرير عن البحث، بتبيان العناصر التالية:
ºموضوع الدراسة.
º الدوافع الذاتية والموضوعية.
º فرضية البحث.
º أسئلة الدراسة وإشكالياتها الرئيسية والثانوية والفرعية.
º طبيعة البحث: وصفي-تاريخي- تجريبي.
º منهج الدراسة وخطواته ومعطياته الإحصائية.
º أهمية الدراسة.
º أهداف الدراسة.
º حدود الدراسة وأبعادها(تحديد مكان الدراسة وزمانها وحدودها).
º الدراسات السابقة.
º التصميم.
º الصعوبات والعوائق والمشاكل التي تعترض الباحث.
º شكر وتقدير


v كتابة مدخل البحث لشرح مفهوم تربوي أساسي:
كأن نشرح مصطلح الهدر المدرسي، أو مصطلح مسرح الطفل، أو مصطلح العنف التربوي، أو مصطلح الحكامة التربوية…إلخ، وذلك بالاعتماد على القواميس والمعاجم العربية والأجنبية لغة واصطلاحا وسياقا.
w الفصل الأولي: الإطار النظري.
ينقسم الفصل النظري إلى مجموعة من العناصر والعناوين في شكل مباحث ومطالب، كأن نخصص – مثلا- هذا الفصل لدراسة مفهوم التخطيط في المستوى الابتدائي، فيكون التصميم على الشكل التالي:
º المبحث الأول:
 مفهوم التخطيط.
المطلب الأول: التخطيط لغة.
المطلب الثاني: التخطيط اصطلاحا
º المبحث الثاني: أهمية التخطيط.
º المبحث الثالث: أهداف التخطيط وغاياته:
º المبحث الرابع: مكونات التخطيط البيداغوجي والديداكتيكي:
المطلب الأول: التخطيط التربوي.
المطلب الثاني: التخطيط الديداكتيكي.
º المبحث الخامس: أنواع التخطيط وفق بيداغوجيا الإدماج:
المطلب الأول: التخطيط البعيد المدى.
المطلب الثاني: التخطيط المتوسط المدى.
المطلب الثالث: التخطيط القريب المدى.
خلاصة الفصل النظري
الفصل الثاني:
 الإطار التطبيقي
ينقسم الفصل التطبيقي بدوره إلى مباحث ومطالب، ويغلب على هذا الفصل الاستقراء الوصفي من جهة، والاستنباط الكمي والكيفي من جهة أخرى.
 فيكون التصميم – مثلا- على النحو التالي:
المبحث الأول: التعريف بالطرائق والتقنيات المعتمدة، مع ذكر ظروف الاستجواب ومشاكله الذاتية والموضوعية.
المبحث الثاني:عرض النتائج: تحليلها وتفسيرها.
هذا، و يتم استعراض النتائج حسب كل مبحث أو عنصر، بالاستعانة بالجداول، وتحديد النسبة المائوية، واستعمال المبيان الدائري وشبه الدائري والعصوي.
خلاصة الفصل الثاني.
ويذيل البحث بخاتمة في شكل خلاصات واستنتاجات عامة، ويعقبها اقتراح لمجموعة من التوصيات والحلول لترقية المنظومة التربوية والتعليمية شكلا ومضمونا، أو كما وكيفا. وبعد ذلك، يضع الباحث ملحقا لاستمارته الاستبيانية. ويختم بحثه بلائحة المصادر والمراجع والمقالات الورقية والرقمية، مع تثبيت الفهرس العام.

D إيجابيات الاستمارة:
   تتميز الاستمارة بمجموعة من المزايا الإيجابية، فهي تقدم إلى المستجوب مباشرة أو عبر البريد أو عبر شخص آخر، وقد تنشر على صفحات الجرائد والمجلات، أو تذاع عبر شاشة التلفزة، أوتعلن عبر المواقع الرقمية.ويعني هذا أن هناك استمارة ورقية، واستمارة رقمية. ومن ثم، فقد يكون المستجوب(بكسر الواو) حاضرا أو غائبا أو معوضا بشخص آخر، وقد ترسل الاستمارة إلى المرسل بواسطة البريد العادي أو الإلكتروني. كما تعد الاستمارة من الآليات التربوية السهلة في عملية الاستكشاف والاستجواب، بالمقارنة مع المقابلة والروائز والامتحانات والاختبارات النفسية. وفي هذا السياق، يقول الدكتور أحمد أوزي:” يمكن للاستبيان أن يخضع للتقنين أكثر من غيره من الوسائل أو التقنيات البحثية الأخرى.كما أنه يفيد في الحصول على بعض البيانات الشخصية أو الحرجة التي لايستطيع المبحوث عادة التعبير عنها في حضور الباحث، كما هو الحال في بعض التقنيات البحثية الأخرى. ”
زد على ذلك، يمكن الاستعانة بوسائل الإعلام والاتصال الحديثة في بناء الاستمارة الاستجوابية، وتشغيل الرموز والخانات والعلامات.

D سلبيات الاستمارة:
    على الرغم من الإيجابيات التي يتميز بها الاستبيان، فإنه له مجموعة من السلبيات. إذ يستلزم من الباحث والمستجوب معا الإلمام باللغة، ودراية بأساليبها، وامتلاك معرفة موسعة بتقنيات وضع السؤال،علاوة على معرفة تامة بطرائق البحث التربوي ومناهجه الوصفية والتجريبية والتاريخية.زد على ذلك، أن كثيرا من المستجوبين لايعرفون استخدام اللغة بشكل أمثل.كما أن المستجوبين قد يتعبون في ملء الاستمارة الطويلة، المحشوة بمجموعة من الاسئلة المتراكبة والمتراكمة.لذا، ينبغي أن تكون الاستمارة مركزة ومكثفة ومقتضبة ومختزلة، بعيدة عن الحشو والإطناب والتطويل الممل.وينبغي أيضا تنويع الأسئلة ، فاستعمال نوع واحد من الأسئلة قد لا يؤدي إلى نتائج إيجابية، وحقائق مهمة. ” ثم إن استمارة الاستبيان الذي يحوي على أسئلة كثيرة قد لا تتم الإجابة عنها بدقة لتسرب الملل إلى المبحوثين.ثم إن عدم حضور الباحث أحيانا مع المبحوثين يغيب بعض ردود فعل المبحوثين، تجاه بعض الاسئلة التي تثير ردود فعل خاصة لديهم، مما يجعل الباحث لا يستفيد منها في حالة إرسال أو توزيع الاستبيان على المبحوثين وانتظار جمعه، كثيرا ما لا يكون العائد من الاستمارات كافيا لتغطية بيانات البحث.”
   وهناك سلبيات أخرى تتعلق بالباحث في حالة غيابه، وسلبيات تتعلق بطبيعة الأسئلة، وسلبيات تتعلق أيضا بالمستجوبين أنفسهم. وفي هذا الصدد، يقول ديوبولد ب.فان دالين:
” يميل عزل بنود معينة وتحديدها تحديدا دقيقا، لأن يجعل ملاحظات المستفتين موضوعية ومركزة ومقننة. على أن هذه الخصائص المرغوبة لاتضمن أن يمدنا المفحوصون ببيانات موثوق فيها، وذلك لأن الناس لايستطيعون أو لايريدون في أغلب الأحيان أن يقدموا إجابات دقيقة. فبعض الناس يعانون من قصور في الإدراك أو الذاكرة، أو غير قادرين على التعبير اللفظي عن انطباعاتهم وأفكارهم تعبيرا دقيقا.
    والمستفتون الذين ليس لديهم الحرية في البوح بالمعلومات، أو غير راغبين في ذلك، أو غير المؤهلين له، قد يتجاهلون أسئلة معينة، أو يزيفون إجاباتهم.كما أن كثيرا من الناس لايعطون الاستفتاء اهتماما جديا، فيملأون استماراتهم بإهمال، أو يسجلون ما يفترضون حدوثه.وليس من النادر أن يكيف بعض المستفتين إجاباتهم لكي تتفق مع تحيزاتهم، أو لحماية مصالحهم الخاصة، أو الظهور في صورة أفضل، أو إرضاء الباحث، أو ليتفقوا مع الأنماط المقولبة اجتماعيا. ”
ومن ثم، فللاستمارة الاستبيانية مزايا إيجابية في عملية البحث والتنقيب وجمع المعطيات البيانية. وفي الوقت نفسه، لها سلبيات وهنات تؤثر عليها بشكل من الأشكال، ولاسيما حينما يتعامل المستجوب مع الاستمارة بنوع من التعب والكسل والإهمال واللامبالاة .
تركيــب :
وهكذا، يتبين لنا بأن الاستمارة من أهم التقنيات التي تعتمد عليها الملاحظة الاستطلاعية من جهة، وتعد كذلك من أهم الأدوات البحثية التي تستعمل في المنهج الوصفي من جهة أخرى. وتهدف الاستمارة الاستبيانية إلى دراسة مجموعة من الظواهر التربوية والديداكتيكية، وذلك في ضوء مجموعة من الأسئلة والبنود المرتبة ترتيبيا منطقيا ونفسانيا وموضوعاتيا.
 ومن هنا، تسعى الاستمارة الاستبيانية إلى تجميع مجموعة من المعلومات والمعطيات الموجهة إلى عينات استجوابية تمثيلية، لتحقيق هدف تربوي وتعليمي معين، يخدم الفرضية أو الإشكالية البحثية الأساسية.
وبعد تجميع المعلومات، يتم تفريغها وقراءتها فهما وتفسيرا، مع تسطير النتائج المرجوة، مع تقديم مجموعة من النصائح والتوجيهات والتوصيات والاقتراحات
التنقل السريع